ورثت منزلاً بقيمة 600,000 جنيه إسترليني - هل يجب أن أبيع أم أحتفظ به؟ يعتبر وراثة العقارات من الأمور التي تحمل في طياتها العديد من التحديات والقرارات المصيرية. فكل وراثة تأتي مع أعباء ومسؤوليات تتطلب التفكير العميق والتحليل الدقيق. قصة اليوم تتعلق بمنزل بونغالو وُرِث بقيمة 600,000 جنيه إسترليني، وهي ليست مجرد مسألة بيع أو احتفاظ بالمنزل، بل تتعلق بآمال المستقبل والتخطيط المالي. في أحد ضواحي لندن، ورثت سيدة منزل بونغالو من أحد أقاربها. حصلت على 75٪ من المنزل بينما حصل ابنها على 25٪. ومع أن كلاهما لا يرغب في أن يصبح مؤجراً، قررا أنهما سيتجهان لبيع المنزل بمجرد انتهاء إجراءات الميراث. لكن بعد قراءة بعض المقالات التي تشير إلى تزايد الطلب على المنازل من نوع البونغالو، بدأوا يتساءلون عما إذا كان من الأفضل الانتظار لبضع سنوات أخرى في أمل زيادة قيمته. يعتبر هذا النوع من المنازل مميزاً، حيث يمتلك بونغالو العديد من المزايا التي تجعله فكرة مفضلة لكثير من المشترين. فبالإضافة إلى توفير مساحة واسعة، تعتبر هذه المنازل خياراً رائعاً لكبار السن الذين يبحثون عن السكن في طابق واحد. لكن الأمور ليست بهذه البساطة، فهناك العديد من الأمراض والتكاليف المرتبطة بامتلاك منزل غير مأهول. عندما ننظر إلى احتمالية بيع الممتلكات، يجب أن نتذكر أنه في حين أن المنازل تستمر في الارتفاع في القيمة على مر السنين، فإنها أيضاً معرضة لهبوط الأسعار في أي وقت. ففي العام الماضي، شهدت بعض المناطق في المملكة المتحدة انخفاضاً طفيفاً في أسعار المنازل. لذا، فإن التوجه نحو الاحتفاظ بالمنزل في أمل زيادة قيمته يأتي مع مخاطرة، فقد تتعرض الأسواق لتغيرات تؤدي إلى انحدار قيمة الممتلكات. لكن، إذا قرروا الاحتفاظ بالمنزل، فسيتعين عليهم التعامل مع رسوم مثل ضريبة المجلس، والتي تظل قائمة حتى في حالة عدم وجود مستأجرين. هذا بالإضافة إلى تكاليف الصيانة التي تأتي مع الاحتفاظ بحالة المنزل، حيث أن العقارات غير المستخدمة يمكن أن تتدهور بسرعة إذا لم يتم صيانتها بشكل دوري. تسائلت السيدة أيضا عن الجوانب الضريبية التي قد تواجهها. ستترتب على أي زيادة في قيمة المنزل ضريبة الأرباح الرأسمالية عند البيع، والتي تعتبر عقبة إضافية يمكن أن تؤثر على العائد المالي من البيع. ومع ذلك، إذا قرروا الآن بيع العقار، سيتاح لهم استثمار هذه العائدات في أسواق مالية متنوعة بدلاً من الركون إلى النمط التقليدي للاستثمار العقاري. لقد ناقشت السيدة وابنها هذا الخيار مع بعض المستشارين الماليين، الذين أشاروا بشكل عام إلى فوائد ومخاطر الاحتفاظ بالعقار مقابل بيعه. يُعتبر بعض المستشارين أن بيع العقار الآن قد يوفر لهم المزيد من الاستقرار المالي، خاصة وأن ابنها غير مستعد بعد لشراء منزل، ولكنه قد يحتاج إلى هذه الأموال في المستقبل القريب. المستثمرون اليوم يشجعون على التنويع في الأصول بدلاً من الاعتماد على أصل وحيد، مثل العقار. فمن الممكن أن يؤمن تنويع الأصول فوائد مالية أكبر على المدى الطويل، خاصة في ظل أنماط الحياة المتغيرة والمخاطر الاقتصادية. كما أن المستشارين أكدوا أن الاستثمارات البديلة يمكن أن توفر عوائد أكبر بدلاً من الاعتماد فقط على العقارات. الخيارات مثل صناديق الاستثمار المشتركة أو الأسهم يمكن أن تكون جزءاً من استراتيجية استثمار أكثر شمولاً. لذا، إذا قرروا عدم بيع المنزل، يمكن أن يستفيدوا من استشارة مستشار مالي لمنحهم بيئة استثمارية مصممة بناءً على أهدافهم المستقبلية. لننظر أيضاً إلى جانب الإيجار؛ إذ أن البديل الأكثر ربحية قد يكون استئجار العقار بدلاً من الاحتفاظ به فارغاً. هذا الخيار لا يوفر فقط دخلًا إضافيًا، ولكنه يساعد أيضاً في الحفاظ على قيمة المنزل. تأجير المنزل يمكن أن يكون حلاً مناسبًا في الوقت الحالي، خاصةً في ظل وجود طلب مرتفع على الإسكان. في النهاية، فإن القرار النهائي يجب أن يكون مبنياً على الأهداف الشخصية لكل من السيدة وابنها. إذا كانا متفائلين بشأن الأسعار في المستقبل، فربما يكون من المفيد الاحتفاظ بالمنزل قليلاً. لكن إذا كانا يرغبان في تأمين الأموال الآن واستثمارها في مشاريع أخرى، فإن بيع العقار سيكون هو الخيار الأكثر فعالية. من المهم أن يكون هناك حوار مفتوح بينهما حول ما يناسبهم أكثر في هذه المرحلة من حياتهم. فلا بد من مراعاة الجوانب المالية والتخطيط للمستقبل. وهذا يشمل ليس فقط سعر العقار كما هو الآن، ولكن أيضاً المستقبل الذي يتطلعان إليه في السنوات القادمة. القرار بأن تبيع أو تحتفظ بالممتلكات هو قرار شديد الخصوصية يعتمد على الظروف الفردية لكل طرف. ومع تحليل كل الخيارات الممكنة، يمكن أن يركزوا على إقامة مستقبل مالي أكثر استقراراً ونجاحاً.。
الخطوة التالية