في ظل تزايد الاهتمام بالعملات الرقمية، يبدو أن الحملة الانتخابية للرئيس السابق دونالد ترامب قد بدأت تؤتي ثمارها، خاصةً بين الناخبين الذين يمتلكون أصولًا رقمية. وفقًا لاستطلاع رأي أجرته جامعة فيرلي ديكنسون في أواخر أغسطس 2024، أظهر أن ترامب يتمتع بدعم أكبر من قبل مالكي العملات الرقمية مقارنة بنائبة الرئيس كامالا هاريس، مما يعكس تزايد تأثير هذا القطاع في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. تشير نتائج الاستطلاع إلى أن ترامب يتصدر بفارق 12 نقطة بين الناخبين المسجلين الذين يمتلكون العملات الرقمية، في حين أن هاريس تحقق تفوقًا واضحًا بين غير مالكي العملات الرقمية. يأتي هذا التحول في الدعم بعد جهود ترامب الرامية للوصول إلى مجتمع العملات الرقمية، حيث بدأ ينتقد وجهات نظره السابقة بشأن البيتكوين، وبدلاً من ذلك أخذ خطوات لدعم التعدين والعملات الرقمية، بل سمح أيضًا بالتبرعات بالعملات الرقمية لحملته الانتخابية. لقد جاء هذا الاستطلاع في وقت حساس قبل 67 يومًا من الانتخابات الرئاسية المرتقبة، والتي يتوقع أن تكون قريبة جدًا. ومع اقتراب الموعد النهائي، يبدو أن المعركة للحصول على دعم الناخبين تعتبر حاسمة. لقد أشار الأستاذ دان كاسينو من جامعة فيرلي ديكنسون إلى أن "تركيز ترامب على مجتمع العملات الرقمية قد ساهم بشكل كبير في تحسين فرصه الانتخابية". وأوضح أن مالكي العملات الرقمية ليسوا جميعهم من المحافظين أو الليبراليين، مما يجعلهم مجموعة غير محددة يسهل استقطابها من قبل أي مرشح ذو سياسات ملائمة. لكن يبقى السؤال: لماذا ينجح ترامب في كسب دعم هؤلاء الناخبين؟ يعود ذلك إلى التحولات الواضحة في موقفه من العملات الرقمية. بعد أن وصف البيتكوين سابقًا بأنه "احتيال" في عام 2021، يبدو أن ترامب قد أدرك أهمية هذا القطاع بشكل متزايد. فالحملة الانتخابية التي قادها في عام 2024 تتضمن دعمًا واضحًا لشركات التعدين وفتح الأبواب لاستقبال التبرعات بالعملات الرقمية، مما يجذب الشريحة الكبيرة من الناخبين الذين شهدوا تزايدًا في الاهتمام بالعملات الرقمية والأصول الافتراضية كنتيجة للتطورات التكنولوجية. وعلى الرغم من الدعم الكبير الذي يحصل عليه ترامب من مالكي العملات الرقمية، إلا أن موقف كامالا هاريس يبدو غير واضح بشأن قضايا العملات الرقمية. منذ بدء حملتها الانتخابية في يوليو، لم تظهر هاريس بمظهر المدافعة القوية عن هذه الصناعة، بل اكتفت بتصريحات غير محددة تدعم "السياسات التي تعزز نمو صناعة العملات الرقمية". يعتبر صمتها حول القضايا الرقمية ضعفًا يمكن أن يؤثر سلبًا على قدرتها على جذب الناخبين من هذا القطاع. ومع وجود روبرت كينيدي الابن كمرشح مستقل، فإن تأثيره على النتائج الانتخابية لا يمكن تجاهله. فقد أوقف كينيدي حملته وأعلن دعمه لترامب، مما قد يعني انتقال بعض من مؤيديه من الناخبين الذين يميلون نحو قضايا العملات الرقمية إلى ترامب. وفي حين أن كينيدي لا يزال على بطاقة الاقتراع في العديد من الولايات، يستمر الصراع على أصوات الناخبين في العملة الرقمية ليصبح أحد العوامل المهمة في تحديد ملامح الانتخابات هذا العام. التنافس القائم بين ترامب وهاريس، وخاصة بين الناخبين الذين يمتلكون الأصول الرقمية، يعكس تحولًا في كيفية رؤية السياسات المتعلقة بالعملات الرقمية. الناخبون الذين يمتلكون عملات رقمية يتطلعون إلى مرشحين يفهمون أهمية الابتكار والتكنولوجيا، ويبدون استعدادهم لدعم من يملك رؤية واضحة لدعم هذا القطاع. وفي الوقت نفسه، يظل تأثير الناخبين الذين يمتلكون العملات الرقمية خارج النطاق الحزبي. فهؤلاء الناخبون ليسوا بالضرورة من الملتزمين بالأطراف التقليدية، مما يعني أنهم يمكن أن يتحولوا إلى أي من الاتجاهين بناءً على قضايا محددة تؤثر عليهم بشكل مباشر. ومع قرب الانتخابات، يبقى لزامًا على كلا المرشحين استقطاب هذه الفئة والتواصل معهم بفعالية. على صعيد آخر، يجب على هاريس وفريقها التفكير في استراتيجيات جديدة لجذب الناخبين من مجتمع العملات الرقمية. من الضروري أن تظهر السياسات التي تتبناها دعمًا حقيقيًا لنمو الصناعة والنظر في المخاوف التي يواجهها المستثمرون في العملات الرقمية اليوم. في الختام، يبدو أن هذه الانتخابات ليست مجرد معركة تقليدية بين الحزبين، بل تمثل أيضًا صراعًا على اقتناص أصوات جديدة وغير متوقعة. ترامب يبدو أنه قد وجد طريقه إلى قلوب مالكي العملات الرقمية، لكن الأهم الآن هو ما إذا كانت هاريس ستستطيع تغيير مسار الأمور وكسب دعم هذه الفئة المهمة قبل يوم الاقتراع. إن القدرة على فهم ومتطلبات هؤلاء الناخبين قد تكون هي الفارق بين الفوز والخسارة في انتخابات 2024.。
الخطوة التالية