في ظل الصعود المتسارع لصناعة العملات الرقمية، تواجه نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس تحديات كبيرة في الحصول على دعم هذه الصناعة خلال حملتها الانتخابية المقبلة. وفي تصريحات لمؤسس شركة ماثر فاي، ميشال "ميهو" بوسيبيالسكي، عبّر عن عدم إمكانية هاريس لتحقيق دعم كبير من مجتمع الكريبتو، وذلك بسبب قلة تفاعلها مع هذه الصناعة خلال فترة ولايتها كنائبة للرئيس. لم تكشف هاريس علنًا عن موقفها تجاه الأصول الرقمية، ولكنها تعهدت بتمثيل وجهات نظر جميع الأمريكيين في حال فوزها بالرئاسة. إلا أن بوسيبيالسكي يرى أن التزام هاريس بدعم صناعة الكريبتو قد يكون مجرّد محاولة لتلبية احتياجات الناخبين وليس تعبيرًا حقيقًا عن اهتمامها العميق بالصناعة. تعتبر هاريس إحدى المرشحات الديمقراطيات البارزات في الانتخابات الرئاسية القادمة، وقد حصلت على دعم العديد من الشخصيات العامة مثل الملياردير مارك كوبان. ولكن، بحسب بوسيبيالسكي، فإن دعم كوبان لا يعني بالضرورة وجود دعم قوي لصناعة الكريبتو في حملتها. فقد شارك كوبان مؤخرًا في قاعة بلدية نظمتها مجموعة "كريبتو فور هاريس"، والتي تهدف لدعم حملتها الانتخابية. تحدث بوسيبيالسكي عن تأييد كوبان لها، معتبرًا أنه يبدو كانه مجرّد خطوة للضغط على هاريس للتفاعل مع مجتمع الكريبتو. حسب قوله، إن هاريس أظهرت تفاعلًا ضعيفًا مع هذا القطاع خلال ولايتها كنائبة للرئيس، واعتبر ذلك بمثابة محاولة لللحاق بالركب بعد أن قام مرشحون آخرون مثل روبرت إف. كينيدي جونيور ودونالد ترامب بالتعبير عن دعمهم لقطاع العملات الرقمية. من جهة أخرى، أكّد أحد مستشاري هاريس في حملتها أن نائبة الرئيس تدعم مبادرات تهدف إلى تنمية هذا القطاع. وأفاد برايان نلسون، المستشار، بأن هاريس ستدعم السياسات التي تضمن استمرار نمو الصناعات والتكنولوجيا الناشئة، بما في ذلك قطاع العملات الرقمية. ومع ذلك، اعتبر بوسيبيالسكي أن مجرد الإشارة إلى العملات الرقمية في الحملة لا يكفي لإقناع المجتمع بأنها تدرك تمامًا احتياجاته. على الرغم من الوعود بالحصول على دعم الكريبتو، أعرب بوسيبيالسكي عن قلقه من استجابة هاريس وطاقمها للحاجة الحقيقية للتفاعل مع هذه الصناعة. فقد أشار إلى أن الحملة تبدو غير مستعدة، رغم مرور أربع سنوات على بدء إدارة بايدن. ومن وجهة نظر بوسيبيالسكي، يبدو أن المساعي الحالية لحملتها مجرد محاولة لقول ما يلزم للفوز بالأصوات دون أي التزام حقيقي. نحن نعيش في عصر تتطور فيه تقنيات جديدة بسرعة، وتعتبر صناعة الكريبتو واحدة من أسرع الصناعات نموًا في هذا السياق. ومع ذلك، يبدو أن هاريس تواجه صعوبة في الاستجابة للتحديات التي يأتي بها هذا المجال. فبينما يزدهر الاهتمام من قبل المستثمرين والمبتكرين، يظل الدعم السياسي بعيد المنال. تسجل الحملات الانتخابية بشكل متزايد تفاعلات جديدة من قبل الجمهور، وتستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى الناخبين. ولكن فيما يتعلق بالكريبتو، لا يبدو أن هاريس قد استغلت هذه الفرصة بالشكل المتوقع. وبدلًا من ذلك، يُنظر إلى جهودها في هذا الصدد على أنها تأتي متأخرة، وتفتقر إلى العمق المطلوب للتمكين من إدراك أهمية هذه الصناعة. إن مجتمع الكريبتو ينظر إلى صانعي السياسات كأشخاص يمكنهم أن يؤثروا بشكل كبير على مستقبل هذه التكنولوجيا. ولهذا السبب، فإن عدم وضوح هاريس ومشاعر الغموض حول موقفها يمكن أن يؤثر سلباً في مدى دعمها من قبل هذا المجتمع. فبدون اتصالات جادة ومصطفة مع رواد السوق والقادة في هذه الصناعة، ستجد هاريس صعوبة في كسب تأييدهم. أبحاث ومعايير تنظيمية تتزايد أهميتها في صناعة العملات الرقمية، ويحتاج صانعو السياسات إلى إظهار فهم حقيقي لهذه التقنية واستعداد حقيقي للتعامل مع تطوراتها. وفيما تركز هاريس على التأكيد على دعمها لهذه الصناعة، فإن السؤال يبقى: هل لدى هاريس الرغبة الحقيقية في الاستماع والتواصل مع هذا القطاع؟ على الرغم من التحديات، يبقى الأمل في أن تقوم هاريس بتخفيف الشكوك حول التزامها تجاه صناعة الكريبتو من خلال خطوات محسوبة وفعالة. إن دعم صناعة التكنولوجيا الحديثة يتطلب التفاعل المستمر والابتكار، وأي تردد في هذا المجال قد يؤدي إلى فقدان الدعم من المجتمع الذي يعتبر محوريًا في أي صناعة ناشئة. إذا كانت هاريس تريد أن تثبت للعالم، وليس فقط لمجتمع الكريبتو، أنها قادرة على مواكبة المستقبل، فعليها أن تتخلى عن الصورة التقليدية للسياسيين وتتجه نحو تواصل حقيقي وصادق مع هذه الصناعة. وفي النهاية، يكون للفعل الواقعي تأثير أكبر بكثير من الكلمات المنمقة أو الوعود الانتخابية.。
الخطوة التالية