**هل يمكن أن تصبح كامالا هاريس مرشحة مؤيدة للعملات الرقمية مثل ترامب؟** في ظل تزايد أهمية العملات الرقمية في الخطاب السياسي الأمريكي، يطرح الكثير من المراقبين تساؤلات حول موقف نائب الرئيس كامالا هاريس من هذا الموضوع. بينما كان دونالد ترامب يعتبر في الكثير من الأحيان مرشحاً موالياً للعملات الرقمية، فإن هاريس تحتاج إلى توضيح موقفها بشكل أكثر قوة إذا أرادت أن تتماشى مع الاتجاهات الحالية التي تكتسب زخماً بين الناخبين. تشهد أسواق العملات الرقمية تقلبات كبيرة، حيث شهدت البيتكوين، العملة الرقمية الأكثر شهرة، انخفاضاً ملحوظاً من ذروتها التي تجاوزت 73,000 دولار في وقت سابق من هذا العام. ويعود هذا الانخفاض جزئياً إلى التغيرات في السياسات الاقتصادية، بما في ذلك التخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، مما جعل الكثيرون يتساءلون عن مستقبل هذه الأصول الرقمية. في الوقت الذي ينظر فيه ترامب إلى العملات الرقمية كفرصة، يرى الكثيرون أن هاريس لم توضح بعد موقفها الحقيقي من هذا القطاع. في العديد من المناسبات، انتقدت إدارة بايدن بعض جوانب العملات الرقمية، مما جعلها تبدو كأنها بعيدة عن هذه الظاهرة الاقتصادية المتطورة. لذا، يُثير القلق لدى الكثيرين ما إذا كانت هاريس مستعدة لتبني السياسة الداعمة للعملات الرقمية، وهو ما قد يمنحها فرصة لكسب تأييد قاعدة كبيرة من الناخبين. يعتبر آنتوني بومبليانو، متخصص في مجال العملات الرقمية، أن الرئيس السابق ترامب قد اجتمع بالفعل مع عمال تعدين البيتكوين، مما جعله ظاهرة أقرب إلى مجتمع العملات الرقمية. وهو يرى أن نجاح Trump في إعادة انتخابه قد يؤدي إلى انتعاش ملحوظ في قيمة البيتكوين، بسبب اهتمامه الواضح بهذا القطاع. لكن ماذا عن كامالا هاريس؟ كيف يمكن أن تستفيد من هذا الاتجاه المتزايد بين الناخبين؟ يقول بومبليانو إن الخطوة الأكثر تأثيراً التي يمكن أن تقوم بها هاريس هي اتخاذ إجراءات تصب في مصلحة صناعة العملات الرقمية. يمكن أن تتضمن هذه الإجراءات زيادة الحوار مع قادة الصناعة، أو دعم السياسات التي تسهل الابتكار داخل هذا المجال. علاوة على ذلك، يمكن أن تتبنى هاريس رؤية استراتيجية تجعلها موالية للعملات الرقمية وتبرز اهتمامها بهذا المجال، وهو ما قد يدعم أساسها الانتخابي. يمكن أن تحظى بحب الناخبين الشباب الذين يعتبرون العملات الرقمية وسيلة جديدة ومثيرة للاستثمار، وكثير منهم يرون فيها مستقبلاً بديلاً عن النظام المالي التقليدي. لا يخفى على الجميع أهمية ترسيخ هاريس لموقعها كمؤيدة للعملات الرقمية؛ فمع تزايد عدد الناخبين الذين يهتمون بهذا الموضوع، يمكن أن تجد في ذلك فرصة لتعزيز مكانتها ضمن المعترك الانتخابي. إذا استطاعت تقديم رؤية متكاملة وشاملة تعكس فهمها العميق للتوجهات الرقمية، فقد تؤمن لنفسها قوة جذب كبيرة في السوق الانتخابية. ومع اقتراب الانتخابات، ستكون هاريس بحاجة إلى التعاون مع الشركات الناشئة في مجال العملات الرقمية، وتقديم حلول مبتكرة يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي على الاقتصاد الأمريكي. بالإضافة إلى ذلك، تستطيع أن تشارك بشكل أكبر في المحادثات حول تنظيم هذا القطاع لضمان حمايته من المخاطر المحتملة، مما يحقق نوعاً من التوازن بين الابتكار وحماية المستهلك. في نهاية المطاف، يجب على هاريس أن تدرك أنه لم يعد بالإمكان تجاهل هذا الموضوع. سيكون من المثير للاهتمام معرفة ما إذا كانت ستتخذ خطوات تدفع بها إلى الأمام كمؤيدة للعملات الرقمية، خاصة إذا علمنا أن الأمر يكتسب طابعاً سياسياً متزايد الأهمية. إلى ذلك الحين، لا يزال المستقبل ضبابيًا بالنسبة لهاريس في عالم العملات الرقمية. ولكن إذا أرادت أن تصبح مرشحة موالية للعملات الرقمية، سيكون عليها التحرك سريعًا وإثبات انخراطها النشط في هذه القضية، التي تشغل بال العديد من الأمريكيين اليوم. من المؤكد أن تعزيز موقفها في هذا المجال سيعود عليها بالفائدة في تخطيطها الانتخابي. وختامًا، يمكن القول إن قضية العملات الرقمية ليست مجرد مسألة اقتصادية؛ بل هي جزء من الهوية الثقافية والسياسية المعاصرة. وبينما كان ترامب ممثلاً قوياً لتيار العملات الرقمية، يبدو أن هاريس تحتاج إلى صوغ رؤيتها الخاصة في هذا السياق، إذا أرادت أن تظل ذات صلة بالنقاشات الاقتصادية والسياسية المقبلة.。
الخطوة التالية