تواجه عائلة أحد كبار المديرين التنفيذيين في منصة "باينance" أزمة مروعة، حيث تم احتجاز تكران غامباريان، المسؤول الأمريكي عن مكافحة الجرائم المالية في الشركة، في نيجيريا. لم يكن يُتوقع أن يتحول هذا السفر الطوعي إلى نيجيريا في فبراير 2024 إلى كابوس مستمر لمدة ستة أشهر، مملوء بالنداءات الإنسانية والمآسي. تكشف الأحداث خلف قضبان السجن عن تفاصيل مؤلمة، حيث أصدرت يوكيا غامباريان، زوجة تكران، فيديو مؤثر تمنت فيه الإفراج الفوري عن زوجها. في هذا الفيديو، تعبر يوكيا عن قلقها العميق بشأن الصحة المتدهورة لزوجها، حيث قالت: "لقد مر ستة أشهر منذ آخر مرة رأيت فيها زوجي، ومنذ آخر مرة لمس فيها أطفالنا يد والدهم." توضح أنها تعاني من "كابوس حي" مليء بالنداءات إلى الحكومة النيجيرية، والولايات المتحدة، والإعلام، وكل من يمكنه المساعدة. تكران غامباريان، الذي كان سابقًا موظفًا في مصلحة الإيرادات الداخلية (IRS) الأميركية، تم احتجازه في العاصمة النيجيرية أبوجا بعد أن سافر بطلب من السلطات هناك. عانى غامباريان وزميله النايجيري-البريطاني ناديم أنجراوالا في البداية من الاحتجاز تحت الإقامة الجبرية، ولكن بعد هروب أنجراوالا في مارس، تم نقله إلى سجن كوج بمفرده. يعد سجن كوج واحدًا من أخطر السجون في نيجيريا، حيث يُحتجز فيه أيضًا سجناء يُشتبه بأنهم من أعضاء جماعة بوكو حرام الإرهابية. لم تواجه عائلته فقط القلق المتزايد بشأن سلامته، بل عانت أيضًا من الأنباء التي تفيد بتدهور صحته. قالت يوكيا إن زوجها أصيب بالملاريا والالتهاب الرئوي، وهو ما أثر على قدرته على المشي. وقد تم تأكيد ذلك عندما انهار في قاعة المحكمة بسبب الملاريا، وكان يُحمل في كرسي متحرك في ما بعد. يعاني تكران أيضًا من آلام شديدة نتيجة انزلاق غضروفي في الظهر رفع من معاناته، ومع ذلك، تم منعه من الوصول إلى الرعاية الطبية المناسبة، حتى مع وجود حكم من المحكمة يفرض توفير الرعاية الصحية له. بعد فترة من الاحتجاز، تم توجيه إليه اتهامات بتهمة التهرب الضريبي وغسل الأموال، ولكنه نفى جميع التهم الموجهة إليه. تم إسقاط تهمة التهرب الضريبي، لكنه لا يزال يواجه توجيهات غسل الأموال خلال المحاكمة التي بدأت في يونيو ولكن توقفت في يوليو بسبب إجازات القضاء. تُشير يوكيا إلى أن وضع زوجها في السجن يُعتبر أشبه بكسر للحقوق الإنسانية، حيث تهمه الحكومة النيجيرية ككبش فداء لسياسات مالية تتعلق بالعملة المحلية. أثيرت عدة أسئلة حول نزاهة المحاكمة وظروف الاحتجاز وشرعية الاتهامات الموجهة له. لقد أثار الوضع القاسي لتكران غامباريان اهتمامًا كبيرًا من بعض أعضاء الكونغرس الأمريكي، فقد زار ممثلون من الكونغرس، مثل النائب فرنش هيل والنائبة كريسي هولاهان، غامباريان في السجن في يونيو، مطالبين بالإفراج الإنساني الفوري عنه. كما كتبت مجموعة من المشرعين خطابا إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، وطلبوا منهم التعامل مع القضية كحالة احتجاز رهائن. ومع ذلك، لم تصدر الحكومة الأمريكية أي بيان رسمي بشأن حالة غامباريان حتى الآن. وقد اكتفى مكتب وزارة الخارجية بالإشارة إلى أنهم على علم بالتقارير حول احتجازه، ولكنهم لم يذكروا اسمه مباشرة. في ختام بيانها، ناشدت يوكيا غامباريان الجميع قائلة: "لقد مضى ستة أشهر في حياتي - كابوسي الحي - مليء بالنداءات. أطلب من الحكومة النيجيرية والولايات المتحدة والمعنيين والمجتمع، أن يرحموا حالتي وأن يمنحوا زوجي الفرصة للعودة إلى المنزل." إن المعاناة التي تعيشها يوكيا وأطفالها تُعتبر شهادة على الكفاح من أجل العدالة الإنسانية وإعادة لم الشمل العائلي. تتناول هذه القصة قضايا معقدة تتعلق بالعدالة وحقوق الإنسان، حيث تبرز الحاجة إلى التحقق من نزاهة الأنظمة القضائية والاعتبارات الإنسانية في السياسة الدولية. يبقى الأمل قائماً في أن يتمكن تكران غامباريان، الذي يمثل رمزًا لصراع من نزاعات أكبر، من الخروج من هذا الكابوس والتقرب من عائلته التي تنتظره.。
الخطوة التالية