مارك كيوبان يهاجم هيئة الأوراق المالية الأمريكية ويصفها بـ "الفوضى" ويؤكد أنها تهتم فقط بوول ستريت - "لن أثق بهم أبدا لفعل الشيء الصحيح" في عالم المال والأعمال، يعتبر مارك كيوبان واحدًا من أبرز الشخصيات، سواء من خلال استثماراته الناجحة أو تعبيراته الجريئة. ومع ذلك، في الآونة الأخيرة، أثار كيوبان الجدل من خلال انتقاده اللاذع لهيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC)، مشيرًا إلى أنها تفشل في مسؤولياتها الأساسية، واصفًا إياها بأنها "فوضى" و"تستهدف فقط مصالح وول ستريت". يتجلى هذا الانتقاد في تصريحاته خلال جلسة أسئلة وأجوبة على موقع Reddit في منتدى WallStreetBets في عام 2021، حيث أكد أن الهيئة فشلت في القيام بعملها تجاه حماية المستثمرين العاديين. وفي تلك اللحظة، انتقد كيوبان أسلوب الهيئة في التعامل مع الأمور المالية، قائلًا: "إنها وكالة مبنية من أجل المحامين للفوز بالقضايا بدلاً من فعل الشيء الصحيح". إن هذه التصريحات تعكس إحباطه المتزايد من الهيئة، والتي يعتقد أنها تفضّل حماية مصالح المؤسسات الكبرى على حساب المستثمرين المبتدئين. تأتي تصريحات كيوبان في سياق الأحداث التي شهدتها الأسواق المالية، حيث تسبب مستثمرو Reddit، من خلال مجموعة WallStreetBets، في قفز كبير في أسعار أسهم شركة GameStop، مما أدى إلى صراع مع كبار المستثمرين الذين قاموا ببيع الأسهم على المكشوف. كان هذا الحدث بمثابة نقطة تحول في كيفية رؤية المجتمع للمؤسسات الكبرى وهيئات الرقابة، وفتح نقاشًا حول ما إذا كانت هذه الهيئات تعمل لصالح العامة أم لمصلحة المجموعات الكبرى. خلال السنوات الماضية، تعدّد انتقادات كيوبان للـ SEC، وخاصة فيما يتعلق بتنظيم سوق العملات الرقمية. يعود إحباطه بعيدا إلى عام 2014 عندما وصف الهيئة بأنها "نكتة"، مبرزًا عدم قدرتها على تقديم العدالة للمستثمرين وحمايتهم بشكل فعّال. لقد اعتبر أن لائحة تنظيمية أكثر وضوحًا وعقلانية ستكون ضرورية لتشجيع الابتكار في مجال العملات الرقمية، محذرًا من أن عدم وجود مثل هذه القوانين يمكن أن يؤدي إلى تفويت الفرص على الشركات الناشئة الراغبة في دخول السوق. بالإضافة إلى ذلك، تأتي انتقادات كيوبان في زمن تتزايد فيه الضغوط على الـ SEC من قبل وسائل الإعلام والمستثمرين بسبب عدم وضوح القوانين واللوائح. رئيس الهيئة الحالي، غاري غينسلر، يسعى إلى إدخال تعديلات جديدة تهدف إلى تحسين الشفافية وحماية المستثمرين. تشمل هذه التعديلات وضع قواعد جديدة تتعلق بالأمن السيبراني والحوكمة الشركات، لكن الكثيرين يرون أن هذه الجهود قد تكون مرتفعة التكلفة وغير فعالة، مما يجعل الشركات في حالة من عدم اليقين. على الرغم من الجهود التي تبذلها الهيئة، يعتقد كيوبان أن قاعدة هياكل القوانين الحالية تعتمد بشكل مفرط على الإجراءات القانونية، مما يعيق قدرتها على حماية السوق بطريقة أكثر فعالية. إن الاعتقاد بأن الهيئة تعنى أكثر بالقضايا القانونية بدلاً من تطوير بيئة عادلة ومحايدة يؤكد على انتقادات كيوبان وفهمه العميق لطبيعة السوق محاطة بالمخاطر. هذه الانتقادات تلامس مشاعر العديد من المستثمرين الذين يشعرون بأن النظام المالي يعمل ضدهم. في الوقت الذي يسعى فيه المستثمرون المبتدئون لتحقيق الأرباح، يبدو أن القوانين الحالية تسهل على المؤسسات الكبرى الاستمرار في الهيمنة. ويعبر كيوبان عن هذا الشعور من خلال قول: "إذا كانت الهيئة ملازمة للمصالح الخاصة، فلن يكون هناك فرصة لخلق سوق عادلة للمستثمرين العاديين". في سياق تعبيره عن الشكوك، يؤكد كيوبان بأنه لن يثق في الـ SEC لفعل الشيء الصحيح. هذا التصريح يُظهر اتجاهاً متزايداً من قبل المستثمرين للحذر والنقد الموجه لأداء الهيئات التنفيذية في النظام المالي. هذا النوع من الشك يعكس الرغبة في إصلاح النظام بصورة تتماشى مع احتياجات المستثمرين العاديين، التي غالباً ما يتم تجاهلها. تتسارع النقاشات حول دور الهيئة في تنظيم الأسواق، حيث يحذر الخبراء من أن غياب الثقة في الجهات التنظيمية يمكن أن يؤثر سلباً على الاستثمارات المستقبلية. يواجه المستثمرون تحديات جسيمة، بما في ذلك الشكوك حول سلامة استثماراتهم، ويعززون شعوراً بأنهم يتعاملون مع نظام معقد ومحاط بمصالح متعددة. ختاماً، يظل وضع هيئة الأوراق المالية الأمريكية تحت المجهر، مع استمرار الأسئلة حول قدرتها على حماية المستثمرين وتعزيز بيئة عمل عادلة. تبدو تعليقات كيوبان بمثابة جرس إنذار، يدعونا جميعًا للتفكير في كيفية تعزيز الشفافية والعدالة في النظام المالي الحالي. إن الإشارات المستمرة من المستثمرين العاديين بحاجة للتأكد من أنها ليست مجرد صرخات في الفضاء، بل تحركات فعلية نحو تغيير وعلى الجهات التنظيمية الالتفات والاهتمام لصوت هؤلاء المستثمرين.。
الخطوة التالية