مارك كوبان يتطوع لخدمة في إدارة كامالا هاريس في حدث مثير لاهتمام وسائل الإعلام والشأن السياسي، أعلن مارك كوبان، المستثمر الملياردير ومالك فريق دالاس مافريكس، عن استعداده لتولي منصب رفيع في حال فوز كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية القادمة. جاءت هذه التصريحات خلال ظهوره في برنامج "Squawk Box" على قناة CNBC، حيث أشاد بقدرة هاريس على التواصل مع قادة الأعمال وأهمية خفض الضرائب على الأرباح الرأسمالية. كوبان، الذي يعد واحداً من أبرز الوجوه في عالم المال والأعمال، أخبر مضيف البرنامج، أندرو روس سوركين، أنه كان يتحدث مع فريق هاريس ثلاث أو أربع مرات في الأسبوع، ووصف الحملة الانتخابية بأنها الأكثر انفتاحاً مقارنة بالإدارات السابقة. وعلى الرغم من أن انتمائه السياسي قد يكون غير تقليدي لعالم الأعمال، إلا أن رباطة جأشه وشغفه بإحداث فرق جذري في الاقتصاد الأمريكي جعلته يتطلع إلى فرصة الانضمام إلى الإدارة إذا سنحت له. أحد أبرز النقاط التي تم تناولها خلال الحديث كانت رغبة هاريس في خفض معدل الضريبة على الأرباح الرأسمالية من 39.6% إلى 28%، وهو إجراء يخدم في النهاية مصالح رجال الأعمال والمستثمرين. لقد رأى كوبان في هذا الاقتراح فرصة لإشعال روح ريادة الأعمال في البلاد، مشيراً إلى أن مثل هذا التغيير من شأنه أن يدفع المزيد من الاستثمارات نحو الشركات الناشئة. لم يتردد كوبان في المرونة بشأن منصبه المقترح، حيث أشار إلى أنه أراد أن يُدرج اسمه كمرشح لمجلس الأوراق المالية والبورصات (SEC)، وهي هيئة تتمثل مهمتها في تنظيم الأسواق المالية وحماية المستثمرين. وقد أكد أن هذا هو المجال الذي يشعر فيه بأنه يمكن أن يُحدث تأثيراً كبيراً، قائلاً: "إنه شيء كنت أستطيع القيام به لتحقيق تأثير." تُعتبر هذه التصريحات جزءاً من تغيير أكبر في كيفية تفاعل دوائر الأعمال مع السياسة. فالكثير من رجال الأعمال قد عبّروا عن خيبة أملهم من إدارة بايدن الحالية، وخاصةً من تعيينات مثل لينا خان كمفوضة للجنة التجارة الفيدرالية وجاري جنسلر كرئيس لمجلس الأوراق المالية. يُعتبر كلاهما رمزاً لتوجهات نحو زيادة التنظيم ومكافحة الاحتكار، وهو ما ينظر إليه العديد من رجال الأعمال كعبء يثقل كاهل الابتكار والنمو. يأتي هذا التصريح أيضاً في وقت حرج، حيث تقترب الانتخابات الرئاسية، مما يجعل أي دعم أو انفتاح من قادة الأعمال على الزعماء السياسيين أمراً له وزنه. وقد عزز كوبان من آرائه إيجابياً بصدد شخصية هاريس، مبدياً انطباعاً بأنها الأكثر دعماً للأعمال ورجال الأعمال مقارنةً بالرئيس بايدن. وفي تصريحات لاحقة، أضاف كوبان أنه يعتقد أن حديث هاريس عن رواد الأعمال ودعمهم في الوصول إلى الاستثمارات هو أمر لم يحدث من قبل بهذه القوة في الإدارة الأمريكية، مما يعيد ترتيب الأولويات في السياسة الاقتصادية. إن الدلالات التي يقدمها هذا الانفتاح قد تعطي إشارة قوية للمستثمرين ورجال الأعمال بأن بإمكانهم العمل سوياً مع الحكومة لتحقيق الأهداف المشتركة. هذا التوجه من قبل كوبان ليس فقط دعوة مهنية، بل يمثل أيضاً دعوة للعودة إلى روح التعاون بين القطاعين العام والخاص. إن قدرته على جذب انتباه هاريس ونطاق مناقشاته المستمرة مع فريقها تشير إلى أن قادة الأعمال يمكنهم التأثير على السياسات لصالح الابتكار والنمو الاقتصادي. علاوة على ذلك، إن تصريحات كوبان تتماشى مع اتجاهات أوسع داخل المجتمع التجاري، حيث يتطلع الكثير منهم إلى دمج مسؤولي الحكومة الذين يفهمون حقاً تحديات السوق. وفي الوقت الذي تبرز فيه الشركات التقنية بشكل خاص كقوة مشتعلة للنمو، فإن التعاون مع الحكومة سيصبح على الأرجح أحد العوامل الأساسية لتقديم الحلول والمبادرات ذات القيمة. فالفرص التي سيخلقها هذا الانفتاح على مستوى القيادة يمكن أن تعني إمكانيات أكبر للطرفين، إذ يستطيع رجال الأعمال المساعدة في تشكيل السياسات بينما تسعى الحكومة جاهدة لتوفير بيئة مواتية للنمو والتوسع. إن مجرد فكرة أن يساهم مارك كوبان، بصوته وخبرته، في إدارة هاريس قد تؤدي إلى تغيير كيفية ترابط الأعمال والسلطة السياسية في الولايات المتحدة. في وقت يواجه فيه الاقتصاد الأمريكي تحديات متعددة، مثل التضخم وقضايا الاقتصاد الرقمي، يبدو أن إدخال مجموعة جديدة من المفكرين من عالم الأعمال إلى السياسة قد يقدم حلاً مبتكراً وعميقاً لهذه المشكلات. لقد كانت دعوة كوبان للعب دور فعال في الحكومة بمثابة دعوة للتفكير في كيفية استخدام خبرة رجال الأعمال وصوتهم لخدمة المصلحة العامة وتقديم رؤية أوضح للنمو في المستقبل. إن أقرب الانتخابات تمثل فرصة ذهبية لقيادة جديدة تأخذ على محمل الجد الآراء والمقترحات من أولئك الذين يعرفون كيف تسير الأعمال في البلاد. وكما يشير التعاون بين مارك كوبان وكامالا هاريس، فقد نشهد تحركاً نحو نماذج جديدة من القيادة الاقتصادية التي تضع الابتكار والاستثمار في مقدمة أولوياتها.。
الخطوة التالية