مارك كوبان يعلن ترشيحه لتولي منصب رفيع في إدارة هاريس في خطوة جريئة قد تغيّر ملامح السياسة الأمريكية، أعلن المستثمر ورجل الأعمال الشهير مارك كوبان عن نيته تقديم اسمه لتولي منصب رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) في إدارة كامالا هاريس، في حال تمكنت من الفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة. يأتي هذا الإعلان في الوقت الذي تركز فيه هاريس، نائبة الرئيس الحالي، على تشكيل فريقها والاستعداد لحملة انتخابية تقودها بوضوح هادف. كوبان، الذي يُعرف باستثماراته الناجحة في عالم التكنولوجيا ووسائل الإعلام، قد أبدى استعداده لاستغلال خبرته وخلفيته العملية للمساهمة في تغييرات جوهرية داخل الهيئة التي لطالما انتقدها بشكل علني. ففي حديثه مع الصحفيين، وسيلة الإعلام الشهيرة CNBC، كشف كوبان أنه يتواصل بشكل دوري مع فريق هاريس، حيث يجري مناقشات متعددة حول استراتيجيات تجارية وإصلاحات مالية تهدف إلى تحسين أداء الهيئة. انتقادات حادة للهيئة يمتلك كوبان سجلًا طويلًا من الانتقادات للهيئة الأمريكية للأوراق المالية والبورصات. فعلى مر السنوات، اتهمها بعدم الفاعلية والجدية في بعض الملفات، مما دفعه إلى وصفها بـ"النكتة". ولعل أبرز ما ساهم في بلورة آراءه السلبية تجاه الهيئة هو تجربته الشخصية، حيث تم تبرئته من تهم المتاجرة الداخلية في عام 2013. من هذا المنطلق، يبدو أن ترشيحه لتولي منصب رئيس الهيئة يعكس رغبته في إعادة صياغة قواعد اللعبة المالية بما يتناسب مع احتياجات العصر الرقمي. خلال المقابلة، تحدث كوبان بشكل خاص عن التحولات المطلوبة في طريقة تعامل الهيئة مع قضايا مثل العملات الرقمية والابتكار المالي. حيث أشار إلى أن الحملة التي يقودها رئيس الهيئة الحالي، غاري جينسلر، ضد قطاع العملات الرقمية تحتاج إلى إعادة تقييم، مؤكدًا على أهمية دعم الابتكار مع ضمان حماية المستثمرين. أفكار جديدة للمستقبل لم يقتصر اهتمام كوبان على تقديم اسمه فقط، بل كما أوضح، قدّم اقتراحات ملموسة لتطوير هيئة الأوراق المالية. وأحد أبرز الأفكار التي طرحها هو إنشاء مجلس استشاري للأعمال يتضمن ممثلين عن الشركات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، بهدف خلق منصة تفاعلية تتاح فيها الفرص لبدء النقاش حول التحديات التي يواجهها القطاع السياسي والاقتصادي في البلاد. كوبان أكد على أهمية تمثيل مختلف شرائح الأعمال في صياغة السياسات المالية. حيث قال في تصريحاته: "علينا أن نضع في اعتبارنا الأصوات المختلفة، فلا يمكن تجاهل دور الشركات الصغيرة والمتوسطة في تعزيز الاقتصاد الوطني". وعن رؤية كوبان لمحاور العمل مع إدارة هاريس، فقد أشار إلى أنه يسعى للتواصل المتكرّر مع الفريق الرئاسي، حيث يقول إنه يتحدث إليهم عدة مرات في الأسبوع. وبهذه الروح، يبدو أن كوبان معجب بنهج هاريس في التعامل مع قضايا الأعمال، مشددًا على أنها "رائدة أعمال" تفتح الأبواب للابتكار والنمو. اتجاهات جديدة في السياسة الضريبية التصريحات العلنية الأخيرة لكوبان جاءت بالتزامن مع إعلان هاريس خطة جديدة لزيادة معدل الضرائب على الأرباح الرأسمالية للأمريكيين الأغنياء إلى نسبة 28%. إذ يُعتبر هذا القرار نقطة تحوّل عن السياسات التي اتبعتها الإدارة السابقة برئاسة جو بايدن، والذي كان قد اقترح معدل ضريبي أعلى بمقدار 10 نقاط. كوبان اعتبر هذه الخطوة عادلة حيث قال: "إذا كان هناك رجال إطفاء أو موظفون يعملون بجد ويتقاضون 150,000 دولار سنويًا، فإن معدل الضريبة عليهم يبلغ 24%". وأكد أن زيادة معدل الضرائب على الأغنياء إلى 28% تعتبر خطوة منطقية. تأسيس الصورة الخاصة بهاريس كوبان، خلال ترويجه لتعزيز ترشيحه، عمل على تشجيع صورة هاريس كمرشحة تملك رؤية مستقلة عن إدارة بايدن. حيث أشار إلى أن "هذه حملة كامالا هاريس وليست حملة جو بايدن. إنها مختلفة تمامًا". ويظهر هذا التصريح رغبة كوبان في توضيح الفجوة بين السياسات الجديدة لهاريس والقرارات التي اتخذتها الإدارة الحالية. بصراحة، وصف كوبان طريقة هاريس في التواصل مع المجتمع التجاري كإيجابية، مشيرًا إلى أن إدارة هاريس تعمل بجدية على استقطاب آراء رجال الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة ومساعدتهم في تشكيل السياسات التي تؤثر عليهم بشكل مباشر. خاتمة تتجه الأنظار الآن إلى كيف يمكن لمبادرات كوبان وأفكاره أن تؤثر على مستقبل هيئة الأوراق المالية والبورصات، وما إذا كانت لديه القدرة على تحقيق الإصلاحات المطلوبة. وبغض النظر عن نتيجة الانتخابات، فإن مشاركة شخصية مثل مارك كوبان في المشهد السياسي ستجلب بلا شك صوتًا جديدًا ومؤثرًا. سيتعين علينا مراقبة كيف ستهتم إدارة هاريس الناشئة، في حال فازت، بمشاريع الأعمال والأصوات الشعبية، وكيف سيتم الخروج من التحديات الحالية بالنمو والابتكار.。
الخطوة التالية