تستعد أوكرانيا لتقديم قائمة من الأهداف الاستراتيجية التي يمكنها استهدافها داخل روسيا إذا قررت إدارة بايدن رفع القيود المفروضة على الأسلحة الأمريكية. تأتي هذه الخطوة في وقت حساس، حيث يسعى المسؤولون الأوكرانيون إلى تعزيز موقفهم في الصراع المستمر ضد الغزو الروسي، الذي بدأ في فبراير 2022. خلال زيارة مرتقبة في العاصمة الأمريكية واشنطن، سيمثل وزير الدفاع الأوكراني، رستم أوميروف، والمستشار الأعلى للرئيس فولوديمير زيلينسكي، أندريه ييرماك، وفدًا رسميًا سيسلط الضوء على قائمة الأهداف المحددة. هذه القائمة تعتبر بمثابة محاولة أخيرة لإقناع واشنطن بتحسين مستوى الدعم العسكري لأوكرانيا، وتخفيض القيود التي تؤثر على قدرتها على تنفيذ عمليات هجومية داخل الأراضي الروسية. وفي تصريحات سابقة، أكد زيلينسكي أنه ينبغي ألا تكون هناك قيود على مدى الأسلحة الممنوحة لأوكرانيا، متسائلًا كيف يمكن للإرهابيين أن يتصرفوا بحرية في حين يتم تقييد المدافعين عن الحرية. إن هذه الرسالة تمثل شعورًا عامًا لدى الأوكرانيين بأنهم في معركة للبقاء في وجه العدوان الروسي. من جهة أخرى، تشير تقديرات البنتاغون إلى أن رفع القيود المفروضة على الأسلحة لن يكون له تأثير استراتيجي كبير على الأرض. يقول المسؤولون الأمريكيون إن روسيا قد نقلت العديد من الأهداف الحيوية، مثل الطائرات والمعدات العسكرية، بعيدًا عن الحدود، مما يجعلها خارجة عن نطاق الهجمات الأوكرانية المحتملة. ورغم ذلك، خلصت أوكرانيا إلى إمكانية استهداف أهداف استراتيجية مهمة داخل روسيا باستخدام الصواريخ التي تم تزويدها بها من قبل واشنطن. لقد قامت أوكرانيا بإعداد قائمة أكثر تفصيلًا تستند إلى دراسات عميقة للأهداف التي يمكن الوصول إليها بالصواريخ طويلة المدى، في إطار محاولة لإظهار جدواها من ناحية التنفيذ وفعالية استهداف هذه الأهداف الحيوية. يُنظر إلى ذلك كخطوة حاسمة من جانب كييف لتغيير ديناميكيات الصراع وإرسال رسالة قوية إلى حلفائها، بأن تقديم الدعم العسكري ليس مسألة اختيارية، بل ضرورة ملحة. تُظهر التطورات الأخيرة أن الأوضاع في أوكرانيا تزداد تعقيدًا. فقد استمرت الهجمات الروسية على البنية التحتية الحيوية الأوكرانية، مما أدى إلى تفاقم المعاناة الإنسانية. لذا، فإن الأوكرانيين يأملون في أن تؤدي جهودهم للسماح لهم بمهاجمة الأهداف الروسية إلى إجبار موسكو على reconsider tactics. برغم التحديات، يبدو أن الوفد الأوكراني متفائل. فقد تحدث المسؤولون الأوكرانيون عن تلقي إشارات إيجابية من بعض عناصر الإدارة الأمريكية حول إمكانية رفع القيود. هذه التحركات تشير إلى وجود حوار مستمر، حيث يعمل الجانبان على إيجاد سبل لتسهيل الدعم الأمريكي. في الآونة الأخيرة، كان الرئيس بايدن قد أشار إلى أكبر حزمة مساعدة عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 125 مليون دولار، وهو ما يعكس التزام الولايات المتحدة بدعم أوكرانيا في مواجهة الاستفزازات الروسية. من المهم أن نفهم أن الاستراتيجية الأمريكية تسعى إلى تجنب التصعيد، وتعزز من موقفها في عدم تقديم مقاتلات أو ذخائر بعيدة المدى قد تستخدم لاستهداف أهداف داخل روسيا. من جانبهم، يواصل بعض أعضاء الكونغرس الأمريكي الضغط من أجل تأييد أكبر لدعم المجهود الحربي الأوكراني، ويعتبرون أن تعزيز القدرات العسكرية الأوكرانية سيكون له تأثير كبير على نتائج الصراع. انطلق هذا الحوار وسط مناخ معقد يشتمل على عوامل سياسة داخلية وخارجية، مما يجعل تحديد التوجه الأمريكي أمرا صعبا. بينما تعتقد إدارة بايدن أن رفع القيود قد يؤدي إلى تصعيد العنف في المنطقة، يبقى الأوكرانيون مصممين على تقديم أدلة ملموسة حول الاحتياجات العسكرية لدعم جهودهم في الدفاع عن سيادتهم واستعادة الأراضي التي فقدوها. ويظهر إعلان رئيس أوكرانيا زيلينسكي أن هناك شعور بالإلحاح، على اعتبار أنه في ظل الظروف الحالية، لا يستطيعون تحمل أي قيود إضافية على مستوى الأسلحة. من المنتظر أن تُعقد محادثات بين بايدن وزيلينسكي في الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل، وهو ما يعتبر فرصة استراتيجية للتباحث حول دعم عسكري إضافي وتحسين مستوى التعاون بين البلدين. في الختام، إن اللحظات القادمة ستكون حاسمة بالنسبة للتوجه الأمريكي تجاه أوكرانيا، حيث يتطلع الجميع لمعرفة ما إذا كانت إدارة بايدن ستستجيب لهذه الطلبات على نحو يغير مجرى الأحداث في الصراع. الأمور تسير بسرعة، والأوكرانيون في حاجة إلى كل الدعم المتاح لضمان عدم تفويت فرصة تعزيز موقفهم في الحرب الشرسة التي تخوضها البلاد.。
الخطوة التالية