في اجتماع ديمقراطي متوتر، ظهر اختلاف واضح حول مستقبل الحزب في ظل وجود الرئيس بايدن. وكانت الأجواء مشحونة بالتوتر، وتعكس مخاوف العديد من الأعضاء حول قدرة بايدن على البقاء في السباق الانتخابي لولاية ثانية. رغم أن بايدن قد أصر على التمسك بترشحه، فقد أدى أداؤه في مناظرة انتخابية سابقة إلى تصاعد المطالبات داخل الحزب. تشير التقارير إلى أن السيناتور جاك ريد، الذي يعتبر من أبرز أعضاء الحزب، قد طرح اقتراحًا يتطلب تقييمًا مستقلًا لوظائف دماغ بايدن. هذا الاقتراح، الذي عُدّ بمثابة إنذار للرئيس، أتى في وقت يشعر فيه الكثير من أعضاء الحزب بالقلق من تراجع نسبة التأييد لبيرني، لا سيما بعد أدائه الذي اعتبره الكثيرون ضعيفًا في مناظرة ضد دونالد ترامب. كانت المسألة تتعلق أكثر من مجرد الأداء الشخصي لبايدن؛ فقد ارتبطت بمصير الحزب بشكل عام. شهدت القاعة بعض النقاشات الحادة، حيث عبر العديد من الأعضاء عن قلقهم من فوز ترامب المحتمل في الانتخابات المقبلة إذا استمر بايدن في الترشح. وقد عبر سناتور شومر، زعيم الأغلبية الديمقراطية، عن استيائه ورغبته في أن يصبح الوضع أكثر وضوحًا لمستقبل الحزب. التقارير التي وردت من داخل الاجتماع أوضحت أن تلك الأجواء المتوترة لم تكن مدفوعة بالغضب أو الكراهية، بل كانت نابعة من مخاوف حقيقية وحب للحزب ورغبته في الحفاظ على قوته السياسية. عدة أعضاء من الحزب الديمقراطي أبدوا دعمهم لبايدن، لكن في الوقت ذاته، كانت هناك دعوات ملحة للاعتراف بالتحديات التي تواجه الحزب. شرع أعضاء ديمقراطيون بارزون في التعبير عن قلقهم، حيث أشاروا إلى أن إمكانية فقدان مقاعدهم في الكونغرس إذا استمر بايدن في الترشح كانت مقلقة. كانوا بحاجة إلى أن يظهر بايدن مقاومة لتلك الضغوط، كما عبّر السيناتور مانشين عن دعمه، معتقدًا أن الأعضاء كانوا يتصرفون بدافع من الحب والرغبة في مصلحة الرئيس. على الرغم من كل ذلك، تم إجراء اجتماع طارئ بمشاركة كبار قادة الحزب، حيث تم الضغط بشكل كبير على بايدن من أجل أن يفكر بجدية في انسحابه. كان الهدف من هذا الاجتماع هو ضمان عدم تعرض الحزب للخطر في حالة فوز ترامب. تعززت هذه المخاوف بعد أن أظهر استطلاع للرأي أن بايدن يخسر في المنافسة مع ترامب، مما أفزع العديد من أعضاء الحزب. لكن ومع جميع هذه الضغوط، أظهر بايدن إصرارًا قويًا على الاستمرار. وقد قام بمراسلة مفتوحة للكونغرس، مطالبًا بعدم الضغط عليه للانسحاب من السباق الانتخابي. شدد بايدن في رسالته على أن محاولة إجباره على التراجع كانت مؤذية وغير مقبولة، مما زاد من توتر الأجواء داخل الحزب. حتى بعد هذا الموقف، استمرت المؤشرات على عدم رضى بعض الأعضاء، حيث تم تنظيم مجموعة من الاجتماعات بينهم لمناقشة تدابير الدعم المحتملة. وتوالت الانتقادات التي وجهت إلى بايدن، مما أدى إلى زيادة الضغوط عليه. وأكد العديد من الأعضاء أن ما فعلوه كان لمصلحة الحزب وليست لمصلحتهم الشخصية. مع مرور الوقت، استمر الغموض في تحديد مصير بايدن الانتخابي. كانت هناك دعوات متزايدة من قبل بعض الأعضاء لتقييم صحة بايدن العقلية والنفسية من خلال مختصين مستقلين. وتزامن هذا مع حالة من الذعر في صفوف الديمقراطيين، حيث كانوا يخشون من تفاقم الوضع إذا لم يتم التوصل لحل سريع. في النهاية، عاد شومر للاجتماع ببايدن في منزله الشاطئي، حيث تناولوا القضايا العالقة والمخاوف التي يعاني منها الحزب. خلال ذلك الاجتماع، تم التأكيد على أهمية استقرار الحزب وقدرته على الحفاظ على قوته في مواجهة موجات التغيير والإحباط. في ضوء جميع هذه التطورات، أصبح موقف بايدن أكثر توترًا ويحتاج إلى مزيد من الدعم من قادة حزبه. بينما تستمر الأزمة، يتطلع الجميع إلى ما ستسفر عنه الأيام القادمة للصراع الانتخابي المحتدم. قد يكون اللقاء المرتقب بين بايدن والأعضاء الحزبيين حاسمًا في تحديد ما إذا كان سيستمر في السباق أم سيتخذ قرارًا بالتراجع. ولكن يبقى السؤال الملح: كيف سيتعامل الحزب الديمقراطي مع التحديات التي تواجهه، وما إذا كان بإمكانهم التوحد وراء مرشح واحد للتغلب على المنافسة القادمة. إن الأيام القادمة تحمل الكثير من الغموض والآمال، لكن الشيء الأكيد هو أن الحزب الديمقراطي يجب أن يتجنب انقسامات داخلية إذا أراد الفوز في الانتخابات المقبلة. سيتوجب على بايدن وفريقه أن يدرسوا الوضع بعناية، وأن يتخذوا القرارات الصحيحة التي من شأنها أن تعيد الثقة في الحزب وتضمن مستقبله.。
الخطوة التالية