في خطوة تهدف إلى تعزيز أمان وسهولة عمليات الدفع الرقمي، أعلنت شركة فيزا عن إطلاق أداة جديدة ستغير طريقة إتمام المدفوعات بين المستهلكين والتجار. ستصل هذه الخدمة، التي تتيح التحويل المباشر للأموال من الحسابات البنكية، إلى الأسواق البريطانية في أوائل عام 2025، كخطوة أولى قبل أن يتم تعميمها في مناطق الشمال الأوروبي وأجزاء أخرى من أوروبا. تسلط هذه الخطوة الضوء على الدور المتزايد للبنوك المفتوحة (Open Banking) كجزء من التحول الرقمي في القطاع المالي. تسعى فيزا من خلال هذه الأداة الجديدة إلى تجاوز نظم الدفع التقليدية والدفع المباشر، مثل نظام الخصم المباشر. يعتمد الكثير من المستخدمين حاليا على بطاقات الائتمان أو نظم الخصم المباشر لتسوية مدفوعاتهم، مما قد يسبب لهم مشكلات تتعلق بالتحكم في المبالغ المتكررة أو المعاملات غير المصرح بها. تخطط فيزا لتقديم حل يتيح للمستخدمين إدارة مدفوعاتهم بشكل أفضل مع إمكانية ضبط المدفوعات المتغيرة بسهولة، وذلك عبر منصات التجارة الإلكترونية الخاصة بالتجار. تعتبر القدرة على ضبط المدفوعات المتكررة المتغيرة ميزة مهمة؛ حيث يمكن للمستهلكين إعداد مدفوعاتهم وتعديلها بحسب الحاجة، بدلاً من الاعتماد على مبالغ ثابتة قد لا تعكس تغيرات استهلاكهم أو احتياجاتهم. علاوة على ذلك، يتيح النظام الجديد للمستخدمين مراقبة مدفوعاتهم وحل المشكلات المحتملة عبر تطبيقات المصارف الخاصة بهم، مما يوفر مستوى حماية مشابه لمدفوعات البطاقات التقليدية. مفهوم المدفوعات المباشرة ليس جديدًا، إلا أن فيزا تجلب بهذا الابتكار نهجًا مُحدّثًا يستفيد من تقنيات البنوك المفتوحة، والتي تزداد人気ها نتيجة للتغييرات التنظيمية في أنحاء مختلفة من أوروبا. تمثل البنوك المفتوحة تحولا كبيرا في كيفية وصول تطبيقات التكنولوجيا المالية إلى بيانات العملاء، مما يسهل على الشركات الجديدة الدخول في السوق وتقديم حلول مبتكرة تلبي احتياجات المستهلكين. أحد الأسباب الرئيسية وراء تطوير أداة الدفع الجديدة هذه هو الاستجابة للاحتياجات الملحة للتجار، الذين يعبرون عن خيبة أملهم من الرسوم المرتفعة التي تفرضها شبكات الدفع مثل فيزا وماستركارد. في مارس 2024، توصلت فيزا وماستركارد إلى تسوية مالية بقيمة 30 مليار دولار تهدف إلى خفض هذه الرسوم. من خلال تقديم خيار دفع بديل لا يعتمد على معاملات البطاقات، قد تجد فيزا نفسها قادرة على تقليل الاعتماد على إيرادات بطاقات الائتمان، على الرغم من عدم كشفها بعد عن كيفية تخطيطها لتحقيق أرباح من خدمتها الجديدة. تأتي هذه الأداة الجديدة في وقت يحتل فيه الأمان الرقمي مكانة بارزة في ذهن المستهلك. مع تزايد الحوادث المتعلقة بالاحتيال والمخاطر المالية، يشعر المستخدمون بالحاجة إلى وسائل دفع تتيح لهم التحكم الكامل في أموالهم. ومن خلال توفير إجراءات تمنحهم السيطرة على مدفوعاتهم، تأمل فيزا في تهدئة المخاوف المتعلقة بأمان المعاملات المباشرة. بالإضافة إلى مزايا الأمان، تعكف فيزا على تحسين تجربة المستخدم وتمكين التجار من تقديم خيارات دفع أكثر مرونة دون الحاجة إلى تقنيات معقدة أو أنظمة اتصال متعددة. من المتوقع أن تساعد هذه الأداة التجار في بيع منتجاتهم بشكل أكثر كفاءة، مما يساهم في تحسين اقتصاداتهم المحلية. لن تقتصر الفوائد على التجار والمستهلكين فحسب؛ بل من المحتمل أن تعزز من الابتكار المالي بشكل عام. مع تزايد المنافسة في قطاع التكنولوجيا المالية، من المرجح أن يؤدي اعتماد تقنيات مثل البنوك المفتوحة إلى ظهور المزيد من أدوات الدفع المبتكرة، مما يمهد الطريق لمشاريع ناشئة وشركات رائدة تستفيد من هذه الأنظمة الجديدة. في ظل التطورات التقنية السريعة، توجه العديد من الشركات الكبرى مثل فيزا إلى الابتكار المستمر لضمان بقائها في طليعة الصناعة. يشير دورها في تطوير أداة الدفع الجديدة إلى أن فيزا لا تكتفي بالدخول في المنافسة، بل أيضًا تلعب دورًا نشطًا في تشكيل مستقبل المعاملات المالية. الأداة الجديدة ليست مجرد إضافة إلى مجموعة أدوات فيزا الحالية، بل تمثل تحولًا جذريًا في كيفية رؤية المدفوعات الرقمية. تقدم الفرصة للمستهلكين والتجار على حد سواء للاستفادة من نظام أكثر سلاسة وأمانًا، ما يفتح الباب أمام المزيد من الابتكارات في السوق المالي. ختامًا، يمكن اعتبار خطوة فيزا في إطلاق هذه الأداة الجديدة تعزيزًا للمراكز المالية في العالم، وتعكس التزام الشركة بالابتكار وتقديم الحلول المالية المدروسة التي تلبي احتياجات المستخدمين في عصر التكنولوجيا الحديثة. من المتوقع أن تسهم هذه الأداة في تغيير مشهد المدفوعات الإلكتروني بشكل ملحوظ في الأعوام المقبلة، مما يجعل الدفع أكثر أمانًا وسهولة وبساطة.。
الخطوة التالية