في خطوة تعتبر ثورية في عالم المدفوعات، أعلنت شركة فيزا عن إطلاق خدمة جديدة للدفع من حساب إلى حساب (A2A) في المملكة المتحدة، ومن المتوقع أن تبدأ الخدمة رسمياً في أوائل عام 2025. تهدف هذه الخدمة إلى توفير وسيلة أسرع وأكثر فعالية لإجراء المدفوعات، مما قد يعني توفير مليارات الجنيهات الإسترلينية للمواطنين البريطانيين. تتميز تقنية الدفع من حساب إلى حساب بأنها تتيح نقل الأموال مباشرة من حساب المستخدم إلى حساب المستفيد دون الحاجة إلى وسطاء كالتي توفرها بطاقات الائتمان أو الخصم. ويعتمد هذا النظام على تقنيات "البنك المفتوح" (Open Banking)، التي تسمح للمستخدمين بإجراء المعاملات عن طريق توصيل حساباتهم البنكية مباشرة بمقدم الخدمة. صُممت هذه الخدمة بالتعاون مع عدد من الشركات المالية التقنية في المملكة المتحدة، بما في ذلك شركات مثل "بانكد" و"مودولر" و"مانيهوب" و"سالنت أج" و"فين" و"ياسبا". يتوقع أن تتيح للمستهلكين إمكانية دفع فواتيرهم مباشرة من حساباتهم البنكية، مثل فواتير المرافق والإيجار ورسوم رعاية الأطفال، مما يعد بديلاً مريحًا وسهلاً مقارنة بالطرق التقليدية المعتمدة. وفقًا للتقارير، فقد تم دفع 3.7 تريليون جنيه إسترليني عبر مدفوعات أسرع من حساب إلى حساب في المملكة المتحدة في عام 2023، مع زيادة بنسبة 15% عن العام السابق. هذا يدل على الطلب المتزايد على مثل هذه التسهيلات المالية. يعتبر أداة الدفع الجديدة هذه بمثابة تغيير جذري، حيث يتوقع أن توفر على المستهلكين تكاليف كبيرة. فقد بلغت خسائر المستهلكين من التجديد التلقائي في عام 2021 حوالي 1.6 مليار جنيه إسترليني، حينما تم اقتطاع هذه المبالغ تلقائيًا من الحسابات دون موافقة واضحة. وهناك دلائل تشير إلى أن استخدام نظام الدفع الجديد يمكن أن يقلل هذه الخسائر بشكل كبير. وفي هذا الصدد، قال عدد من المصرفيين التنفيذيين من مختلف المؤسسات المالية، إن الابتكارات في مجال المدفوعات مثل النظام الجديد من فيزا ستساهم في خلق بيئة مالية أكثر تنافسية وتقدم مزايا كبيرة للمستهلكين. وفي حديثه، قال "أوتو بنز"، مدير المدفوعات في "ناشون وايد" (Nationwide Building Society)، إن الطلب على المعاملات من حساب إلى حساب يتزايد، وأنه يتعين على القطاع المالي التعاون لتقديم أفضل الحلول وحماية المستهلكين. من الجدير بالذكر أن هذه الخدمة الجديدة لا تقتصر فقط على الأفراد، بل تمتد أيضًا لتشمل المؤسسات والشركات. فبفضل التكاليف المنخفضة المرتبطة بمعاملات الدفع من حساب إلى حساب، ستكون الشركات قادرة على استغلال هذه المزايا لتقليل نفقاتها. لذا، فإن تطبيق هذه التكنولوجيا قد يعزز من كفاءة العمليات التجارية. كما يولي النظام الجديد اهتمامًا خاصًا لحماية المستهلكين، حيث سيتم تقديم أداة جديدة تدعى "حماية فيزا" (Visa Protect) لمساعدة البنوك في رصد المعاملات المشبوهة في الوقت الفعلي ومنع عمليات الاحتيال المحتملة قبل أن تحدث. هذا يعد بمثابة تحسن ملحوظ في أمان المدفوعات الإلكترونية، مما سيسهم في تعزيز ثقة المستخدمين في استخدام هذه الأنظمة. ومع اقتراب سريان الخدمة، تحرص مجموعة من المصارف على تطوير بنيتها التحتية بما يتماشى مع متطلبات الدفع الجديدة. كما أن الشراكات مع شركات التقنية المالية تفتح المجال أمام مزيد من الابتكار والتقدم في هذا المجال. ومع الترحيب الواسع من المؤسسات المالية، أكد ممثل عن مجموعة "لويدز بنك" أن المدفوعات من حساب إلى حساب تمثل فرصة كبيرة لتحويل الطريقة التي يتم بها إجراء المعاملات المالية، وأن الابتكار في هذا المجال يعد أمرًا بالغ الأهمية لتحسين تجربة العملاء. تجدر الإشارة إلى أنه مع تقدم التكنولوجيا، فإن أهمية المدفوعات الرقمية تتزايد بشكل كبير. وقد أدت الظروف الاقتصادية الحالية والوباء العالمي إلى تسريع التحول نحو الاقتصاد الرقمي، مما جعل من الضروري تحسين الخدمات المعنية. ستكون شبكة فيزا في وضع جيد للاستفادة من هذه الاتجاهات، ويرى العديد من الخبراء أن الخدمة الجديدة ستحدث تأثيرًا كبيرًا على كيفية إدارة الأفراد والمؤسسات لمدفوعاتهم. يتوقع أن تشهد المملكة المتحدة مرحلة جديدة في التطور المالي، حيث تصبح المدفوعات من حساب إلى حساب، أكثر سهولة وأمانًا. بالإضافة إلى ذلك، ستساعد هذه الخدمة في تقليل الاعتماد على النقود والبطاقات التقليدية، مما يعكس اتجاهاً أكبر نحو التحول الرقمي. ومع تقدم الزمن، قد نرى أنظمة الدفع تتطور لتصبح أسرع وأكثر أمانًا وراحة للمستهلكين. باختصار، إن دخول فيزا إلى مجال المدفوعات من حساب إلى حساب يعد خطوة مستنيرة نحو مستقبل مالي أكثر ابتكارًا وكفاءة. ستحمل هذه الخدمة الجديدة معها وعودًا كبيرة للمواطنين البريطانيين، مما يسهل عليهم إدارة مدفوعاتهم ويوفر لهم أموالاً طائلة، مما يجعل هذه الخدمة محط اهتمام واسع وتوقعات إيجابية لمستقبل الشأن المالي في المملكة المتحدة.。
الخطوة التالية