تتنافس شركات الدفع الكبرى في ظل التغيرات السريعة في التكنولوجيا المالية، وتعمل على تطوير طرق جديدة تقدم مزايا أكبر للمستهلكين. في هذا السياق، أعلنت شركة فيزا، الرائدة في مجال خدمات الدفع، عن إطلاقها لخدمة دفع جديدة تُعرف باسم المدفوعات من حساب إلى حساب (A2A) بهدف تعزيز حماية المستهلكين ومنحهم مزيدًا من السيطرة على طريقة سدادهم للمدفوعات. تشير التقارير إلى أن شركة فيزا تخطط لإطلاق هذه الخدمة الجديدة في المملكة المتحدة في أوائل العام المقبل، وقد تم تصميمها بالتعاون مع عدة شركات تكنولوجيا مالية مثل بنك “Banked” و”Moneyhub” و”Vine”. وتعكس هذه الخطوة التزام فيزا بتحسين تجربة المستهلك وتوفير خيارات دفع آمنة وسهلة. تتيح خدمة المدفوعات من حساب إلى حساب للمستخدمين سداد الفواتير المتكررة بطريقة سهلة وآمنة، حيث يمكنهم استرجاع أموالهم بسهولة في حالة حدوث أي مشكلات. وتتجاوز هذه الخدمة الطرق التقليدية مثل الضوابط المباشرة (Direct Debit)، والتي تم استخدامها لعدة عقود، ولكنها تفتقر إلى المرونة وتعرض المستهلكين لمخاطر الخصومات غير المصرح بها. تناولت فيزا في بيانها أن المدفوعات التقليدية عبر الخصومات المباشرة تعاني من قيود عديدة، حيث تتطلب من الأفراد إدارة مدفوعاتهم بشكل يدوي، وهو ما يزيد من التعقيدات المالية. كما أضافت أن العديد من الأموال تُفقد أو تُحتفظ من قبل الشركات بسبب مشكلات مثل التجديد التلقائي غير المصرح به أو عدم وجود مرونة كافية في عملية الدفع. وفي تعليقه على هذا الابتكار، قال ماندى لامب، المدير العام لشركة فيزا في المملكة المتحدة وإيرلندا، إن طُرق دفع الفواتير عبر البنوك كانت شائعة، لكنها لم تتغير كثيرًا منذ تقديم الخصومات المباشرة قبل 60 عامًا. وأكد أنه حان الوقت لجعل عمليات الدفع عبر البنوك تلبي متطلبات المستهلكين في القرن الحادي والعشرين. تسعى هذه الخدمة الجديدة إلى منح المستهلكين الأدوات اللازمة للتحكم في مدفوعاتهم. فبفضل هذه المنصة، سيتمكن المستخدمون من إدارة أذونات الدفع بكل سهولة، كما يمكنهم وضع حدود للمبالغ المدفوعة، مما يعني أنهم لن يتعرضوا للضغط المالي نتيجة لفواتير مرتفعة غير متوقعة. مع تطور السوق المالي، قامت فيزا بالتعاون مع العديد من البنوك والشركات المعنية بخدمات الدفع لخلق نظام متكامل يتناسب مع احتياجات المستهلكين. ومن المتوقع أن تسهم هذه الخدمة في استعادة الثقة لدى المستهلكين، بحيث يشعرون بالأمان عند إجراء مدفوعاتهم عبر الإنترنت. تتزايد الحاجة إلى مثل تلك الخدمات في ضوء الأرقام التي نشرتها Pay.UK، الجهة المسؤولة عن المعايير المصرفية بين البنوك، حيث أشارت إلى أن ما يقرب من 3.7 تريليون جنيه استرليني تم دفعه عبر نظام المدفوعات السريعة (A2A) في المملكة المتحدة خلال عام 2023. لكن للأسف، لا يزال العديد من المستهلكين يعتمدون بشكل كبير على الخصومات المباشرة كطريقة رئيسية لسداد فواتيرهم. تعتبر هذه خطوة مهمة في عالم المدفوعات الرقمية، حيث تأتي في وقت يزداد فيه ضغط الشركات لتقديم حلول مالية أكثر أمانًا وشفافية. فآليات حماية المستهلك تظل محورًا أساسيًا في استراتيجيات الشركات الكبرى، وتسعى بعض الشركات إلى تعزيز هذه الجوانب وتحقيق تجربة مستخدم أفضل. تعمل فيزا على إدخال تحسينات تكنولوجية تجعل المدفوعات عبر البنك أكثر سلاسة، بما في ذلك استخدام البيانات الحيوية الضخمة، والتعلم الآلي، والذكاء الاصطناعي، مما يتيح لها تحسين تجربة المستخدم وإدارة المخاطر بشكل أفضل. إضافة إلى ذلك، مع تزايد استخدام الهواتف الذكية وتطبيقات الدفع، من المتوقع أن تشهد هذه الخدمة إقبالًا كبيرًا من المستهلكين في المملكة المتحدة. فالتكنولوجيا المالية لم تقتصر فقط على إحداث تغيرات في كيفية دفع المستهلكين، بل أيضًا في كيفية إدارتهم لشؤونهم المالية، مما يعزز من الإدراك والثقة في العمليات المصرفية. يأتي هذا الإعلان في ضوء عدة أحداث تمثل تحولات كبيرة في سوق الدفع، حيث تثير الأحاديث حول تشديد القوانين والمعايير المتعلقة بخدمات الدفع وبالأخص في ظل التغيرات الكبيرة التي تشهدها السوق. تعمل المؤسسات المالية الحكومية على مراقبة جوانب عدة لضمان أمان المستهلكين ومراقبة أنشطة الشركات لضمان شفافيتها. وفي ختام هذا المقال، يمكن القول إن إطلاق فيزا لخدمة المدفوعات من حساب إلى حساب يمثل ردًا قويًا على التحديات التي يواجهها المستهلكون في سوق المدفوعات الحالي. هذه الخدمة لا تعزز فقط تجربة المستهلك ولكنها أيضاً تُحدث فارقًا كبيرًا في كيفية إتمام المدفوعات بطريقة آمنة ومسؤولة. بينما يستمر الاستهلاك الإلكتروني في الازدياد، من المأمول أن تكون هذه الخدمة خطوة جديدة نحو تحسين مستقبل المدفوعات الرقمية ولضمان حماية أفضل للمستهلكين.。
الخطوة التالية