في عالم التكنولوجيا المالية (Fintech) حيث تتزايد الابتكارات بشكل متسارع، من المهم متابعة الاتجاهات الحالية لتتبؤ ما قد يحمله المستقبل. يجلب العام 2024 معه مجموعة من الاتجاهات الجديدة التي تعد بتغيير ديناميكية السوق المالية والتفاعل بين المؤسسات المالية والمستهلكين. من خلال هذه المقالة، نستعرض أبرز 8 اتجاهات في التكنولوجيا المالية يجب الانتباه إليها في عام 2024. أول الاتجاهات هو **تكنولوجيا البلوكشين**. نشأ مفهوم البلوكشين كجزء من العملات الرقمية، ولكنه تطور ليصبح تقنية تعيد تشكيل الطرق التي تتعامل بها المؤسسات المالية. تتيح البلوكشين عمليات سريعة وآمنة، حيث تستطيع المعاملات الانتقال من مرحلة إلى أخرى في غضون دقائق قليلة بدلاً من أيام. سيشهد العام 2024 زيادة في استخدام هذه التقنية لتسهيل تحويلات الأموال وتقليل الرسوم. ثانياً، نجد **الذكاء الاصطناعي (AI)** الذي يلعب دوراً حيوياً في تطوير الخدمات المالية. استخدام الروبوتات التفاعلية (Chatbots) في خدمة العملاء أصبح شائعاً، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم معلومات دقيقة ومفيدة بشكل أسرع من التفاعل البشري. ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في النمو في المستقبل، مع تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل تحليل المخاطر والاحتيال وإدارة الثروات. الاتجاه الثالث هو **البنوك الرقمية.** تزداد شعبية البنوك التي تعمل عبر الإنترنت، حيث تتيح للمستخدمين الوصول إلى الخدمات المالية بسهولة ودون الحاجة لزيارة فروع فعلية. تشير التقديرات إلى أن عدد كبير من الشركات المالية ستقدم خدماتها بشكل رقمي بحلول عام 2024، حيث يفضل العديد من المستخدمين هذه النماذج بسبب قدرتها على تقديم معدلات فائدة أكثر تنافسية وتكاليف أقل. أما الاتجاه الرابع فهو **المصرفية عبر الهاتف المحمول.** كان لجائحة كوفيد-19 تأثير كبير على تحول المستهلكين نحو المدفوعات الرقمية وتفضيلها عن الطرق التقليدية. ومع تعوّد الناس على استخدام خدمات الهاتف المحمول، من المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في النمو، حيث يتم تطوير تطبيقات جديدة تقدم خدمات مصرفية متقدمة، بما في ذلك التحويلات المالية دون تلامس. خامساً، يتجه العالم نحو **الأجهزة المصرفية التفاعلية.** تخطط بعض الشركات لتقديم آلات صرف ذاتية الخدمة قادرة على التعامل مع طلبات القروض ودردشات الفيديو الحية مع موظفي تمويل. سيؤدي هذا إلى تقليل الاعتماد على الموظفين ويعزز من كفاءة تقديم الخدمة. الاتجاه السادس هو **فتح الأسواق الجديدة.** يرتبط هذا التحول بالفرص الكبيرة المتاحة في المناطق النامية، حيث لا يزال هناك حوالي 1.7 مليار شخص لا يمتلكون حسابات مصرفية أو وصول إلى الخدمات المالية. ومع انتشار الهواتف الذكية، يتوقع أن تستخدم التكنولوجيا المالية لتلبية احتياجات هذه الجماهير. يرى خبراء أن هذا الأمر سيتيح فرصًا جديدة لنمو شركات التكنولوجيا المالية في الأسواق النامية. السابع هو **تحسين الأنظمة الضريبية.** مع زيادة تعقيد المعاملات المالية عبر الحدود، فإن التنفيذ التكنولوجي سيصبح ضروريًا لضمان توافق المؤسسات مع اللوائح المحلية والدولية. باستخدام الذكاء الاصطناعي، يمكن للمؤسسات المالية تحسين معالجة المعاملات الضريبية مما يسهل عملية التحصيل والتسليم. وأخيرًا، الاتجاه الثامن هو **الاستثمار المتزايد في التكنولوجيا المالية.** تشير الأبحاث إلى أن المؤسسات المالية التي تستثمر بشكل كبير في التكنولوجيا المالية والذكاء الاصطناعي لديها إمكانات كبيرة لزيادة إيراداتها. مع تزايد الاعتماد على هذه التكنولوجيات، سيكون من الضروري لهذه المؤسسات أن تكون رائدة في الابتكار والترقية لضمان مشابهتها لنفسها في بيئة تنافسية. في الختام، تعدّ التكنولوجيا المالية واحدة من أكثر القطاعات ديناميكية في الاقتصاد الحديث، ومتابعة هذه الاتجاهات تمنح المستثمرين والمستهلكين فكرة واضحة عن الابتكارات المقبلة والمزايا المحتملة. بمنظور استثماري، قد تكون تلك الاتجاهات مؤشرات واضحة على فرص جديدة للنمو وصنع القرارات المالية الصائبة. مع اقتراب عام 2024، يستعد السوق المالي لمواجهة تحديات جديدة وتعزيز الابتكارات بما يحقق الفائدة للمؤسسات المالية والمستهلكين على حد سواء. استمروا في متابعة تطورات التكنولوجيا المالية لتكونوا في مقدمة الركب في عالم يغير قواعد اللعبة باستمرار.。
الخطوة التالية