مع تزايد التحولات الإيجابية في سوق العملات الرقمية، يبدو أن الأضواء تتجه نحو ما يُعرف بـ "موسم العملات البديلة" أو "Altseason"، حيث يُتوقع أن تنطلق أسعار العملات البديلة (altcoins) في مسار تصاعدي قوي. بعد فترة طويلة من التراجع الذي شهدته هذه العملات، تشير البيانات والتحليلات إلى أن انطلاقة جديدة قد بدأت بالفعل. في الآونة الأخيرة، تجاوزت القيمة السوقية لجميع العملات الرقمية، باستثناء البيتكوين (BTC) والإيثيريوم (ETH)، عتبة الـ 614.64 مليار دولار. يُظهر هذا الرقم أن العملات البديلة بدأت في اكتساب زخم قوي بعد ما يقرب من ستة أشهر من الانخفاض المستمر. إن هذا الاتجاه الصعودي أُثبت من خلال الاختراق الذي حدث في مؤشر TOTAL3، والذي يجمع القيمة السوقية لجميع العملات الرقمية باستثناء البيتكوين والإيثيريوم. فعلى مدى الأيام الماضية، تحدى هذا المؤشر مقاومة مهمة وسجل ارتفاعاً ملحوظاً، مما يعكس بدء موسم جديد للعملات البديلة. وعند النظر إلى تحركات السوق، نجد أن البيتكوين والإيثيريوم يواجهان تحديات خاصة بهما، حيث لا تزال أسعارهما داخل نطاقات معينة من التراجع. هذا الوضع يفتح المجال أمام صناعة العملات البديلة للتألق، خاصة وأنه في حالات "موسم العملات البديلة"، تميل العملات الصغيرة والمتوسطة القيمة إلى outperform العملات الكبيرة بشكل ملحوظ. من العوامل الداعمة لهذا الاتجاه، نجد أن العديد من التحليلات الفنية تشير إلى إمكانية وشيكة لظهور ما يسمى بـ "التقاطع الذهبي" بين المتوسطات المتحركة، حيث يقترب المتوسط المتحرك لـ 30 يوماً من عبور المتوسط المتحرك لـ 180 يوماً. هذا التقاطع يعد مؤشراً بارزاً على التغير في الاتجاه ويتضمن تاريخياً ارتفاعات قوية في الأسعار. وكما ذكر المحللون، فإنه لنجاح هذا الاتجاه الجديد، يجب أن يُحافظ مؤشر TOTAL3 على مستوياته الحالية، حيث يجب أن يتحول مستوى المقاومة السابق إلى مستوى دعم. إذا ما تحقق ذلك، فسوف أو أننا سنشهد انطلاقة حقيقية لموسم العملات البديلة، مما يُعطي إشارة واضحة للمستثمرين للعودة إلى السوق. لا يقتصر التفاؤل على التحليلات الفنية فحسب، بل يبدو أن العديد من الخبراء أيضاً يشاركون نفس الرؤية. فعلى سبيل المثال، حذر المحلل المعروف علي مارتينيز من أن "موسم العملات البديلة على الأبواب". لقد تم الاستناد في تحليله إلى كسر اتجاه هابط في "القيمة السوقية الإجمالية للعملات المشفرة باستثناء أبرز 10 عملات". وإذا نظرنا إلى آراء المحللين مثل آلان سانتانا، نجد أنهم يركزون على التوجه الإيجابي تجاه العملات الصغيرة والمتوسطة، رغم تمسكهم بنظرة حذرة تجاه البيتكوين والإيثيريوم. حيث يرى سانتانا أن العملات الأصغر قد بلغت قيعانها وأن فرصتها في الارتفاع باتت أكثر وضوحًا، بينما تظل المشاريع الأكبر مرتبطة بشكل وثيق بتحركات البيتكوين. ومع اقتراب دخول السوق مرحلة موسم العملات البديلة، يجب على المستثمرين أخذ الحيطة والحذر. فالأسعار قد تشهد تقلبات كبيرة، وبالتالي، يجب أن يكون لديهم استراتيجية واضحة لبناء محفظة استثمارية متوازنة. من الممكن تحقيق عوائد كبيرة، ولكن لابد من دراسة كل مشروع قبل الاستثمار فيه. في ظل هذه التحولات، تبرز أيضًا العديد من العملات البديلة التي يُتوقع لها أن تحقق ارتفاعات قياسية هذا العام. حيث تنطلق الشائعات حول إمكانية رؤية عوائد تصل إلى 10 أضعاف أو حتى 50 ضعف بعض المشاريع الصاعدة. هذه الإمكانية تجعل من موسم العملات البديلة فرصة استثمارية جذابة للكثير من المستثمرين، ولكن يجب التذكر أن كل استثمار ينطوي على مخاطر. بالإضافة إلى ذلك، يأتي "موسم العملات البديلة" مع الكثير من الإثارة والتوتر في نفس الوقت. فبينما يتجلى الأمل في زيادات حادة في الأسعار، يمكن أن تُصاب الأسواق بالتقلب بسبب العوامل الداخلية والخارجية. لذلك، من الأساسي للمستثمرين ترقب أي أخبار أو معلومات قد تؤثر على السوق. وأخيراً، إن تأثير الإعلام على التحركات السعرية للعملات البديلة لا يمكن تجاهله. فالتغطية الإعلامية الإيجابية، سواء من التحليلات أو من الأخبار العاجلة، يمكن أن تؤثر بشكل كبير في معنويات المستثمرين وتؤدي إلى اتخاذ قرارات مستعجلة بناءً على المعطيات الحالية. ختاماً، مع تصاعد المؤشرات الإيجابية في سوق العملات البديلة، يبدو أننا في خضم مرحلة جديدة قد تؤدي إلى تحولات جذرية في توجهات الاستثمار. ولذلك، سيكون من المهم على جميع المستثمرين أن يكونوا مستعدين، سواء كان ذلك بالتحضير للاستفادة من الفرص أو حتى للحد من المخاطر المحتملة. إن الموسم المقبل هو موسم للاكتشاف واختبار الاستراتيجيات في عالم ديناميكي ومستمر التغير.。
الخطوة التالية