عنوان: دراسة جديدة من بيت جيت تكشف عن تفضيلات الأجيال الشابة نحو المجتمع المؤمن بالعملات الرقمية في عالم يتطور بسرعة، تبرز العملات الرقمية كأحد المكونات الأساسية للاقتصادات الحديثة. ومع تزايد شعبيتها، بدأت الفئات العمرية الشابة، مثل جيل الألفية (Millennials) وجيل زين (Gen Z)، في تشكيل توجهات جديدة نحو هذه التقنيات المالية الثورية. تمت مؤخراً دراسة شاملة أعدتها شركة بيت جيت، تسلط الضوء على كيفية تأثير هذين الجيلين على تشكيل مجتمع أكثر انفتاحاً وملاءمة للعملات الرقمية. تعتبر العملات الرقمية، مثل البيتكوين والإيثريوم، من الابتكارات التي غيرت الطريقة التي نتعامل بها مع المال. لكن العوامل الاجتماعية والثقافية تلعب دوراً مهماً في تبني هذه التكنولوجيا. تكشف الدراسة أن جيل الألفية وجيل زين لا يرون في العملات الرقمية مجرد أدوات استثمار، بل يرونها كوسيلة لتعزيز الاستقلال المالي والابتكار الاجتماعي. تشير الإحصائيات إلى أن نسبة كبيرة من هذين الجيلين، حوالي 70%، يعتزمون استخدام العملات الرقمية في المستقبل. ومن اللافت للنظر أن الدوافع وراء هذا التوجه تتجاوز العوامل المالية. فقد أظهرت الدراسة أن العديد من الشباب يعتبرون العملات الرقمية وسيلة لتعزيز الشمولية المالية، حيث توفر الوصول إلى الخدمات المالية للأشخاص الذين قد لا تكون لديهم القدرة على الاستفادة من النظام المصرفي التقليدي. كما تكشف الدراسة أيضاً عن إدراك الأجيال الشابة للتحديات التي تواجهها العملات الرقمية، بما في ذلك المخاطر الامنية والتنظيمية. ومع ذلك، فإن هذه الفئات نادرة ما تشعر بالخوف من هذه التحديات، بل تعتبرها حوافز للابتكار والتطوير. في الواقع، يعتقد العديد من هؤلاء الشباب أن التنظيم الأفضل للعملات الرقمية يمكن أن يسهم في زيادة استقرار السوق، وبالتالي تعزيز احترام المجتمع لهذه العملات. وفيما يتعلق بالتفاعل الاجتماعي، تبرز الدراسة أهمية المنصات الرقمية كأداة لتمكين التبادل الثقافي والتجاري. إذ يعتبر جيل الألفية وجيل زين أن العملات الرقمية يمكن أن تعزز من قدراتهم على التفاعل مع المجتمع العالمي، حيث تسمح لهم بالتحويلات البنكية العالمية بسهولة وسرعة. أما على صعيد الاستثمارات، فإن الدراسة تشير إلى أن المستثمرين الشباب يميلون إلى اتخاذ قرارات استثمارية قائمة على القيم. فبدلاً من السعي لتحقيق المكاسب السريعة فقط، ترى هذه الأجيال في الاستثمار في العملات الرقمية فرصة للمساهمة في مستقبل أفضل، خاصة من خلال دعم مشاريع تستخدم التكنولوجيا لتحسين حياة الناس. في السياق نفسه، تبرز الصعوبات التي يواجهها هذا الجيل في فهم عالم العملات الرقمية. فقد أظهرت الدراسة أن القلق بشأن فقدان الأموال وعدم فهم السوق يعتبران أبرز التحديات. ومع ذلك، فإن التوجه العام نحو التعلم والاستكشاف هو السمة المميزة لهذه الفئات العمرية. فهم ليسوا فقط مستهلكين بل أيضاً متعلمين يسعون لتوسيع معارفهم حول التكنولوجيا المالية. وكذلك تكشف الدراسة عن مدى أهمية التعليم والتوعية في جلب المزيد من الشباب إلى عالم العملات الرقمية. لذا، تسجل مبادرات التعليم المالي والتعمق في فهم العملات الرقمية على أنها ضرورية لتمكين هذه الفئات من اتخاذ قرارات مالية مستنيرة. ختاماً، تبين دراسة بيت جيت أن جيل الألفية وجيل زين يمثلان طليعة المجتمع الذي يسعى نحو الابتكار والتغيير في عالم العملات الرقمية. فهم لا يسعون فقط لتكوين ثرواتهم، بل يناضلون أيضاً من أجل منظومة مالية أكثر إنصافاً وشمولية. بمساعدتهم، من المحتمل أن نشهد انتقالاً نحو مجتمع يدرك فوائد العملات الرقمية ويستخدمها كوسيلة لتعزيز التواصل والتعاون بين الثقافات المختلفة. من المهم أن تكون هذه الفئات على دراية كاملة بالفرص والتحديات التي تقدمها العملات الرقمية، ولذلك يُعتبر التعليم والتوجيه خلال هذه العملية ضروريين. ومع استمرار تطور الأسواق والابتكارات، فإن القدرات التكنولوجية والمالية لجيل الألفية وجيل زين ستفضي بالضرورة إلى تشكيل ملامح مستقبل العملات الرقمية.。
الخطوة التالية