أطلقت شركة ستايت ستريت العالمية للاستثمارات مؤخرًا ثلاث صناديق متداولة في البورصة (ETFs) مُدارَة بنشاط، تركز على الأصول الرقمية والتكنولوجيا المتعلقة بها. تأتي هذه الخطوة في وقت يُعدّ فيه الاستثمار في الأصول الرقمية جزءًا متزايد الأهمية من مشهد السوق المالي، وتعتبر هذه الصناديق الجديدة الأولى من نوعها التي تستهدف مجالات النمو السريعة في هذا القطاع. الصناديق الجديدة هي: "صندوق SPDR Galaxy Digital Asset Ecosystem ETF" المعروف اختصارًا بـ DECO، و"صندوق SPDR Galaxy Hedged Digital Asset Ecosystem ETF" المختصر HECO، و"صندوق SPDR Galaxy Transformative Tech Accelerators ETF" أو TEKX. تحت إشراف شركة Galaxy Asset Management، تسعى هذه الصناديق إلى الاستفادة من عدم كفاءة السوق والاتجاهات السائدة في هذا المجال الرقمي المتطور. صرحت آنا باجليا، المديرة التنفيذية لشركة ستايت ستريت العالمية للاستثمارات، بأن "الأصول الرقمية وتكنولوجيا البلوكشين لديها القدرة على تحويل الأسواق المالية وكذلك الاقتصاد خلال العقد المقبل، وهناك عدد من الشركات التي ستنمو وتزدهر بفضل مساهمتها في هذه التكنولوجيا التحولية." من خلال هذه العبارة، تتضح رؤية الشركة بخصوص المستقبل المشرق للمجال الرقمي. يتمثل التحدي الذي يواجه العديد من المستثمرين فيما يتعلق بالأصول الرقمية في التقلبات القصيرة الأجل التي تصاحب أسعار العملات المشفرة. ووفقًا لشركة ستايت ستريت، فإن الجيل الجديد من الاستثمارات في هذا المجال سيأتي عبر تقديم المحافظ المدارة بنشاط والتي من شأنها مساعدة المستثمرين على الاستفادة من مزايا التنويع، مما يجعل هذه الأصول أكثر جاذبية لمجموعة متنوعة من المستثمرين. تتوقع الشركة أن تشمل مستقبل الأصول الرقمية العملات المشفرة والرموز التكنولوجية وكذلك التكنولوجيا التي تعمل في إطار البلوكشين والنظام البيئي المحيط به، مثل أشباه الموصلات ومخازن البيانات وعملية التعدين. بهذ الطريقة، يمكن للمستثمرين الاستفادة من النمو الحاصل في قطاعات متعددة تتكامل مع تكنولوجيا الأصول الرقمية. يهدف "صندوق SPDR Galaxy Digital Asset Ecosystem ETF" إلى تحقيق زيادة في رأس المال على المدى الطويل من خلال محفظة من الشركات التي يُحتمل أن تستفيد من النمو المتزايد في اعتماد الصناعة الرقمية وأصولها، بما في ذلك التعرض للعملات المشفرة من خلال صناديق المؤشرات والعقود الآجلة. يتميز هذا الصندوق بنسبة رسوم مقدرة بـ 0.65%. أما "صندوق SPDR Galaxy Hedged Digital Asset Ecosystem ETF"، فيسعى إلى تحقيق زيادة في رأس المال على المدى الطويل من خلال محفظة مشابهة من الشركات، ولكنه يسعى أيضًا إلى إدارة المخاطر من خلال استراتيجيات الخيارات مثل خيارات الشراء المحمية وخيارات البيع على الاستثمارات التي يحتفظ بها في المحفظة، ويمتاز بنسبة رسوم تبلغ 0.90%. بينما يتمثل هدف "صندوق SPDR Galaxy Transformative Tech Accelerators ETF" في تحقيق زيادة في رأس المال من خلال الاستثمار في الشركات التي تدعم التقنيات الجديدة المدمرة، بما في ذلك تكنولوجيا البلوكشين والذكاء الاصطناعي. كما يسعى هذا الصندوق لتنفيذ استراتيجية تركز على تحقيق نمو مستدام على المدى الطويل، يحمل معه نفس نسبة الرسوم البالغة 0.65%. من المهم أن نلاحظ أن شركة ستايت ستريت هي واحدة من أكبر مديري الأصول في العالم، حيث تقدر أصولها بحوالي 4.37 تريليون دولار، تشمل حوالي 1.4 مليار دولار في أصول صناديق المؤشرات. هذا يمنح الصناديق الجديدة مصداقية وفرصة قوية في جذب المستثمرين المهتمين بالاستثمار في القطاعات الرقمية المتنامية. تواجه السوق المالية العالمية تحديات فريدة، ولا تزال العديد من السياسات الاقتصادية والتغيرات التنظيمية تلعب دورًا رئيسيًا في كيفية تطور الأصول الرقمية. ومع ذلك، تقدم هذه الصناديق الثلاث الجديدة خيارات متنوعة للمستثمرين الذين يرغبون في التنويع في محفظتهم الاستثمارية، والاستفادة من الاتجاهات المبتكرة التي تسود هذا السوق. في البيئة الحالية، قد يُعتبر الاستثمار في الأصول الرقمية مخاطرة أكبر، ولكن إطلاق هذه الصناديق يعكس فكرة التطور المستمر والرغبة في تقديم خيارات حديثة تساعد المستثمرين على التكيف مع السوق المتغير. ومع تزايد الطلب على الأصول الرقمية وتكنولوجيا البلوكشين، قد تكون هذه الصناديق بمثابة جسر لمستثمري التجزئة والمستثمرين المؤسسيين للدخول إلى عالم الأصول الرقمية بطريقة أكثر أمانًا وفعالية. يُظهر هذا التوجه من شركة ستايت ستريت كيف أن الابتكار المالي والتكنولوجيا يمكن أن يلتقيان لدفع النمو وتوفير خيارات جديدة. من المتوقع أن تُعزز هذه الصناديق الجديدة صورة الأصول الرقمية، وتجذب المزيد من السيولة إلى السوق، مما يسهل على المستثمرين الحصول على مستوى أعلى من المشاركة في هذا المجال المبتكر. كما سيتعين على المستثمرين أخذ الحيطة والحذر في قراراتهم، حيث تتعلق التحديات والمخاطر بالسوق الرقمي بشكل كبير بتقلب الأسعار والتنظيمات المتغيرة. ومع ذلك، فإن هذه الصناديق المدارة بنشاط قد توفر نوعًا من الأمان والمراقبة، مما قد يؤدي إلى تحول إيجابي في طريقة استفادة المستثمرين من الأصول الرقمية. في الختام، يمثل إطلاق ستايت ستريت لهذه الصناديق الثلاثة خطوة هامة نحو اعتناق الأصول الرقمية ويسلط الضوء على الاتجاه المتزايد نحو استخدام التكنولوجيا في التمويل. ومع استمرار تطور هذه الصناعة، من المؤكد أن هناك المزيد من الابتكارات والتحولات في المستقبل. ستوفر هذه الصناديق خيارات متنوعة للمستثمرين وقد تعيد تعريف استراتيجيات الاستثمار في مجال الأصول الرقمية.。
الخطوة التالية