شهدت سوق العملات الرقمية في الفترة الأخيرة تغيرات ملحوظة، وخاصة فيما يتعلق بتدفقات صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) المرتبطة بإيثير. حيث أصدرت JPMorgan تقريرًا يفيد بأن تدفقات صناديق الاستثمار في إيثير قد كانت مخيبة للآمال مقارنة بتلك الخاصة ببيتكوين. في هذا المقال، نستعرض تفاصيل هذا التقرير ودلالاته على سوق العملات الرقمية. بدأت قصة إيثير Spot ETF بالتحديد في 23 يوليو 2024، عندما تم إطلاقها في الولايات المتحدة الأميركية. جاء هذا الإطلاق بعد حوالي ستة أشهر من نجاح صفقات بيتكوين ETFs. ومع ذلك، سرعان ما برزت الأرقام لتشير إلى أن صناديق إيثير لم تحقق النجاح المتوقع. بعد أسابيع قليلة من الإطلاق، سجلت هذه الصناديق تدفقات صافية تصل إلى حوالي 500 مليون دولار من الخسائر، وهو ما يشير إلى فقدان الاهتمام والتفاؤل من قبل المستثمرين. على النقيض، شهدت صناديق بيتكوين ETFs تدفقات صافية مرتفعة تجاوزت الخمسة مليارات دولار خلال نفس الفترة الزمنية. وقد أعلنت JPMorgan أن هذا الاختلاف الواضح في الأداء يعود جزئيًا إلى ما يعرف بـ "ميزة الريادة" لبيتكوين، والتي تعني أن بيتكوين كانت الأولى في السوق، مما أتاح لها جذب المزيد من الاستثمارات. إلى جانب ذلك، تشير الأرقام إلى أن إيثير يعاني من نقص في السيولة، مما يجعله أقل جاذبية للمستثمرين المؤسسيين. واحدة من أبرز النقاط التي أشارت إليها JPMorgan في تقريرها كانت تدفقات خارجية من Grayscale Ethereum Trust (ETHE). توقعت JPMorgan أن تكون هذه التدفقات في حدود مليار دولار، لكنها فوجئت برؤية تدفقات أدت إلى خسائر تصل إلى 2.5 مليار دولار. وكورد فعل على هذا الانخفاض المفاجئ، أطلقت Grayscale صندوق ETF صغير لإيثير، إلا أن هذا الصندوق حقق تدفقات صافية تقترب من 200 مليون دولار فقط، مما يظهر أن الانخفاض في الثقة لا يزال مستمرًا. النقطة المثيرة للاهتمام التي تطرق إليها التقرير كانت الاهتمام المتزايد من قبل مديرين الأصول في إنشاء صندوق ETF مشترك يوفر تعرضًا لكل من إيثير وبيتكوين. تشير هذه الخطوة إلى أن هناك إدراكًا متزايدًا لكون إيثير جزءًا حيويًا من السوق، ولكن دون نفس مستوى الدعم الذي يحظى به بيتكوين. واحدة من المسائل التي تناقشها JPMorgan في تقريرها هو كيفية تأثير هذه التدفقات على ملكية العملات. لقد أوضحت أن ملكية صناديق بيتكوين ETFs لم تتغير كثيرًا منذ الربع الأول، حيث يستحوذ المستثمرون الأفراد على حوالي 80% من هذه الحصص. ويشير البنك إلى أن معظم الاستثمارات الجديدة في صناديق بيتكوين ETFs كانت من قبل المستثمرين الأفراد، سواء بشكل مباشر أو من خلال مستشاري الاستثمار. إن هذا الاختلاف في الأداء بين الصناديق يعود إلى العديد من العوامل المرتبطة بالعملة نفسها. فإيثير، على سبيل المثال، يختلف عن بيتكوين في طبيعة استخدامه. بينما يُعتبر بيتكوين في الأساس وسيلة للتخزين القيمة، فإن إيثير له تطبيقات متعددة مثل العقود الذكية والتطبيقات اللامركزية. لكن هذا التنوع قد يعقد الأمور بالنسبة للمستثمرين الذين يبحثون عن استثمار أكثر استقرارًا. علاوة على ذلك، فإن التركيز على الشفافية والسيولة يمثل تحديًا كبيرًا لاستثمار إيثير، إذ أن نقص هذه العوامل يمكن أن يؤدي إلى تقلبات كبيرة في الأسعار، وهو ما قد يخيف المستثمرين. لذا، فإن الطلب الضعيف على صناديق إيثير قد يعكس عدم الثقة في استقرار السوق. بالنهاية، يُظهر تقرير JPMorgan أنه بينما لا تزال عملة بيتكوين تحظى بشعبية قوية وثقة من المستثمرين، فإن إيثير يحتاج إلى تحسين عرض قيمته ومرونته لجذب الاستثمارات. هناك فرصة كبيرة لمديري الأصول لتطوير صناديق استثمار مشتركة تسهم في تعزيز الطلب على إيثير، ولكن ذلك يتطلب أيضًا إرساء قواعد أكثر صرامة لزيادة الشفافية. كما يمكن أن تعتبر هذه الديناميكية فرصة للشركات التي تعمل في مجال تطوير البنية التحتية لأسواق العملات الرقمية. إذا استطاعت هذه الشركات تقديم حلول تخدم مصالح المستثمرين في إيثير، فقد يتغير تيار الاستثمار بشكل كبير. ختامًا، لا يزال الابتكار في عالم العملات الرقمية مستمرًا، ويعكس الأداء المتباين بين إيثير وبيتكوين كيف أن هذه السوق لا تزال في مرحلة نمو وتطور. ومع تكامل التكنولوجيا وتحسين الأطر التنظيمية، قد نرى تحولًا في الطلب على إيثير بشكل يؤدي إلى حدوث تحولات في معدلات التدفقات والقيم السوقية. తెరకెక్క。
الخطوة التالية