سام ألتمان، المدير التنفيذي لشركة OpenAI، هو واحد من الشخصيات الأكثر إثارة للاهتمام في عالم التكنولوجيا اليوم. فقد واجه تحديات عديدة خلال قيادته لشركة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الرائدة، والتي يبدو أنها في طريقها لتصبح واحدة من أكثر الشركات قيمة في العالم، مع توقعات بأن تصل إلى تقييم قدره 100 مليار دولار. ورغم الضغوطات التي يواجهها في عمله، إلا أن ألتمان يتبع روتينًا يوميًا فريدًا يساعده على إدارة حياته وعمله بكفاءة. في عامه التاسع والثلاثين، يبدو أن سام ألتمان يدرك تمامًا أهمية الصحة العقلية والجسدية في حياته. من خلال كتاباته ومقابلاته، يتضح أنه يتمتع بجداول زمنية صارمة، سواء فيما يتعلق بالاجتماعات أو بالنوم أو بالتغذية. ويؤمن بضرورة اتباع أسلوب حياة متوازن يتناسب مع طموحاته المختلفة في العمل وفي الحياة الشخصية. يبدأ يوم ألتمان بجرعة كبيرة من القهوة. يفضل شرب espresso عند استيقاظه، حيث يعتبرها بداية قوية لليوم. ورغم عدم تناوله للإفطار عادة، إلا أنه يلتزم بنمط صوم يمتد لـ 15 ساعة يوميًا، وهو ما يعتبره جزءًا من منهجه لصحة أفضل. خلال هذه الساعات، يجد ألتمان الوقت الجيد للتركيز على البريد الإلكتروني ومهامه العديدة، مستخدمًا الضوء الكامل الطيف لمدة 10 إلى 15 دقيقة، وهو ما دعاه بـ "المكسب السخيف" الذي يساعده في تحسين مزاجه وإنتاجيته. بمجرد دخول ألتمان إلى فترة العمل، يفضل أن تكون اجتماعاته في فترة بعد الظهر. يُظهر ألتمان نظرة غير تقليدية للوقت المخصص للاجتماعات، حيث يعتقد أن معظم الاجتماعات يجب أن تُخصّص لـ 15 إلى 20 دقيقة فقط، أو ساعتين، مما يتجنب فيه الهدر الوقت وانتظار نتائج غير مثمرة. ولكن، رغم ذلك، يقول إن 90% من الاجتماعات التي يحضرها تعتبر مضيعة للوقت، بينما الـ 10% المتبقية تظل ذات قيمة بالنسبة له. يمتلك ألتمان معتقدات قوية حول أهمية تنظيم الوقت، إذ يستخدم قوائم مكتوبة لمتابعة إنجازاته وأهدافه. يفضل الحفظ على الورق بدلاً من استخدام الأجهزة الرقمية. يكتب في مدونته حول أهمية هذه القوائم في تحسين تركيزه وقدرته على إدارة مهامه المتعددة. يقول إنه إذا لم يكن في مزاج لإنجاز مهمة معينة، يمكنه دائمًا العثور على شيء آخر يثير حماسته. خلال فترة الغداء، يُكمل ألتمان روتينه بشرب جرعة أخرى من espresso. وعلى الرغم من ولعه بالكافيين، إلا أنه يعتبر النوم واحدًا من أهم العوامل التي تؤثر على إنتاجيته. يتجنب تناول الطعام بكثافة قبل النوم ويمتنع عن الكحول، مؤكدًا على تأثيرها السلبي على جودة نومه. منذ صغره، اتبع ألتمان نظامًا غذائيًا نباتيًا، ويعتمد غالبًا على تناول مكملات البروتين لتعزيز نظامه الغذائي. يعبر عن كراهيته لمكملات البروتين ولكنه يدرك أنها ضرورية لصحته. يتجنب الطعام المسبب للالتهابات، كالأطعمة الحارة أو السكرية، على الرغم من اعترافه بعدم قدرته على مقاومة الحلويات. يعتبر ألتمان أن الفحوصات الدموية الربع سنوية تمنحه فهمًا أفضل لصحته، مما يتيح له ضبط نظامه الغذائي وفقًا لاحتياجات جسمه. وقد تم الإبلاغ عن أنه يتناول دواء الميتفورمين، وهو دواء يستخدم عادةً لعلاج السكري، بهدف إبطاء عملية الشيخوخة. وعندما يتعلق الأمر بالنوم، يولي ألتمان اهتمامًا خاصًا بجودة نومه. يفضل النوم في غرفة باردة، مظلمة وهادئة، مسلحًا بمرتبة مريحة وأدوات مساعدة على النوم. إذا لم يكن يشعر بالبرودة الكافية، يستخدم وسادة تبريد. وأحيانًا، يتناول جرعة منخفضة من أدوية النوم أو القنب لمساعدته على الاسترخاء والاستغراق في النوم بسرعة. أما بالنسبة لممارسة الرياضة، فقد اختار ألتمان برنامجًا يعتمد على رفع الأثقال ثلاث مرات أسبوعيًا ولمدة ساعة، بجانب تدريبات الدائرة عالية الكثافة بين الحين والآخر. يؤمن بأن هذا الروتين لا يحسن فقط من إنتاجيته، بل يجعله يشعر بشكل أفضل بشكل عام. إجمالًا، يمكن القول إن حياة سام ألتمان اليومية هي مزيج من التخطيط الدقيق، التوازن الشخصي، وفهم عميق لما يُعتبر ضروريًا لصحة الجسد والعقل. ومهما كانت التحديات التي يواجهها في عالم الذكاء الاصطناعي، يُظهر ألتمان التزامًا قويًا بأسلوب حياة يدعمه في تحقيق أهدافه الكبيرة، مما يثير الإعجاب ويدعو للتفكير في كيفية تحسين حياتنا الشخصية والمهنية. بالمجمل، نرى أن روتين ألتمان اليومي يقدم لنا لمحة عن الأهمية الحقيقية للصحة والراحة النفسية كعوامل أساسية للتفوق والتميّز. في عالم مليء بالتحديات والضغوطات، يعد هذا المثال مثالاً على كيفية المزج بين النجاح الشخصي والاحتياجات الأساسية للحفاظ على حياة صحية ومتوازنة.。
الخطوة التالية