في أول مقابلة تلفزيونية لها كمرشحة للرئاسة عن الحزب الديمقراطي، قامت كامالا هاريس بإيضاح رؤيتها السياسية ومواقفها بشأن قضايا هامة. حيث جرت هذه المقابلة مع شبكة CNN خلال جولة انتخابية في ولاية جورجيا، وهي ولاية تعتبر حاسمة في الانتخابات المقبلة. تحدثت هاريس في بداية المقابلة عن أملها في أن تكون هي المرشحة الأفضل لهذا المنصب، حيث عبرت عن ثقتها الكبيرة في قدرتها على التواصل مع الناخبين وبناء جسرٍ بين مختلف الفئات في المجتمع الأمريكي. قالت: "أنا أفضل شخص لهذا المنصب"، وجاءت هذه التصريحات في سياق محاولة منها لمواجهة الانتقادات وتحديات المنافسة مع خصومها، خصوصًا دونالد ترامب. واحدة من النقاط الرئيسية التي تناولتها هاريس هي قضية الهجرة. حيث أكدت أنها ستتخذ إجراءات صارمة ضد الهجرة غير الشرعية، قائلة: "يجب أن تكون هناك عواقب لأولئك الذين يدخلون البلاد بطرق غير قانونية". وأوضحت أنها تؤمن بأهمية تطبيق القوانين الأمريكية وتعزيز أمن الحدود، لكنها في ذات الوقت أكدت على ضرورة وجود السياسات الإنسانية التي تعكس القيم الأساسية للديمقراطية. موضوع آخر أثار الكثير من الجدل هو موضوع استخدام تقنية التكسير الهيدروليكي (Fracking) في استخراج الغاز. حيث أعلنت هاريس أنها لن تحظر هذه التقنية، والتي كانت قد عارضتها سابقًا. وقالت: "يمكننا محاربة تغير المناخ دون حظر التكسير الهيدروليكي". وهذا التحول في موقفها يظهر استعدادها للتكيف مع المتغيرات في المشهد السياسي، رغم انتقادات خصومها. وعندما تم التطرق إلى علاقة الولايات المتحدة بالشرق الأوسط، أكدت هاريس على دعمها لاستمرار سياسة الرئيس بايدن بشأن التسليح لدولة إسرائيل. وعبرت عن أهمية تحقيق اتفاق سلام في منطقة غزة، موجهة نداءً من أجل الوضع الإنساني. حيث قالت: "يجب أن نعمل نحو هدنة، الكثير من الأبرياء فقدوا حياتهم". في الجانب الاجتماعي، أكدت هاريس على التزامها بمسألة العدالة الاقتصادية. حيث دعت إلى ضرورة إنشاء اقتصاد أكثر عدلاً، يعمل على تقليص الفجوة بين الأغنياء والفقراء. وعبرت عن قلقها حيال الفقر والبطالة، واقترحت سياسات داعمة للأفراد والمجتمعات الأكثر احتياجًا. مع اقتراب الانتخابات، وجهت هاريس رسالة قوية إلى الناخبين توضح فيها ضرورة الوحدة والتضامن في مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه البلاد. وعلقت قائلة: "الأمريكيون مستعدون لتقديم مسار جديد نحو الأمام، نحن بحاجة إلى قيادة موحدة تعيد الأمل إلى قلوب الناس". كما أشارت إلى أنها ستكون منفتحة على التعاون مع الجمهوريين من أجل تحسين الأوضاع في البلاد. ورغم الانتقادات التي تعرضت لها من قبل ترامب ومؤيديه، أظهرت هاريس صمودًا كبيرًا، حيث قررت عدم الانغماس في سجالاته، بل ارتأت أن عليها تجاوز هذه المنغصات والتركيز على قضايا الشعب الأمريكي. وفي هذا الصدد، قالت: "إنها نفس الأدوات القديمة التي يستخدمها خصومي. دعونا نتناول الأمور الأكثر أهمية". ستكون هذه الانتخابات بمثابة اختبار حقيقي لها، خاصة مع تأكيد ترامب على ترشحه ضدها. وبتقاء أقل من شهرين على موعد الانتخابات، تستعد هاريس للمشاركة في مناظرة تلفزيونية حاسمة مع ترامب في 10 سبتمبر. خلال المقابلة، استندت هاريس إلى تجاربها السابقة في الحكومة كمحامية عامة ونائبة للرئيس، مشددة على أنها تفهم جيدا قضايا المواطنين ولاسيما الشباب والأقليات. وأظهرت التزامها بقضايا مثل التعليم والرعاية الصحية، التي تشكل من بين أولوياتها في حال فوزها بالرئاسة. وفي ختام المقابلة، أكدت هاريس على أهمية المشاركة في العملية الديمقراطية، مشجعة الناخبين على التصويت والتعبير عن آرائهم. حيث قالت: "عليكم أن تكونوا صوتكم، فصوتكم هو قوتكم. لا تتهاونوا في حقكم في الاختيار". كما تجدر الإشارة إلى أن هذه المقابلة لم تكن مجرد فرصة لاستعراض مواقف هاريس، بل كانت أيضًا منصة لتوجيه انتقاداتها إلى خصمها ترامب، معتبرة أن سياساته أدت إلى انقسام المجتمع الأمريكي. في صورة عامة، تبرز هذه المقابلة بداية فصل جديد في مسيرة كامالا هاريس كنائبة للرئيس وأول امرأة ذات أصول أفريقية وآسيوية تترشح لرئاسة الولايات المتحدة. ولدت هاريس في سان فرانسيسكو، وعملت كمدعية عامة في كاليفورنيا، حيث كانت تعرف بصوتها القوي في مواجهة القضايا الاجتماعية والاقتصادية. في النهاية، يتوقع أن تستمر كامالا هاريس في معالجة قضايا مهمة وتحديات معقدة خلال حملتها الانتخابية، وتبقى الأنظار مشدودة إليها كمرشحة جادة في السعي نحو تحقيق التغيير في الولايات المتحدة. يتزايد الاهتمام بآرائها ومواقفها، وهي في خضم صراع سياسي شديد التنافس حيث يتطلع الجميع إلى معرفة ما ستسفر عنه نتائج الانتخابات المقبلة.。
الخطوة التالية