أعلنت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، عن رؤية واضحة تهدف إلى تعزيز هيمنة الولايات المتحدة في مجالات التكنولوجيا الناشئة، مثل البلوكشين والذكاء الاصطناعي. جاءت هذه التصريحات في خطاب لها خلال تجمع في بيتسبرغ، حيث أكدت على أهمية الابتكار التكنولوجي في بناء اقتصاد مستدام ومستقبل واعد للبلاد. في الوقت الذي يشهد فيه العالم تنافساً حاداً في الابتكارات التكنولوجية، أعلنت هاريس عن التزامها بتعزيز موقع الولايات المتحدة كزعيم عالمي في هذه القطاعات الحيوية. وأشارت إلى أن التكنولوجيا ليست مجرد أدوات، بل هي محركات رئيسية للنمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية. وشددت على ضرورة أن تكون أمريكا في مقدمة الدول التي تقود هذه الثورة التكنولوجية، وخاصة في مجالات البلوكشين والذكاء الاصطناعي. تتسم خطط هاريس الاقتصادية بالتركيز على إنشاء بيئة عمل آمنة تتيح الابتكار، مع وضع قواعد واضحة وشفافة للشركات الناشئة. وتعتقد هاريس أن هذه الخطط ستساعد في حماية المستثمرين والمستهلكين في نفس الوقت. في الوقت الذي يشهد فيه السوق تغييرات غير مسبوقة، تحتاج الشركات إلى إطار عمل يمكنها من الابتكار دون خوف من التقلبات أو عدم اليقين. انتقدت هاريس في خطابها المخاوف المتعلقة بالتكنولوجيا الناشئة، وأكدت على أن التقدم في مجالات مثل البلوكشين يجب أن يُنظر إليه كفرصة وليس كمخاطر. وأوضحت أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تلعب دوراً مهماً في تعزيز الشفافية والكفاءة في العديد من الصناعات، من المالية إلى الرعاية الصحية. وأشارت إلى أن البلوكشين، على سبيل المثال، لديه القدرة على ثورة كيفية إدارة البيانات والمعلومات، مما يساهم في الحد من حالات الاحتيال وزيادة الثقة في المعاملات المالية. علاوة على ذلك، تطرقت هاريس إلى موضوع الذكاء الاصطناعي، حيث اعتبرت أن هذا المجال يمثل أحد أبرز التكنولوجيات التي يمكن أن تعيد تشكيل الاقتصاد العالمي. وأكدت على ضرورة أن يتم استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول وأخلاقي، مشددة على أهمية وضع معايير واضحة تضمن عدم استغلال هذه التقنية بشكل قد يضر بالمجتمع. وأشارت إلى أهمية إدماج حماية حقوق الأشخاص وخصوصياتهم في أي خطة تتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعي. كما شملت خطة هاريس الاقتصادية جوانب أخرى تتعلق بالتعليم والتدريب، حيث أكدت الحاجة إلى كفاءات جديدة تتماشى مع متطلبات السوق المتغير. وتعتزم هاريس العمل على تطوير المناهج التعليمية وتوفير التدريب المناسب لضمان أن الأجيال القادمة ستكون مجهزة بالمهارات اللازمة للعمل في بيئة تتسم بالتطور التكنولوجي السريع. ينتظر الكثيرون من المجتمع التكنولوجي نتائج هذا الالتزام الذي أعلنت عنه هاريس، حيث يُعتبر دعم الحكومة الأمريكية للابتكار في هذه المجالات خطوة حاسمة لمستقبل البلوكشين والذكاء الاصطناعي في البلاد. العديد من الخبراء يرون أن هذه الخطوة تعكس تحولاً في السياسة الأمريكية تجاه الابتكار التكنولوجي، وخاصة في ظل المنافسة المتزايدة من دول مثل الصين. تأتي تصريحات هاريس في وقت يشهد فيه السوق جهوداً متزايدة من مختلف الدول للمنافسة في مجالات التكنولوجيا الحديثة. وقد أظهرت الأحداث الأخيرة أنه في عالم يزداد فيه الاعتماد على التكنولوجيا، فإن الدول التي تركز على تطوير أنظمتها الرقمية ستكون في طليعة الاقتصاد العالمي. من ناحية أخرى، أشار بعض المحللين إلى أن نتيجة الانتخابات القادمة قد تؤثر على مسار سياسات البلوكشين والذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة. حيث يُعتبر كل من هاريس ومنافسها الجمهوري، دونالد ترامب، مؤيدين لتطوير هذه التكنولوجيا، ولكن لكل منهما رؤيته الخاصة. يعتقد البعض أن فوز هاريس قد يعجل من الهيكلة الحالية للسوق، فيما يرون أن رئاسة ترامب قد تفتح مزيداً من الأبواب لتعزيز الابتكار ضمن إطار ديناميكي أكثر. قد يكون الاتجاه الجديد الذي اعتمدته هاريس بمثابة رد فعل على التطورات الأخيرة في السوق والتغيرات السياسية، حيث يتطلع الكثيرون إلى قيادة واضحة في هذا المجال. من المؤكد أن التزامها بتعزيز ريادة الولايات المتحدة في مجالات البلوكشين والذكاء الاصطناعي يمثل خطوة مهمة نحو بناء مستقبل رقمي مزدهر. وفي الختام، يمكن القول إنه لا يزال أمام الولايات المتحدة تحديات كبيرة في سعيها للحفاظ على مكانتها كقوة عالمية في مجال التكنولوجيا. ومع تزايد التنافس الدولي، ستكون نتائج السياسات التي تروج لها هاريس محط اهتمام كبير، حيث سيعتمد عليها الكثيرون في ضعف الموقف التنافسي للولايات المتحدة في عصر الثورة الرقمية. إن الوقت هو العنصر الأهم، وقد يكون بناء سياسة علمية واقتصادية مدروسة حول هذه الابتكارات هو المفتاح لتحقيق النجاح المرجو.。
الخطوة التالية