في حادث مأساوي هزّ عالم الرياضة، تعرضت العداءة الأولمبية الأوغندية ربيعة تشيبتجي، البالغة من العمر 33 عامًا، لحادث عنيف إثر هجوم من قبل صديقها، والذي قام بإشعال النار بها خلال مشاجرة بينهما. وقع هذا الحادث المفجع يوم الأحد في منزلها الكائن في مقاطعة ترانس نوزيا الغربية في كينيا، حيث كانت تعيش بعد مشاركتها الأولى في الألعاب الأولمبية في باريس. تحاول تشيبتجي، التي تمكنت من إنهاء سباق الماراثون في الألعاب الأولمبية بتصنيف 44، العودة إلى حياتها الطبيعية بعد أن أصيبت بإصابات بالغة. ولقد أُخبرت الشرطة بأن صديقها، ديكيسون نديما، اشترى جركلًا من البنزين، وصبّه عليها، قبل أن يضرم النار فيها. وأفادت التقارير الطبية أن تشيبتجي تعاني من حروق تغطي 75% من جسدها، بينما أصيب نديما أيضًا بحروق خلال الحادث. وحسبما ذكرت السلطات المحلية، فإن الحادث وقع بعد مشادة كلامية بين الثنائي حول قطعة أرض تبنى عليها منزلهما. وقد سمع الجيران صرخات مشاجرة قبل أن يحدث الحريق الذي غمر المكان بالدخان والنيران. هذا وقد اتخذت الشرطة خطوات فورية للتحقيق في الحادث، وتردد أن نديما قد تم اعتقاله على خلفية الهجوم. تأتي هذه الحادثة في لحظة حرجة بالنسبة لتشيبتجي، والتي كانت تركز على مسيرتها الرياضية. في عام 2022، حققت إنجازات ملحوظة، حيث فازت بسباق ماراثون بادوفا واحتلت المركز الثاني في سباق 10,000 متر في البطولة الوطنية الأوغندية. كما أنها حظيت بشعبية كبيرة بعد مشاركتها الأولى في الألعاب الأولمبية، حيث كانت تأمل في تحسين أدائها في السباقات القادمة. أدانت العديد من الشخصيات الرياضية الحادثة، معبرةً عن صدمتها واستنكارها للعنفة التي تعرضت لها العداءة الموهوبة. مما لا شك فيه أن الحوادث المرتبطة بالعنف الأسري غالبًا ما تتجاهل في المجتمعات، ولكن هذا الحادث سلط الضوء على ضرورة الحديث عن القضايا المتعلقة بالعنف ضد النساء، وخاصةً في الوسط الرياضي الذي يجب أن يُعتبر مثالًا يحتذى. وعلى الرغم من الصعوبات الكبيرة التي تواجهها، إلا أن دعم الأهل والأصدقاء والمجتمع الرياضي قد يكون عاملاً مساعدًا في التعافي. وفي هذا الاتجاه، عبرت والدتها عن أملها في أن تستعيد ابنتها عافيتها، وأن تعد هذه التجربة القاسية نقطة انطلاقة نحو حياة جديدة خالية من العنف والصعوبات. كما أن الحادث استدعى اهتمام وسائل الإعلام المحلية والدولية، حيث تم تناول الموضوع بشكل موسع على منصات الأخبار الرياضية. يتوقع أن ترتفع الأصوات المطالبة بمزيد من الحماية للرياضيين، وبخاصة النساء، لحمايتهم من أي شكل من أشكال العنف. إن هذا الحادث المروع يمثل دعوة للتأمل حول الممارسات السلبية الموجودة في المجتمعات وكيف يمكن العمل على تغييرها. الكثير من النساء، بما في ذلك الرياضيات المحترفات، يعانين في صمت من مشاكل مماثلة، ويظل السؤال موجهًا نحو كيفية إنشاء بيئة آمنة للمنافسة الرياضية. الأمل الآن معلق على شفاء تشيبتجي وتجاوزها لهذه المصاعب، لكن يحتاج الجميع إلى العمل على خلق وعي أكبر بالمسائل المتعلقة بالعنف الأسري وتقديم الدعم اللازم للناجيات. إن تمكين النساء وتوفير الموارد اللازمة لمساعدتهن يعد أكثر من مهم، بل هو مسؤولية جماعية يجب أن يتعاون فيها المجتمع بشكل كامل. من الضروري أيضًا أن تؤدي هذه الحادثة إلى نقاش أوسع حول كيفية حماية النساء في مجالات العمل المتنوعة، بما في ذلك الرياضة. يجب على المنظمات الرياضية والجهات الفاعلة أن تتخذ خطوات ملموسة لضمان سلامة وتأمين جميع الرياضيين ضد أي اعتداء. إن إحداث التغيير يتطلب جهدًا مشتركًا ووعيًا دائمًا بمسؤولياتنا تجاه بعضنا البعض. ختامًا، إن ما حدث لتشيبتجي هو تذكير مؤلم بأن العنف يمكن أن يحدث في أي مكان، وأن معالجته تتطلب تفاني الجميع. ندعوكل من يستطيع المساهمة في تعزيز برامج التوعية والدعم، حتى لا تتكرر مثل هذه الحوادث المؤلمة مرة أخرى. بينما نتمنى الشفاء العاجل للعداءة الباسلة، علينا جميعًا أن نكون صوتًا للحق ونضالًا ضد الظلم.。
الخطوة التالية