تعرضت العداءة الأولمبية الأوغندية، ربيكا شبتاجي، لحادث مأساوي أفجع العالم الرياضي، حيث تم نقلها إلى المستشفى بعد تعرّضها للهجوم من قبل صديقها السابق، الذي قام بإشعال النار فيها بعد صبّ البنزين عليها. الحادث، الذي وقع في منزلها في مقاطعة "ترانس نزويا" في كينيا، أسفر عن إصابتها بحروق خطيرة بلغت نسبتها 75%. عادت ربيكا إلى كينيا بعد مشاركتها في أولمبياد باريس 2024، حيث حققت المركز الـ44 في سباق الماراثون. والواقعة التي هزت الوسط الرياضي جاءت بعد عودتها من حدث رياضي كبير، مما يزيد من صدمة المعجبين والمجتمع الرياضي على حد سواء. تلقت الشرطة تقارير عن الحادث المفجع، حيث يُعتقد أن صديقها السابق، ديكسون نديما، قام بالتسلل إلى منزلها أثناء وجودها في الكنيسة مع أطفالها. وتقول مصادر محلية إن الشجار بين الثنائي نجم عن خلافات تتعلق بالأرض التي تم بناء المنزل عليها، والتي كانت عنوانًا للعديد من النزاعات بين الزوجين. تتحدث التقارير عن أن الحادث وقع بعد أن قام نديما بشراء جالون بنزين، حيث صبّه على ربيكا وأشعل النار بها خلال مشادة كلامية عن وضعهم المالي والمكان الذي يعيشان فيه. ووصف قائد شرطة مقاطعة "ترانس نزويا"، جيريميا أولي كوسيوم، المشهد بأنه كان مروّعًا، حيث سُمعت أصوات صراخ المشاجرة قبل أن ينفذ الهجوم. الجيران تفاعلوا بسرعة للمساعدة في إخماد النيران، ونقلوا ربيكا إلى مستشفى "موى التعليمي"، حيث تتلقى العلاج الضروري. الغريب أن نديما، الذي يعاني هو الآخر من حروق خطيرة، تلقى العلاج في ذات المستشفى. هذا التصرف الجريء أحدث صدمة كبيرة في الأوساط الرياضية، حيث أدانت العديد من الاتحادات الرياضية الوسط العنيف الذي يمكن أن يتعرض له الرياضيون، خاصة النساء. قامت الاتحاد الأوغندي لألعاب القوى بنشر بيان عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يعبر عن أسفهم العميق لحادث إصابة العداءة ربيكا. فقد أكد بيانهم أن هذا الحادث يعكس ضرورة تعزيز الوعي بظاهرة العنف ضد المرأة، وعبروا عن أملهم في أن تتعافى ربيكا قريباً. كانت ربيكا شبتاجي قد حققت إنجازات كبيرة في مسيرتها الرياضية، بما في ذلك فوزها بالميدالية الذهبية في بطولة العالم للجري الجبلي والجري عبر التضاريس في تايلاند عام 2022. ومع كل الإنجازات، كانت تواجه تحديات عديدة، مشيدة بمظهرها الرياضي وقوتها كرياضية. الحادث يسلط الضوء على مشكلة العنف الأسري التي غالباً ما تكون مختبئة خلف الأبواب المغلقة، حيث تعاني العديد من النساء من العقبات والتحديات الناتجة عن العنف. وبالرغم من أن الحادث وقع خارج نطاق المنافسة، إلا أنه يتطلب وقفة تأمل من المجتمع الرياضي وضرورة تعزيز التنسيق والعمل مع الجهات المعنية لمساعدة النساء المعرضات لمثل هذه المواقف. أيضاً، يرتبط هذا الحادث بمآسي سابقة مرّت بها الرياضة النسائية في شرق أفريقيا، حيث تعرضت عدد من العداءات إلى حوادث مماثلة. فالحديث عن ربيكا يجب أن يتجاوز الحدود الفردية، ويجب أن يتم اعتباره دعوة للتغيير وإدراك أن العنف ليس طريقاً حلاً لأي مشكلة. بعد الهجوم، وجدت ربيكا نفسها في معركة جديدة، معركتها هذه المرة ليست على الحلبة، بل هي معركة للشفاء واستعادة قوتها. ستحتاج إلى دعم المجتمع، سواء من الرياضيين الآخرين أو من المعجبين، الذين يمكنهم اتباع مسيرتها ودعم صوتها ضد العنف. في عالم الرياضة، تُعتبر العداءة الأوغندية مثالاً للقوة والعزيمة، ومع تعرضها لهذا الحادث المأساوي، فإن قصتها ليست مجرد حادثة فردية، بل هي صرخة ضد العنف، وتحث الجميع على العمل نحو مجتمع أكثر أمانًا للنساء. يجب أن تُعتبر ربيكا مصدر إلهام للكثيرات، خاصةً في مجتمعات تعاني من العنف ضد النساء. في النهاية، إن صحبتها في رحلة التعافي ستكون صعبة وطويلة، لكنها تمثل أيضاً فرصة لبدء حوار أعمق حول كيفية حماية النساء في كل مناحي الحياة، خاصة في عالم الرياضة. علينا جميعاً أن نكون جزءًا من التغيير، وأن نصغي إلى حكايات النساء، وندعمهم في مواجهة التحديات اليومية التي قد تكون خفية عن أعين المجتمع. لذا، إذا كنت من معجبي الرياضة، أو حتى مجرد شخص يعاني من القضية المجتمعية، تذكر أن كل فكرة، كل نقاش وكل دعم يُعتبر خطوة نحو أفضل، نحو عالم يُحترم فيه الجميع وتُحفظ فيه حقوقهم. إن صوت ربيكا يجب أن يكون دافعاً للجميع للعمل سوياً من أجل مستقبل أفضل وآمن.。
الخطوة التالية