أثارت حادثة مأسوية في حياة العداءة الأولمبية الأوغندية، ريبيكا تشيبتغي، صدمة كبيرة في الأوساط الرياضية والعامة على حد سواء. ريبيكا، التي كانت تُعتبر واحدة من أبرز العدائين في العالم، خاصة في مجالات العدو الطويل وسباقات الماراثون، فقدت حياتها في هجوم وحشي نفذه صديقها السابق. حيث قام هذا الأخير بالتسلل إلى منزلها في منطقة إنديبس، بينما كانت هي وأطفالها في الكنيسة، ليشعل النيران فيها بعد أن صب عليها البنزين. توفيت ريبيكا، التي كانت تبلغ من العمر 33 عامًا، بعد أيام من المعاناة في وحدة العناية المركزة بمستشفى موي التعليمي ومرجع المدينة في كينيا. وعانت من حروق تغطي 75% من جسمها. تقارير إعلامية محلية أوردت أن والدها، جوزيف تشيبتغي، أكد أن تعقيد حالتها الصحية أدّى إلى فشل جميع أجهزتها الحيوية، مما استدعى إعلان وفاتها. تعد ريبيكا تشيبتغي واحدة من الأسماء اللامعة في عالم الرياضة، حيث مثلت أوغندا في العديد من البطولات العالمية منذ عام 2010. وكان من أبرز إنجازاتها المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة في باريس، حيث احتلت المركز الرابع والأربعين في ماراثون النساء. كانت قد انتقلت مؤخرًا للعيش في مقاطعة ترانس نزويا، بالقرب من مراكز التدريب الرياضية في كينيا، لأغراض التدريب وتحسين أدائها. إلا أن الجانب المأساوي من حياتها يظهر من خلال الصراعات الشخصية التي مرت بها. فقد كانت تشيبتغي وصديقها السابق في حالة نزاع طويل حول قطعة أرض اشترتها في كينيا، وادت إلى توترات في العلاقة بينهما. وبعد الهجوم، أصدرت الاتحادات الرياضية الأوغندية بيانات تعبر عن حزنها العميق وأدانتها للصورة العنيفة التي تسببت في فقدان إحدى رياضياتها البارزات. حيث قال دونالد لوكاري، رئيس اللجنة الأولمبية الأوغندية: "إن هذا العمل الجبان والذي لا معنى له أدى إلى فقدان رياضية عظيمة، سوف تستمر إرثها في الحضور". لقد عكست ردود الفعل من الجمهور محادثات أوسع حول قضايا العنف المنزلي، حيث يعتبر المأساة التي تعرضت لها تشيبتغي بمثابة دعوة للوعي حول هذه الظاهرة التي لا تزال تؤثر على الكثير من النساء في جميع أنحاء العالم. وقد دعت العديد من الجهود إلى ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لحماية الضحايا وتقديم الدعم لهم. جاءت المعلومات حول الحادث المروع من السلطات المحلية التي أفادت بأن المعتدي على ريبيكا دخل منزلها بينما كانت في الكنيسة، وبدأ في الشجار معها قبل أن يصب عليها البنزين ويشعل النار فيها. ووفقًا للتقارير، فإن صديقها السابق نفسه أصيب بجروح خطيرة أثناء فعلته، والذي نُقل لاحقًا إلى المستشفى. تعكس هذه الواقعة المأساوية جوانب مظلمة من العلاقات، حيث يمكن أن تؤدي الخلافات الشخصية إلى نتائج مدمرة. في أعقاب هذا الحدث المؤلم، أصبح من الواضح أن هناك حاجة ملحة لمزيد من التعليم والمبادرات التي تهدف إلى دعم النساء المعرضات للعنف، وتقديم المساعدة لأولئك الذين في موقف مماثل. التكنولوجيا الحديثة تقدم أدوات جديدة للمساعدة، ومع ذلك، فإن فهم طبيعة هذه العلاقات والتعامل معها بفعالية يبقى تحديًا. ركّزت الموجة من التعازي على أهمية التحقق من صحة العواطف والإسراع في تقديم الدعم للضحايا بدلاً من السكوت على هذه الأفعال. وضعف الخدمات المقدمة للنساء اللواتي يعانين من العنف هو تحدٍ يتعين على المجتمع مواجهةه بجدية. في جلسة تأبين مؤثرة، تجمع العديد من أصدقائها وزملائها الرياضيين لتكريم ذكراها، حيث تجلى فيها عمق تأثيرها في المجتمع الرياضي الأوغندي. كان هناك شعور جماعي بأن رحيلها لن يكون مجرد فقدان لأحد العدائين، بل فقدان لصوت قوي ينادي بحقوق المرأة ووقف العنف. مع تصاعد ضغوط المجتمع، من المأمول أن يتبنى المسئولون سياسات جديدة تهدف إلى تعزيز الأمان للنساء وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية. إن دعم المنظمات المحلية والدولية لا يكفي وحده، بل يجب أن يكون هناك تغيير هيكلي في كيفية معالجة قضايا العنف المنزلي. ستبقى ريبيكا تشيبتغي رمزًا لقضية أكبر من مجرد مجال الرياضة. قصتها يجب أن تُستخدم كوسيلة للتوعية وتعزيز القوانين التي تحمي النساء وتجعل المجتمع أكثر أمانًا. بينما نعبر عن حزننا لفقدان رياضية بارزة، يجب أن نلتزم بالعمل نحو عالم أفضل حيث يمكن للنساء أن يشعرن بالأمان والحرية في التعبير عن أنفسهن وممارسة حياتهن بما يحقق لهن تطلعاتهن وأحلامهن. هكذا، تنتهي قصة ريبيكا تشيبتغي، وليس فقط بوفاتها، بل بدرسٍ مهم يجب أن نستخلصه من مأساتها. إن العنف ضد النساء لا يمكن التسامح معه، وكلما ارتفعت الأصوات ضد هذه الأفعال، كلما اقتربنا من عالمٍ خالٍ من الخوف والمعاناة. يجب أن تكون إرثها تمكين النساء وحماية حقوقهن، واستمرار العمل من أجل عالم أكثر عدلاً وأمانًا للجميع.。
الخطوة التالية