عُقد مؤخرًا حفل موسيقي للفنان النيجيري الشاب أحمد أولولاد المعروف باسم أساكي، في ساحة O2 الشهيرة بلندن. هذا الحدث كان بمثابة تجربة مذهلة لم تشمل فقط الموسيقى المبهجة ولكن أيضًا تفاعل جماهيري غير عادي وأجواء ثقافية غامرة. لكن أحد أبرز الحضور، رينو أوموكري، وهو مساعد سابق لرئيس نيجيريا وقيادي في حزب الشعب الديمقراطي، أعرب عن أفكاره وتأملاته العميقة بعد حضوره لهذا الحفل. أوموكري بدأ حديثه بشغف حول الأداء المذهل الذي قدّمته أساكي، حيث وصفه بأنه كان يعبّر عن الأصالة والهوية الثقافية. لقد كان لحظة استثنائية، إذ تألق أساكي بأغانيه التي تندمج فيها الإيقاعات النيجيرية التقليدية مع التأثيرات الحديثة، مما جعله نجمًا متألقًا في سماء الفن النيجيري. يرى أوموكري أن ما يميز أساكي هو اعتزازه بهويته الثقافية، حيث احتضن إرثه اليوروبا بكل فخر، وجذب الجمهور بكلماته وموسيقاه التي تعكس عمق الثقافة الأفريقية. شارك أوموكري على وسائل التواصل الاجتماعي انطباعاته، مؤكدًا أن الحضور في الحفل كان متنوعًا، حيث تجمع فيه أناس من جميع أنحاء العالم، كلهم جاءوا للاستمتاع بالأغاني التي كانت، بحسب تعبيره، "بلا اعتذار" تحمل روح الثقافات النيجيرية. جملة واحدة أثارت تفكيره كانت "أساكي جعلني أفكر". فهو يرى أن نجاح أساكي هو جزء من مسيرة أكبر تتمثل في صعود الفنانين النيجيريين مثل ديفيدو وويزيد، الذين حققوا أيضًا شهرة عالمية مع الحفاظ على جذورهم الثقافية. هذا النجاح يعكس مثابرة هؤلاء الفنانين الذين نشأوا في ظروف قد تكون متواضعة، لكنهم استطاعوا التفوق على التحديات بفضل مهاراتهم وعملهم الجاد. أوموكري أشار إلى أن سِر نجاحهم هو قدرتهم على التمسك بثقافتهم ولغتهم، والتقدم في مسيرتهم الفنية دون التخلي عن هويتهم. أثناء استعراضه لحفل أساكي، أشار أوموكري أيضًا إلى دور منطقة لاغوس، والتي تعتبر مركزًا اقتصاديًا وثقافيًا في نيجيريا. وذكر أن لاغوس، التي يهيمن عليها شعب اليوروبا، تمثل واحدة من أكثر المناطق سلامًا وتقدمًا في البلاد، مما يساهم في تحفيز الابتكار والإبداع. وأكد أن لاغوس تسهم بأكثر من 30% من الناتج المحلي الإجمالي لنيجيريا رغم كونها تستضيف أقل من 10% من إجمالي السكان. هذه التصريحات تلقي الضوء على أهمية الثقافة والفن في تشكيل الهوية الوطنية وتعزيز الوحدة بين مختلف الأجناس في نيجيريا. كما أن النجاح الذي حققه الفنانون مثل أساكي يعتبر تجسيدًا لموهبة وكفاءة الشعب النيجيري. في تغريدته، قال أوموكري: "الجمهور في O2 Arena هذا الأحد الماضي كان متعدد الأعراق، لكن الموسيقى كانت بوضوح يوروبية، وكان الجميع يستمتعون بها." هذا المعنى العميق للفخر الثقافي يعكس التقدير المتزايد للموسيقى الأفريقية على الساحة العالمية، ويظهر كيف يمكن للفن أن يكون جسرًا للتواصل بين الشعوب والثقافات المختلفة. لعب أساكي دورًا محوريًا في تسليط الضوء على التراث الثقافي النيجيري، حيث أن أغانيه قد حفرت مكاناً في قلوب الجماهير، سواء داخل نيجيريا أو خارجها. ويُظهر تركيزه على الثقافة النيجيرية أنه يمكن للفن أن يتجاوز الحدود، ليصل إلى قلوب الناس من جميع الجنسيات. أوموكري لم يكن وحده في إعجابه بأساكي والحفل، بل كانت هناك الكثير من التعليقات الإيجابية من الجماهير التي شهدت الأداء الرائع. ويعتبر تجمع عدد كبير من المعجبين في مكان واحد دليلاً على قوة الفنون في توحيد الناس وإلهامهم. إن تجربة أوموكري في حضور هذا الحدث ليست مجرد ذكريات عابرة، بل هي دعوة للتفكير في أهمية الثقافة والفن في حياتنا. فقد برزت الرسالة القوية التي تحملها أغاني أساكي كمثال على تحقيق الحلم والنجاح دون التخلي عن الهوية. ختامًا، يجب أن نُدرك أن نجاح أساكي وزملائه هو إشعار لنا بأهمية فهم واحترام ثقافاتنا. الموسيقى والفن هما من الأدوات القوية التي تساهم في تعزيز الهوية وبناء المجتمعات. وما قدمه أساكي في حفل O2 Arena ليس فقط إنجازًا شخصيًا ولكن أيضًا احتفالًا بالثقافة النيجيرية التي تصلح كمرجع للأجيال القادمة.。
الخطوة التالية