في خطوة جريئة مزجت بين السياسة والتجارة، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن إطلاق مجموعة جديدة من الساعات الفاخرة التي تحمل اسمه خلال حملته الانتخابية لعام 2024. هذه الخطوة تأتي كجزء من استراتيجيته المعروفة في ربط مشاريعه التجارية بأعماله السياسية، حيث يسعى ترامب إلى تعزيز علامته التجارية من خلال تقديم منتجات تحمل طابع الرفاهية. تتكون مجموعة "ساعة ترامب الرسمية" من عدة نماذج، بما في ذلك نموذج فاخر مزين بـ 122 ماسة على الحافة، يصل سعره إلى 100,000 دولار. في حين يمكن للراغبين في الحصول على ساعة بأسعار أقل شراء نموذج "Fight Fight Fight" بسعر 499 دولارًا. إن هذا التناقض الواضح في الأسعار يعكس محاولة ترامب للوصول إلى شريحة أوسع من الجمهور، بدءًا من الأثرياء الباحثين عن الفخامة إلى المؤيدين الذين يرغبون في شراء منتج يحمل علامة ترامب بأسعار معقولة. خطوة إطلاق مجموعة الساعات هذه تأتي في وقت حساس، حيث تبعد نحو 40 يومًا فقط عن موعد الانتخابات. قد يُنظر إلى هذا التحرك على أنه فرصة لاستقطاب المزيد من المؤيدين، ولكن في الوقت نفسه، قد يحمل مخاطر كبيرة بخصوص الانتقادات حول تساؤلات تتعلق بجدوى استغلال الحملة الانتخابية لتحقيق مكاسب تجارية. وخصوصًا مع تزايد الانتقادات الموجهة لترامب وخصمه، نائب الرئيس كامالا هاريس، حول الافتقار للتواصل مع التحديات الاقتصادية التي تواجه الأمريكيين اليوم. لطالما عُرف ترامب بتسويق مجموعة متنوعة من المنتجات، مثل الكتب والصور والمنتجات الرقمية، وحتى العملات المشفرة، منذ بداية حملته الانتخابية لعام 2024. وفي كل مرة، يظهر كجزء من استراتيجيته للتواصل مع قاعدته الجماهيرية، معتمدًا على اسم ترامب الذي يحمل وزنه في عالم الأعمال. على الرغم من أن المواقع التي تروج للساعات توضح أن العائدات من مبيعات هذه المنتجات لا تصب مباشرة في مصلحة ترامب أو حملته، إلا أن الإشارة إلى وجود "اتفاقية ترخيص مدفوعة" تثير جميع أنواع التساؤلات حول شفافية عمليات البيع. هذه الآلية تذكرنا بالتسييل المسبق الذي أجرته ترامب في مجالات مختلفة، حيث يعتبر ترخيص اسمه وصورته نمطًا شائعًا في سلوكه التجاري. وفي الآونة الأخيرة، تم الإعلان عن بيع عملات فضية بقيمة 100 دولار تحمل صورة ترامب، وكذلك الكتاب المقدس "God Bless the USA" بسعر 59.99 دولاراً، المستوحى من أغنية لي غرينوود الشهيرة، التي تمثل رمزًا للوطنية بالنسبة للعديد من الأمريكيين. وليس بعيدًا عن عالم الموضة، فقد استغل ترامب كذلك الأحداث مثل "Sneaker Con" لعرض أحذية تحمل علامته التجارية، حيث تم عرض زوج من الأحذية عالية اللمعان بسعر 399 دولارًا. هذه الأحذية، التي سُمّيت "Never Surrender High-Tops"، تعكس روح التحدي التي يسعى ترامب لتمثيلها خلال حملته. بالإضافة إلى ذلك، طرح ترامب مجموعة من الرموز غير القابلة للاستبدال (NFT) العام الماضي، والتي جلبت له عائدات تتراوح بين 100,000 إلى 1 مليون دولار. تمثل هذه الرموز تمثيلات كرتونية له في أدوار مختلفة مثل رائد فضاء ومزارع بقر، مما يعكس الجانب الإبداعي في تسويقه. من الواضح أن ترامب يمضي قدمًا في استخدام كل الوسائل الممكنة لتعزيز علامته التجارية ودعم حملته الانتخابية. ولكن في الوقت نفسه، يحبذ أن يكون المعجبون والمتابعون على علم بكيفية استغلال اسمه ومكانته لتحقيق مكاسب تجارية. فقد تم إطلاق طريقة جديدة للبيع والتحصيل، حيث تُظهر المنتجات أنها مصممة كقطع تذكارية يرغب الناس في اقتنائها لأغراض شخصية، وليس كاستثمارات. ومع اقتراب الانتخابات، تزداد الضغوط على ترامب. حيث تم تقليص أو حتى إلغاء عدد من الفعاليات الانتخابية التي كانت مبرمجة، مما قد يثير القلق بين مؤيديه حول قوته وانتمائه في الساحة السياسية. ومع ذلك، يبدو أن خروج ترامب عن الأشكال التقليدية للحملات الانتخابية قد يجذب اهتمامًا غير مسبوق حتى بين المعارضين. في النهاية، تبقى تساؤلات قائمة حول مصير مشروعه الجديد في الوقت الذي تدور فيه رحى الانتخابات. هل ستحقق الساعات الفاخرة النجاح الذي يسعى إليه ترامب؟ أم ستكون مجرد كتلة من الجدل السياسي والاقتصادي في وقت حساس بالنسبة له وللولايات المتحدة ككل؟ في أي حال، يستمر ترامب في إعادة تشكيل المشهد الانتخابي بطرق غير تقليدية تأسر انتباه العالم.。
الخطوة التالية