في قلب جنوب فلوريدا، حيث تتلاقى الثقافات وتتداخل الهويات، تبرز مجموعة فريدة من النساء اللاتي يتكنى بفخر بلقب "أفرو-لاتيناس". هؤلاء النساء، اللواتي ينتمين إلى جذور إفريقية ولاتينية، يجسدن مزيجًا غنيًا من التقاليد والتراث والألوان. ومع دخول شهر التراث الإسباني، تتجلى قصصهن وأصواتهن بشكل أكبر، مما يعكس تنوع وتراث المجتمعات في هذه المنطقة الحيوية. تتمتع كل من بريندا موسquera وشقيقتها التوأم تاتيانا بقصة جميلة تحكي عن هذا التراث المشرق. رغم أن مظهرهما قد يعتقد البعض أنه يتوافق مع الهوية الإفريقية الأمريكية، إلا أن الواقع هو أكثر تعقيدًا وغنىً. تفتخر بريندا بتعريف نفسها كأفرو-لاتينية، مستشهدة بالتجارب التي مرت بها والتي شكلت هويتها. وتقول: "عندما يعرف الناس أنني أفرو-لاتينية، تكون ردود الفعل مثيرة. الكثيرون يتفاجؤون، وهذا يؤكد أن التنوع ليس فقط في الألوان، بل في الثقافات والتاريخ أيضًا." تتمثل تجربة بريندا وتاتيانا في حدث بارز يحل في شهر سبتمبر من كل عام، وهو شهر التراث الإسباني. يحتفل هذا الشهر بالمساهمات الثقافية والتاريخية للمجتمعات اللاتينية في الولايات المتحدة. وتقوم العديد من الفعاليات والمعارض بتنظيم أنشطة تسلط الضوء على التراث الأفرو-لاتيني. حيث تتناول الفعاليات فنونًا ومسابقات موسيقية ورقصات تقليدية، مما يعزز الفخر بالهوية. تعتبر الثقافة الأفرو-لاتينية مزيجًا مذهلاً من التأثيرات. فهي تعكس التقاليد الإفريقية، وتاريخ المستعمرات الإسبانية، والعادات اللاتينية. ومع ذلك، لا يزال يتعين على الكثيرين مواجهة التحديات والتحيزات المرتبطة بهذا التنوع. تعبر بريندا عن هذه التحديات بقولها: "غالبًا ما أجد نفسي في مواقف حيث يُفترض أن تكون هويتي واحدة فقط. ولكنني أؤمن بأن هويتي تتكون من عدة جوانب." من الجانب الآخر، تاتيانا تضيف: "إن وجودنا هنا في جنوب فلوريدا يعطينا فرصة لعرض هذا التنوع. نحن نعيش في منطقة غنية بالثقافات، وهذا يمكننا من الاحتفال بتراثنا بشكل يومي." تمثل قصص بريندا وتاتيانا جزءًا من حراك أكبر نحو الاعتراف بالثقافات الأفرو-لاتينية في المجتمع. وفي السنوات الأخيرة، تمكنت الأفرو-لاتينيات من تحقيق المزيد من الأضواء في مختلف المجالات، من الفن إلى السياسة. حيث يتمتعن بموهبة غير عادية في التعبير عن هويتهن وتجاربهن. يتمثل جزء من هذا الحراك في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كمنصة لرفع صوت الأفرو-لاتينيات. هناك العديد من المؤثرات النسائية اللاتي يشاركن قصصهن، مما يسهم في خلق مجتمع يدعم بعضه البعض. وهذا يتجلى في الحملات على مختلف المنصات التي تهدف إلى توعية الآخرين بالتراث والثقافة الأفرو-لاتينية. في ختام الحديث، تتغنى بريندا وتاتيانا بفخر بلونهما ولغتهما وتراثهما. تقول بريندا: "كل واحدة منا تساهم في تشكيل الهوية الأفرو-لاتينية. وهذا ما يجعلنا فريدات. إننا هنا لنؤكد أن هويتنا ليست عبارة عن مزيج من الثقافات، بل هي هوية قائمة بحد ذاتها." تستمر هذه الاحتفالات والتراث في تعزيز الفخر والانتماء بين الأفرو-لاتينيات. إنه وقت للاعتزاز بجذورهن ولخلق مستقبل مشرق. في النهاية، تمثل قصتهن قصة معبرة عن الهوية ومكافحة التمييز، ورسالة أمل لكل من يسعى للاحتفال بتنوعه وتاريخه.。
الخطوة التالية