في صباح يوم الجمعة، اختتمت مؤشرات البورصة الأمريكية الأسبوع الماضي وشهر أغسطس بأداء إيجابي، وهي نتيجة مثيرة للإعجاب بالنظر إلى الانخفاض الحاد الذي شهدته المؤشرات في بداية الشهر، والذي أطلق عليه "الاثنين الأسود" لعام 2024. غمرت الأسواق حالة من القلق بعد أن احتدّت المخاوف من الركود الاقتصادي نتيجة لتقرير الوظائف غير الزراعية لشهر يوليو، مما دفع مؤشر S&P 500 إلى الانخفاض بنسبة 3% في الخامس من أغسطس. على الرغم من هذه البداية المثيرة للقلق، استمر تفاؤل السوق خلال بقية الشهر. فقد ساعدت البيانات الاقتصادية المتعاقبة بشأن التضخم ومبيعات التجزئة في تقليل هذه المخاوف، وقدم الاحتياطي الفيدرالي إشارات تفيد بأنه مستعد لتخفيف أسعار الفائدة، مما شجع المستثمرين على العودة إلى السوق. كان الأضواء مسلطة هذا الأسبوع على نتائج شركة نفيديا، عملاق صناعة الرقائق، التي أثبتت أن الاهتمام بالذكاء الاصطناعي لا يزال مستمرًا بقوة. فقد أعلنت الشركة عن تحقيق إيرادات أكثر من الضعف في ربع السنة الماضي، مما يعكس الطلب الهائل على منتجاتها. ومع ذلك، فإن التوقعات المستقبلية التي أعلنت عنها الشركة لم تُرضِ توقعات السوق العالية، مما تسبب في انخفاض سعر أسهمها. خلال هذا الأسبوع، ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 0.2%، بينما شهد مؤشر داو جونز ارتفاعًا قدره 0.9%. بالمقابل، انخفض مؤشر ناسداك المركب الذي يضم الكثير من شركات التكنولوجيا بنسبة 0.9%. هذا التباين في الأداء يُظهر كيف أن مختلف القطاعات تستجيب لأخبار السوق. إحدى القصص البارزة هذا الأسبوع كانت تصريحات مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، التي اعتبر بها أنه كان من الخاطئ أن تPressure الإدارة الأمريكية شركة ميتا لمراقبة وتقييد المحتوى المتعلق بكوفيد-19 في عام 2021. وأكد زوكربيرغ أنه لن يغض الطرف عن ضغوطات أي إدارة إذا اتكرر هذا الموقف في المستقبل. في خبر آخر، انتهت حرب المزايدة على باراماونت غلوبال عندما قرر إدغار برونفمان جونيور التخلي عن سعيه للاستحواذ على الاستوديو الشهير. يمثل هذا القرار نهاية مثيرة حيث انتصر تحالف سكيدانيس ميديا، والذي من المتوقع أن يتم الاستحواذ عليه في النصف الأول من عام 2025. على جانب الشركات، شهدت شركة فورد انقضاضًا على برامج التنوع والاندماج الخاصة بها، مما يعكس الاتجاه السائد في قطاعات كثيرة من الاقتصاد الأمريكي للامتثال لضغوط سياسية واجتماعية. تأتي هذه التغييرات بعد أن قامت عدة شركات أمريكية بإعادة النظر في سياساتها في هذا المجال. شهدت Berkshire Hathaway، شركة وارن بافيت، لحظة تاريخية هذا الأسبوع حيث أصبحت أول شركة غير تكنولوجيا تصل قيمتها السوقية إلى تريليون دولار. جاء هذا الإنجاز بعد ارتفاع قيمة أسهم الشركة بنسبة تصل إلى 31% هذا العام. من جهة أخرى، كان للعناوين ذات الصلة بالأسهم تأثيرات غير متوقعة، حيث شهدت أسهم شركة Super Micro Computer انخفاضًا بنسبة 19% بعد أن أعلنت الشركة عن تأخير ملف التقرير السنوي في وقت حساس، مما أدى إلى إقبال المستثمرين على البيع. الأداء العام للسوق كان مختلطًا. حيث شهدت القطاعات المختلفة تباينًا في النتائج. قفزت أسهم المستهلكين بمعدل 0.8%، بينما انخفضت أسهم قطاع التكنولوجيا بنسبة 1.5%. كانت هناك أيضًا تحركات مثيرة في سوق السلع، حيث انخفضت أسعار النفط بنسبة 1.6%، بينما ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي بنسبة 6.1%. على الرغم من الضغوط التي واجهتها بعض الشركات، لا يزال هناك دلائل على التفاؤل. حققت العديد من الأسهم الكبرى أداءً جيدًا، بما في ذلك Best Buy، التي ارتفعت أسهمها بنسبة 14%. في المقابل، شهدت أسهم Dollar General انخفاضًا كبيرًا بنسبة 33%، مما يعكس التحديات المالية التي تواجهها. تنتهي الأسبوع في جو من الحذر، حيث يتطلع المستثمرون إلى الأخبار والتقارير الاقتصادية التي ستظهر الأسبوع المقبل. إن المشهد الاقتصادي العام ينذر بالتحديات والفرص، مع وجود توجهات واضحة نحو الابتكار في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية. مع اقتراب نهاية شهر أغسطس، يتجاوز أداء الأسهم المخاوف الأولية التي اجتاحت السوق، مما يوفر أرضية ملائمة للانتعاش في الأشهر القادمة. إن استمرار التركيز على الابتكار والاحتياطات المالية ستحدد مسار السوق في المستقبل القريب. حاليًا، تظل الأنظار متجهة نحو الاقتصاد الكلي وتوجهات السوق العالمية، في ظل تواصل الأحداث السياسية والاقتصادية التي قد تؤثر بشكل كبير على الأداء العام. إجمالًا، يبقى السؤال الملح الذي يطرحه المستثمرون هو: ماذا يحمل الأسبوع المقبل من فرص وتغيرات في السوق؟。
الخطوة التالية