تراجعت سوق الأسهم الأسترالية (ASX) في نهاية تداولات، الأربعاء، حيث شهدت الأسواق الآسيوية انخفاضًا بعد أن أغلقت وول ستريت على نتائج مختلطة. كانت النقاشات المتعلقة بالاقتصاد هي المحور الرئيسي في مناظرة الانتخابات الرئاسية الأمريكية بين نائب الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب، مما ألقى بظلاله على الأسواق المالية. في تفاصيل السوق، أغلقت مؤشرات س&P/ASX 200 على انخفاض بنسبة 0.3% لتصل إلى 7,987.9 نقطة. كما لم يشهد الدولار الأسترالي أي تغير ملحوظ، حيث استقر عند 67 سنت أمريكي. بينما كان المراقبون يتابعون نتائج النقاش الرئاسي في الولايات المتحدة، كانت الأعين تتجه نحو احتمالات خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. تشير التقارير المنتظرة التي ستصدر هذا الأسبوع حول التضخم إلى تأثير كبير قد يحدد حجم التخفيضات المتوقعة في أسعار الفائدة. يتوقع الاقتصاديون أن يظهر تقرير التضخم الأخير زيادة بنسبة 2.6% في أسعار المستهلكين في أغسطس مقارنة بالعام السابق، وهو تراجع عن معدل التضخم في يوليو والذي بلغ 2.9%. في سياق متصل، ناقشت كامالا هاريس ودونالد ترامب الأسئلة الاقتصادية الحيوية التي تواجه الناخبين الأمريكيين في ظل أجواء من التضخم المرتفع خلال المناظرة. قدمت هاريس وعودًا لزيادة معدل الضريبة على الشركات، بينما اقترح ترامب تخفيضًا كبيرًا لمعدل الضريبة ليصل إلى 15% بدلاً من 21%. وكانت القضايا الاقتصادية مركز النقاش نظرًا لقرب موعد الانتخابات المقررة في الخامس من نوفمبر. لم يكن هذا التوجه محددًا فقط في الحملات الانتخابية، بل كان له أيضًا تداعيات على الأسواق العالمية. استمرّت الأسواق في مراقبة تأثير سياسة ترامب التجارية على العلاقات الاقتصادية مع الصين، حيث سبق له أن فرض رسوماً جمركية على الواردات الصينية، مما أطلق ما أطلق عليه "الحرب التجارية". أشارت تحليلات البنك الكومنولث الأسترالي إلى أن تبعات هذه الرسوم ما زالت تؤثر على التجارة الأمريكية مع الصين. في شركات كبرى أخرى، قوبلت أسهم "ستاربكس" بتحركات إيجابية بعد أن أشار الرئيس التنفيذي الجديد براين نيكول إلى خططهم لاستعادة مجد الشركة السابق، حيث كان لديه انتقادات تتعلق بفقدان "السحر" الذي كان يجذب العملاء إلى محلات ستاربكس، خاصة في الولايات المتحدة. وعلى صعيد شركات التكنولوجيا، شهدت أسهم "نكس دي سي" تراجعًا بعد إعلانها عن جمع رأس المال، حيث أعلنت الشركة أنها ستجمع 750 مليون دولار أسترالي من خلال تخصيص الأسهم، مما أثار قلق المستثمرين حول مستقبلها في ظل المنافسة المتزايدة. في جانب العملات الرقمية، شهدت عملة البيتكوين انخفاضًا طفيفًا حيث تراجعت بنسبة 2.1% لتصل إلى 56,394.1 دولار. جاءت هذه الانخفاضات في ظل المناقشات السياسية والاقتصادية التي تركزت كثيرًا على الانتخابات الأمريكية، حيث أظهرت التقارير أن ما يقرب من نصف التمويل المقدم لحملة الانتخابات الحالية جاء من مؤيدي العملات الرقمية. ووسط هذه الأجواء السياسية والاقتصادية، أكدت الهيئة الاسترالية للمعاشات التقاعدية "هيستا" على أنها تراسل الشركات المدرجة في ASX300، داعية إياها لأن تأخذ خطوات أكبر تجاه تغير المناخ والمساواة بين الجنسين. كانت أيضًا تعليقات مساعد حاكم الاحتياطي الأسترالي، سارة هانتر، لافتة للنظر في منتدى بارينوجي الاقتصادي. حيث توقعت هانتر أن يرتفع معدل البطالة بعد أن أشارت التقديرات إلى أن سوق العمل الأسترالية لا تزال في مستوى يفوق معدل التوظيف الكامل، مما يعني أن هناك تعديلًا مطلوبًا في الطلب والعرض في سوق العمل. مع تزايد المخاوف من الركود المحتمل في الولايات المتحدة، تواصلت تأثيرات هذه الديناميات الاقتصادية المتقلبة على أسواق الأسهم في جميع أنحاء العالم. الأسواق الأوروبية لم تكن استثناءً، حيث هبطت الأسهم الأوروبية في جلستها، متأثرة بانخفاض أسعار النفط والمخاوف بشأن قوة الطلب في الصين وأوروبا، مما زاد من شعور الاحتراز بين المستثمرين. في المجمل، تجسد هذه الأوضاع الاقتصادية والسياسية المشهد الحالي الذي تمر به الأسواق العالمية، والتي تعكس الاحتدام في المنافسة للسيطرة على الاقتصاد والتحديات المستمرة التي تواجه الدول في الحفاظ على استقرارها الاقتصادي. لطالما كانت الانتخابات الأمريكية تحمل تأثيرًا كبيرًا على السوق العالمية، ولا يختلف هذا العام، خاصة مع تزايد المخاوف بشأن التضخم وأسعار الفائدة. مع اقتراب موعد الانتخابات، من المتوقع أن تستمر الأسواق في التحرك متأثرة بالتطورات السياسية والاقتصادية. وفي حين يبدو أن هناك انقسامات واضحة بين الخطط الاقتصادية لكلا المرشحين، يبقى التركيز على كيفية تأثير هذه الخطط على الحياة اليومية للناس، وإلى أين ستقود هذه السياسات الاقتصاد الأمريكي، ومن ثم الاقتصاد العالمي.。
الخطوة التالية