في خطوة تشهد على تعزيز مكانة الولايات المتحدة في عالم التكنولوجيا الحديثة، أدلت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، بتصريحات قوية تعهدت من خلالها بأن تعمل الحكومة الأمريكية على تحقيق الهيمنة في تكنولوجيا البلوكشين. جاءت هذه التصريحات خلال مؤتمر تكنولوجي كبير حول الابتكارات الرقمية، حيث أجرت هاريس مناقشات مع قادة الصناعة والخبراء في مجال العملات الرقمية. تعتبر تقنية البلوكشين من أهم الابتكارات التكنولوجية في القرن الواحد والعشرين، حيث تتيح إمكانية تخزين البيانات بطريقة آمنة وشفافة، مما يجعلها تقنية أساسية للكثير من التطبيقات، بدءًا من العملات الرقمية مثل البيتكوين والإيثريوم، وصولاً إلى التطبيقات المتعلقة بالعقود الذكية وسلاسل الإمداد. في كلمتها، أوضحت هاريس أن الولايات المتحدة يجب أن تلعب دورًا رياديًا في هذا المجال، مضيفة أن الابتكارات في تقنيات البلوكشين ستساهم في تعزيز الاقتصاد الأمريكي وتوفير فرص عمل جديدة. وأكدت على أهمية الاستثمار في البحث والتطوير في هذا القطاع، معتبرةً أن الابتكارات المستقبلية ستكون عنصراً أساسياً لتحفيز النمو في العديد من القطاعات الاقتصادية. كما تناولت هاريس التحديات التي تواجه الحكومة الأمريكية في تبني تقنيات البلوكشين، بما في ذلك الحاجة إلى وضع إطار تنظيمي واضح يضمن حماية المستهلكين ويعزز من الشفافية في المعاملات. هذا الإطار، بحسب هاريس، يجب أن يوازن بين تشجيع الابتكار والحفاظ على الأمن الوطني. تعتبر التصريحات الأخيرة لهاريس تعبيرًا عن انفتاح الإدارة الأمريكية على تبني التكنولوجيات الحديثة، وهي تأتي في وقت تشهد فيه السوق المالية العالمية اهتمامًا متزايدًا بتقنيات البلوكشين. في الفترة الأخيرة، قامت العديد من الدول والشركات الكبرى بإطلاق مشاريع مدعومة بتقنية البلوكشين، مما زاد من الضغط على الولايات المتحدة لتعزيز قدراتها التكنولوجية في هذا المجال. أشارت هاريس أيضًا إلى أهمية التعاون مع القطاع الخاص لتطوير هذه التكنولوجيا. حيث تسعى الحكومة الأمريكية إلى أن تكون شريكًا فعالًا مع الشركات الناشئة والمبتكرين في مجال البلوكشين. وذكرت أن هناك حاجة ملحة لتطوير بيئة تنظيمية تدعم الابتكار دون أن تعيق النمو، مشددةً على أهمية الحوار بين القطاعين العام والخاص لتحقيق هذا الهدف. وانتقدت هاريس في مناسبات سابقة بعض السياسات التي قد تؤثر سلبًا على تطوير تقنيات البلوكشين، معتبرةً أن بعض القوانين الحالية قد تكون عائقًا أمام الابتكار. وفي ظل هذا الإطار، تعتزم الإدارة الأمريكية إجراء مراجعة شاملة للتشريعات المتعلقة بالتكنولوجيا المالية لضمان أنها تتماشى مع التوجهات العالمية الحديثة. الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة ليست الدولة الوحيدة التي تحاول تعزيز قدراتها في مجال البلوكشين. فقد اتجهت العديد من الحكومات العالمية، بما في ذلك دول مثل الصين واليابان، لوضع استراتيجيات طموحة للاستفادة من هذه التكنولوجيا. ومع تزايد المنافسة الدولية، يبدو أن هاريس تدعو إلى ضرورة التصدي لهذا التحدي والحرص على أن تظل الولايات المتحدة في مقدمة هذا المجال التكنولوجي المهم. كما نظرت هاريس إلى دور الجامعات ومراكز البحث العلمي في تطوير البلوكشين، مشيرةً إلى أهمية التعليم والبحث كعنصرين أساسيين في تحقيق التقدم في هذا القطاع. وقدمت دعمها للبرامج التعليمية والتدريبية التي تركز على تعليم الطلاب حول تقنيات البلوكشين والابتكارات الرقمية، ما سيعزز من مهارات الجيل القادم ويدفع عجلة الابتكار. وفي الختام، تعكس تصريحات كامالا هاريس التزام الحكومة الأمريكية بتحقيق مكانة ريادية في مجال تكنولوجيا البلوكشين، الأمر الذي قد يفتح آفاقًا جديدة للتطور الاقتصادي والاجتماعي في البلاد. ومع انطلاق هذه المبادرات، من المتوقع أن تواجه الإدارة تحديات متعددة، ولكن الأمل يبقى قائمًا في أن تصبح الولايات المتحدة مركزًا عالميًا للابتكار في هذا المجال، ما سيساهم في تحسين اقتصاد البلاد وتعزيز موقعها في المنافسة الدولية.。
الخطوة التالية