في تطور مثير في عالم العملات الرقمية، أشار المحلل في Bloomberg Intelligence، جيمس سايفارت، إلى أن الموقف الداعم لعملات البيتكوين من قبل الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، لعب دورًا مهمًا في الموافقة المفاجئة على صناديق تبادل ETFs الخاصة بإيثيريوم. وقد أجرى سايفارت مقابلة مع "أكاديمية BitLab"، حيث ناقش العوامل السياسية والاقتصادية التي ساهمت في هذا القرار. من الجدير بالذكر أن الموافقة على صناديق ETFs الخاصة بإيثيريوم، التي كانت تعتبر خطوة جريئة من هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC)، جاء في وقت كان يُعتقد فيه أن مثل هذه الموافقات ستواجه صعوبات جمة. سايفارت أشار إلى أن الدعم الذي تتلقاه العملات الرقمية من بعض الشخصيات السياسية، بما في ذلك ترامب، يساهم في تشكيل البيئة السياسية حول هذه العملات. علاوة على ذلك، أوضح سايفارت أن هناك دعمًا ثنائي الحزب (Republican وDemocrat) للسياسات القانونية المؤيدة للعملات الرقمية. وهذا الدعم يعكس تحولًا في كيفية رؤية التُجار وصانعي القرار للعملات الرقمية ككتلة تصويتية مهمة، وهو ما من المحتمل أن يعجل من الموافقات المستقبلية على صناديق ETFs أخرى. وقال سايفارت: "كان هناك صمت راديوي… ثم فجأة، تغيرت المشهد بالكامل". وهذه العبارة تبرز كيف أن المفاجآت في الأسواق المالية غالبًا ما تكون نتيجة لتغييرات مفاجئة في السياسات أو في التصرفات القانونية الكبرى. وعلى الرغم من هذه الموافقة المثيرة، أشار سايفارت إلى أن هناك تحديات مطروحة أمام أي صناديق ETFs جديدة، مثل الصندوق الخاص بعملة سولانا، الذي يُعتقد أنه سيواجه صعوبات كبيرة في الحصول على الموافقة في المستقبل القريب. لكنه أضاف أن هذه القواعد ستتغير مع مرور الوقت. وبالنظر إلى المستقبل، توقع سايفارت ظهور المزيد من منتجات ETFs الخاصة بالعملات الرقمية، بما في ذلك صناديق مؤشرات مصنفة حسب القيمة السوقية لكل من البيتكوين وإيثيريوم. ومع ذلك، أشار إلى ضرورة الانتظار لبعض الوقت، حيث أن النظام الرقابي لا يزال بحاجة إلى التكيف مع التغييرات السريعة في مجال المالية الرقمية. ومن الجدير بالذكر أن هناك اهتمامًا متزايدًا من قبل المؤسسات في استخدام إيثيريوم كفئة أصول مؤسسية، وهو ما سيتم مناقشته بعمق في حدث "مستقبل الأصول الرقمية" الذي سيُعقد في 19 نوفمبر. هذا الحدث سيسلط الضوء على أهمية إيثيريوم في الأسواق المالية وكيف يمكن أن تتطور الأطر التنظيمية لدعمه كمصدر استثماري رئيسي. أما فيما يتعلق بالشأن السياسي، فقد أكد المحلل أن النفوذ المتزايد للصناعة الرقمية في الوسط السياسي يمكن أن يؤدي إلى تغييرات تنظيمية أسرع، خصوصًا إذا تغيرت إدارة البيت الأبيض في الانتخابات المقبلة. لكن سايفارت حذر من أن أي تغييرات جوهرية ستستغرق وقتًا بسبب تعقيدات تعيين قيادات جديدة للأجهزة الحكومية وتشريع القوانين الجديدة. تجدر الإشارة إلى أن التأثير الكبير للعملات الرقمية على السياسة الأمريكية يمكن أن يعكس أيضًا التوترات المتزايدة بين الجهات التنظيمية في الولايات الأمريكية المختلفة حول كيفية التعامل مع هذه الأصول. فبينما تتبنى بعض الدول مواقف أكثر ليبرالية تجاه تنظيم العملات الرقمية، تبقى دول أخرى تفرض قيودًا صارمة. في ختام المقال، يتبين أن المشهد حول العملات الرقمية، وخاصة إيثيريوم، يتطور بسرعة، وأن التأثير السياسي، بما في ذلك مواقف الأفراد المؤثرين مثل ترامب، يمكن أن يكون له آثار بعيدة المدى على كيفية تعامل الأسواق والهيئات التنظيمية مع العملات الرقمية. ومن الواضح أن الفترة القادمة ستشهد مزيدًا من الإثارة والتغيرات في هذا المجال، مما يستدعي من المستثمرين والمتابعين في هذا القطاع البقاء على اطلاع دائم بالتطورات.。
الخطوة التالية