انضم "أنطوني سكaramucci"، المعروف بلقب "ذا موش"، إلى قائمة الضيوف الذين اختارتهم نائبة الرئيس "كامالا هاريس" لحضور مناظرة الليلة. لم يكن اختيار "ذا موش" محض صدفة، بل هو جزء من استراتيجية هاريس لتسليط الضوء على الأفراد الذين كانوا جزءًا من إدارة الرئيس السابق "دونالد ترامب"، لكنهم الآن ينظرون إلى الأمور من منظور مختلف. لقد تحول سكaramucci من مؤيد لترامب إلى ناقد صارم له، وهذا التغيير يعكس قلقًا متزايدًا بشأن الاتجاه الذي تسير فيه البلاد. في عام 2017، شغل سكaramucci منصب مدير الاتصالات للبيت الأبيض، ولكن استمراره في هذا المنصب لم يكن طويلاً، إذ تم إنهاء خدماته بعد عشرة أيام فقط عبر تغريدة على تويتر من ترامب. ورغم أن رحيله قد يبدو كفشل، إلا أن سكaramucci أشار مؤخرًا إلى أن هذه التجربة كانت بمثابة نقطة تحول في حياته، مما أتاح له الفرصة لإعادة التفكير في مسيرته المهنية ودور السياسة في حياته. تحدث سكaramucci عن أهمية دعم هاريس في الانتخابات القادمة، حيث يعتقد أن البلاد بحاجة إلى تغيير جذري. أكد أنه مستعد للعمل في حملتها، سواء من خلال التبرعات المالية أو من خلال الظهور في وسائل الإعلام كمن advocate لقيم هاريس. خلال حديثه، انتقد سكaramucci بشدة سلوك كبار المسؤولين الجمهوريين الذين اختاروا الولاء لترامب على حساب المبادئ الديمقراطية. واعتبر أن هؤلاء الأفراد تخلوا عن مسؤولياتهم الوطنية من أجل الاحتفاظ بالسلطة الشخصية. لقد أشار إلى أنهم يسيرون في مسار يعرض القيم الديمقراطية للخطر، وهو أمر يبعث على القلق. رسم سكaramucci صورة قاتمة لما قد يحدث في حال انبعث ترامب مرة أخرى إلى السلطة. فقد وصف احتمالية أن تكون إدارته الثانية أكثر فوضوية من سابقتها، حيث قال إن ترامب يهتم بنفسه فقط، بينما يقضي وقته في اللعب للجولف ومشاهدة التلفاز. واعتبر أن وجود مجموعة من المتطرفين اليمينيين، الذين يسعون إلى فرض قيمهم على المجتمع، سيكون بمثابة توتر يهدد الديمقراطية الأمريكية. سكaramucci ليس فقط ناقدًا لترامب، بل يرى أيضًا أن هناك قوى خارجية تستفيد من الوضع الحالي، مثل روسيا. ولقد أشار إلى أن ترامب عندما يتحدث سلبًا عن البلاد، فإنه يساعد في نشر الفوضى والارتباك بين المواطنين، وهو ما يخدم مصالح أعداء أمريكا مثل "فلاديمير بوتين". وأكد أن هذا الأمر ينال من سمعة البلاد ويضر بتاريخ الأجيال السابقة. عندما يتحدث سكaramucci عن ترامب، تظهر له علامات واضحة تدل على الكذب، مثل "وضع الأكورديون". وقد نصح هاريس بعدم الانشغال بكشف أكاذيب ترامب، بل التركيز على المستقبل وما يمكن تحقيقه من تقدم للبلاد. كما أشار إلى أن أسلوب ترامب في الخطاب يجب ألا يُستدعَى مجددًا في السياسة. ومع ذلك، فإن ما يخيف سكaramucci أكثر هو تلك المجموعة من المواطنين الذين تدفقوا إلى الكابيتول في 6 يناير، بناءً على تحريض ترامب. فقد اكتسبوا اعتقادًا راسخًا بأن الانتخابات كانت مزورة، وهو ما قد يعيد نفسه إذا ما كان ترامب في مواجهة انتخابية جديدة. وفي رأي سكaramucci، فإن هذه الأفعال تشكل تهديدًا حقيقيًا للنظام الديمقراطي. كما أكد على أن هاريس إذا نجحت في الانتخابات، يجب أن تكون على استعداد للتعامل مع الانقسامات المحتملة. حيث قال إنه يجب على الحكومة الأمريكية أن تكون منظمة بشكل جيد، بالتعاون مع الجيش، لمنع أي نوع من الاضطرابات التي قد تنشأ نتيجة هزيمة محتملة لترامب، ومنع عودة أي نشاطات تتعارض مع الديمقراطية. يعتبر سكaramucci مثالًا حيًا على كيف يمكن أن تتغير الآراء السياسية بمرور الوقت. من خلال تجربته في إدارة ترامب، تعلم الكثير عن السياسة والسلطة والمخاطر التي يمكن أن تواجهها الدول عندما تضع السلطة في أيدي أشخاص غير ملتزمين بالمبادئ الديمقراطية. الأهم من ذلك، أنه يمثل جزءًا من حركة أوسع من السياسيين السابقين الذين بدأوا في مجال السياسة من جهة معينة، لكنهم أدركوا لاحقًا أن التوجهات السياسية الحالية لا تخدم تقدم البلاد. ختامًا، نجد أن وجهة نظر سكaramucci، على الرغم من خلفيته السابقة كأحد مؤيدي ترامب، تمثل تحولًا مهمًا في النقاش السياسي الأمريكي. من خلال دعمه لهاريس ونقده الحاد لترامب، يساهم "ذا موش" في إبراز أهمية المناقشة الناضجة والموضوعية حول مستقبل الديمقراطية الأمريكية. وفي الوقت الذي تتجه فيه البلاد نحو انتخابات حاسمة، يبدو أن الأصوات التي تعبر عن القلق من الكيفية التي تدار بها السياسة اليوم تلعب دورًا أكبر في تشكيل الرأي العام والمستقبل السياسي.。
الخطوة التالية