شهدت شبكة إيثريوم في الأيام الأخيرة زيادة كبيرة في رسوم الغاز، في حين تراجعت عدد العناوين النشطة إلى أدنى مستوياتها في السنة. فقد ارتفعت متوسط رسوم المعاملات إلى 3.52 دولار، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 314% عن المستوى الذي شهدته في بداية الشهر، عندما سجلت الرسوم أقل مستوى لها منذ أربع سنوات، حيث كانت حوالي 0.85 دولار. هذه الزيادة الحادة في رسوم الغاز جاءت بعد فترة طويلة شهدت فيها إيثريوم انخفاضاً في الرسوم، ما أثار تساؤلات حول الأسباب المتعلقة بهذا التحول السريع. رصد المحلل المعروف، كايلدووبس، هذا التطور عبر تويتر، لافتًا إلى أن متوسط الرسوم في شبكة إيثريوم قد تجاوز 3 دولارات لفترة من الوقت، مما أدى إلى زيادة كبيرة في كمية إيثريوم المحروق، حيث ارتفعت من 80 إيثريوم إلى 1,360 إيثريوم. على الرغم من الارتفاع في متوسط رسوم المعاملات، إلا أن عدد العناوين النشطة على شبكة إيثريوم شهد انخفاضًا ملحوظًا. فقد أظهرت البيانات من إيثيرسكان أن العدد انخفض إلى 385,000 عنوان نشط، وهو أدنى مستوى له منذ بداية العام. كما أشارت البيانات إلى أن متوسط العناوين النشطة خلال الأيام السبعة الماضية انخفض بنسبة 11% منذ بداية سبتمبر. هذه الديناميكية تشير إلى أن ارتفاع الرسوم قد يكون دافعًا وراء انخفاض عدد المستخدمين النشطين على الشبكة، حيث يسعى الكثيرون إلى بدائل أكثر تكلفة. يواجه إيثريوم ضغوطًا متزايدة، حيث قال متحدثون من عالم الكريبتو إن "لا أحد يحب إيثريوم الآن". تأتي هذه التغيرات في السياق الأوسع لسوق العملات الرقمية، حيث شهدت إيثريوم ارتفاعًا في أسعارها بلغ 14% خلال أسبوع، حيث تتداول حاليًا حول 2,646 دولار. ويعزى هذا الارتفاع جزئيًا إلى الإيجابية العامة في سوق الكريبتو بعد تخفيض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. تجدر الإشارة إلى أن الزيادة الكبيرة في رسوم المعاملات ترتبط بشكل رئيسي بالازدحام العام على الشبكة وارتفاع استهلاك الغاز من قِبل بعض العقود الذكية المعروفة. يتصدر Uniswap قائمة العقود الذكية الأكثر استهلاكًا للغاز، بالإضافة إلى النسخة الثانية من Uniswap وبعض روبوتات التجارة المشفرة المرتبطة بـ Telegram مثل Maestro وBanana Gun. تساهم بعض العمليات التجارية، وخاصة تلك المتعلقة بـ Tether (USDT) وUSD Coin (USDC)، في ارتفاع رسوم الغاز. كما يعد تحديث EIP-1559 الذي تم تنفيذه في إيثريوم بمثابة تحول رئيسي، حيث أدخل آلية حرق جديدة تهدف إلى التحكم في عرض الإيثريوم مع مرور الوقت عن طريق إزالة نسبة من رسوم المعاملات. لكن زيادة الرسوم ليست هي التحدي الوحيد الذي يواجهه إيثريوم في الوقت الحالي؛ فقد لاحظ المستثمرون أيضًا انخفاضًا في نسبة إيثريوم إلى بيتكوين (ETH/BTC)، والتي انخفضت إلى أدنى مستوى لها منذ ثلاث سنوات. تثير هذه الانخفاضات قلق المحللين والمستثمرين على حد سواء، الذين يبحثون عن أي إشارات قد تنذر بمستقبل غير مستقر للإيثريوم في السوق. إن حالة الترقب هذه وسط الارتفاعات القياسية في الرسوم والحوافز الباهظة للمعاملات تشير إلى فترة من عدم الاستقرار في شبكة إيثريوم. كثير من المستخدمين يشعرون بالإحباط نتيجة الرسوم المرتفعة، مما يجعلهم يبحثون عن منصات بديلة للعملات الرقمية حيث تكون الرسوم أقل. ففي حين أن الصعود في قيمة إيثريوم قد يكون ملفتًا، فإن تكاليف المعاملات المرتفعة تجعل من الصعب على المستخدمين الجدد الانضمام للشبكة بسهولة. تعتبر الرسوم المرتفعة عائقًا كبيرًا أمام الأشخاص الذين يرغبون في الاستفادة من تقنيات البلوك تشين. في الختام، تبقى عيون المستثمرين والمحللين متوجهة نحو تطورات شبكة إيثريوم، حيث ستشهد الأيام والأسابيع القادمة كيف ستتعامل الإيثريوم مع هذه المسائل المتزايدة من الرسوم وانخفاض العناوين النشطة. يظل السؤال مفتوحًا: هل ستنجح إيثريوم في تصحيح مسارها وجذب مستخدمين جدد في المستقبل القريب؟ أم ستستمر هذه الاتجاهات السلبية في التأثير على الشبكة ومكانتها في عالم العملات الرقمية؟ من الواضح أن الوضع الحالي يعكس تحديات كبيرة ولكن أيضًا فرص للإبداع والتحسين في تقنيات البلوك تشين. مع تزايد الاعتماد على الشبكات الذكية، من المهم أن نجد حلولًا فعالة ومستدامة لمشاكل الرسوم والطاقة.。
الخطوة التالية