انطلاق شهر التراث الهيسباني في مكتبة بافالو ومقاطعة إيري: احتفالات بالموسيقى والثقافة

أطلق مكتبة بوفالو ومقاطعة إيري العامة في نيويورك فعاليات شهر التراث الهسباني، حيث امتزجت الموسيقى، والكلمات، والمأكولات الشهية، ليبدأ شهر من الاحتفال بالثقافة والتاريخ الهسباني. يعدّ هذا الحدث مناسبة سنوية يحتفى بها في مختلف أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، منذ أن تم تقديمها لأول مرة كأسبوع للتراث الهسباني عام 1968، قبل أن يتم توسيعها إلى شهر كامل في عام 1988، ليبدأ الاحتفال في 15 سبتمبر وينتهي في 15 أكتوبر. افتتح الحدث يوم الاثنين بحضور عدد كبير من السكان المحليين، والمسؤولين المنتخبين، وقادة المجتمع الهسباني في بوفالو. كانت الأجواء مليئة بالحيوية، حيث قدمت مجموعة من الفعاليات الثقافية غريبة وجديدة. وكان من بين الحضور مجموعة من أفراد الحرس اللوني من كتيبة غابرييل أ. رودريغيز الأمريكية، وذلك لتأكيد أهمية المناسبة وقيمتها الرمزية. تعتبر رئيسة مجلس التراث الهسباني، كاسيميرو د. رودريغيز، من الشخصيات البارزة التي ساهمت بشكل كبير في تنظيم هذا الاحتفال. وقد وجهت تحية للمجتمع الهسباني، مشيرة إلى أهمية الاحتفال بمساهماتهم الكبيرة للسكان المحليين وكذلك على المستوى الوطني. "إنه من المهم أن يفهم جيراننا القيم والمساهمات التي يقدمها المجتمع الهسباني في تشكيل وجه أمريكا اليوم"، قالت رودريغيز. وكان من بين الكلمات الملهمة التي ألقيت، تطرق إيري كاونتي التنفيذي، مارك سي. بولونكارز، إلى أهمية الاحتفالات المستمرة التي تعزز من التفاهم والاحترام بين جميع المجتمعات في المنطقة. وأوضح أن هذا الحدث لا يقتصر فقط على الاحتفال بالمجتمع الهسباني، بل هو فرصة للتفاعل مع التنوع الثقافي الذي يثري مدينة بوفالو. على مدار هذا الشهر، ستتضمن الفعاليات مجموعة من الأنشطة الثقافية والتربوية، بما في ذلك ورش عمل تعليمية، دروس في الطهي تركز على المأكولات اللاتينية، وحفلات موسيقية وعروض مسرحية تحتفل بالمواهب المحلية. يعدّ الاحتفال بهذا الشهر بمثابة منصة لتعزيز الثقافة الهسبانية وتقديمها للجميع، وفتح المجال للمزيد من التفاعل بين الثقافات المختلفة. أشار ديفيد أ. ريفيرا، عضو مجلس المدينة في منطقة نياجارا، إلى أن المجتمعات اللاجئة تمثل إحدى أكبر المجموعات النامية في المنطقة. "إن نمو المجتمع الهسباني يعود الفضل فيه للناس من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أمريكا الجنوبية والوسطى ومنطقة الكاريبي، إلى جانب الأفراد من أفريقيا وأماكن أخرى"، قال ريفيرا، مضيفاً أن تنوع السكان في بوفالو يعد سببًا للاحتفال والفخر. وفي فعاليات هذا العام، تم تقديم جائزة التعليم ثنائي اللغة، التي سُميت باسم الرئيس السابق لمجلس مدرسة بوفالو، رالف إيه. هيرنانديز، للطالب جالنز بيريرا، التي تخرجت من أكاديمية ناردين وتخطط للالتحاق بكلية طب الأسنان في جامعة بوفالو. يعد هذا التكريم بمثابة دعوة للشباب للهجرة نحو التعليم والتميز في مجالاتهم. تتضمن موضوعات شهر التراث الهسباني هذا العام "رواد التغيير: تشكيل المستقبل معًا"، وهو شعار يمثل طموح المجتمع الهسباني والدور الذي يلعبه في تشكيل المستقبل. ومن المتوقع أن يشهد الشهر مجموعة من الفعاليات التي تشمل الحفلات الموسيقية، وعروض الأفلام، والندوات التي تستعرض تاريخ وثقافة المجتمع الهسباني. إن الثقافة الهسبانية تعد جزءًا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والاقتصادي لأمريكا. إن وجود أكثر من 65 مليون شخص من ذوي الأصول الهسبانية في الولايات المتحدة يعكس الغنى والتنوع الذي تحمله هذه الثقافة. حيث يساهم الأفراد من خلفيات ثقافية مختلفة في جميع المجالات، بما في ذلك التجارة، والرعاية الصحية، والسياسة، مما يعزز من النمو والازدهار الوطني. يشكل تنظيم الفعاليات الثقافية في مكتبة بوفالو ومقاطعة إيري العامة جزءًا من الجهود المستمرة لزيادة الوعي بشأن التراث الهسباني. فهي ليست فقط مناسبة للاحتفال، بل هي أيضًا فرصة لتعزيز التفاهم والنقاشات البناءة حول القضايا التي تهم المجتمع الهسباني والمجتمعات الأخرى. تستمر المكتبة العامة في دعم القيم والمبادئ التي تسعى لتحقيقها في المجتمع من خلال توفير الفضاء المطلوب للاحتفاء بالتنوع. وعبر هذا الاهتمام، يتم التأكيد على أهمية الاستدامة الثقافية وتعليم الأجيال القادمة حول تاريخهم وتراثهم. تلعب الأحداث الثقافية دوراً مهماً في خلق مجتمع متعدد الثقافات، وتساهم في تعزيز التفاهم بين الأفراد من خلفيات متنوعة. وتشجع هذه الفعاليات الأفراد على المشاركة والتفاعل مع المكونات الثقافية الأخرى، مما يعزز التلاحم الاجتماعي والمشاركة. في نهاية المطاف، يشكل شهر التراث الهسباني فرصة لاكتشاف غنى الثقافة والتقاليد الهسبانية، والفخر بالمساهمات التي ساهم بها أفراد المجتمع الهسباني عبر الزمن. فهو ليس مجرد احتفال بالتراث، بل هو دعوة للتواصل والمشاركة والعمل معًا لبناء غدٍ مشترك أفضل. ومع مبادرات مثل هذه، يمكن أن نرى نتائج مثمرة تعود بالنفع على جميع المجتمعات في مدينة بوفالو ومنطقة إيري.。