عندما نتحدث عن سوق العقارات، فإن فصل الربيع يمثل دائمًا فترة مثيرة للاهتمام، حيث يبدأ النشاط في الزيادة مع تفتح الأزهار وتزايد درجات الحرارة. ومع اقتراب الربيع هذا العام، تشير المؤشرات إلى أن المشترين قد يكونون في حالة استعدادية لتحقيق أفضل موسم ربيعي حتى الآن. في ظل الظروف الحالية، يبدو أن السوق العقاري قد يستعد لموجة من النشاط لم يسبق لها مثيل. تشير البيانات إلى أن حركة السوق قد بدأت بالفعل في التحسن، حيث يقوم البائعون بتسجيل عقاراتهم بشكل متزايد، مما يعزز الطلب من الشراء. يعكس هذا النشاط صورة إيجابية تجعل المشترين يشعرون بحماس كبير. تاريخيًا، يعرف فصل الربيع بأنه الوقت الذي يتزايد فيه عرض وطلب العقارات، حيث يفضل العديد من المشترين الشراء قبل فصل الصيف. وحسب تقرير حديث، شهد عدد التسجيلات الجديدة عبر المدن الرأسمالية في البلاد زيادة ملحوظة، حيث سجل عدد التسجيلات الجديدة في شهر يوليو أعلى مستوى له على الإطلاق، مرتفعًا بنسبة 14.9% مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي. إن الإحصائيات تشير إلى أن المدن مثل ملبورن وأديلايد وكانبيرا شهدت أيضًا أرقامًا قياسية من العروض الجديدة، مما يؤشر على انتعاش ملحوظ في السوق. تُعتبر هذه الزيادة في العرض بمثابة مادة خام لتوليد نشاط في عملية البيع والشراء. حيث يذكر دكتور نيكولا باول، رئيس قسم الأبحاث والاقتصاد في شركة دومين، أن الطلب لا يزال صامدًا بفضل زيادة استثمارات المشترين الأوائل والمستثمرين. لكن الزيادة في العرض بدأت تُختبر عمق اهتمام المشترين، كما يتوجب أخذ تلك الزيادة بعين الاعتبار عند التخطيط للشراء. في كانبيرا، شهد عدد التسجيلات الجديدة زيادة بنسبة 33.9% على أساس سنوي، مما يُعتبر تطورًا مرحبًا به لوكلاء العقارات الذين تأثروا بارتفاع مستويات مخزون العقارات المنخفضة. ويعبر ستيف وايتلوك من شركة بيل للعقارات عن تفاؤله حيال هذا التطور، مشيرًا إلى أن التوقف في الفائدة قد أعطى البائعين مزيدًا من الثقة لإدراج عقاراتهم. الأمر نفسه يتكرر في ملبورن، حيث تشير البيانات إلى زيادة بنسبة 18.4% في عدد التسجيلات الجديدة. وقد صرح أحد وكلاء العقارات بأن السوق خلال فصل الشتاء كان مثمرًا بشكل غير عادي، مما يشير إلى موسم ربيعي مزدحم ومن المتوقع أن يكون لديك مزيد من المنافسة. لكن، وعلى الرغم من هذه الإيجابيات، فإن الخبراء يحذرون من أنه لن يكون هناك ما يكفي من الإمدادات لتلبية الطلب المتزايد. لا تزال هناك فجوة هيكلية في الإمدادات، حيث يشير دكتور باول إلى أنه لا يزال هناك نقص في بناء المنازل الجديدة للتكيف مع الزيادة السكانية. هذا يعني أن العديد من الأستراليين لا يزالون يعيشون في منازل لا تلبي احتياجاتهم. تتراوح العقارات المتاحة من الشقق إلى المنازل، وهناك اتجاه واضح لكسب الأرباح من عقارات معينة. تشير الإحصائيات إلى أن متوسط السحب من بيع المنازل بلغ نحو 326,000 دولار، ولكن هل هذا كافٍ لتلبية حاجة المشترين؟ الإجابة قد تكون معقدة بعض الشيء، ولكن يبدو أن العقارات ذات الجودة العالية والخدمات المميزة هي التي تسجل أرقامًا أعلى في البيع. في سيدني، على الرغم من زيادة التسجيلات الجديدة بنسبة 6.7%، إلا أن الخبراء يتوقعون أن يبدأ الربيع مبكرًا هذا العام. يُظهر السوق في سيدني حيوية ملحوظة، حيث تزايد عدد المشترين الذين يسعون للتغير في نمط حياتهم. مما يُظهر أن هناك حاجة حقيقية للتحرك في السوق، حتى في ظل الاضطرابات المالية المحتملة. الأسعار أيضًا بدأت في التحسن، حيث أظهر تقرير حديث عن أسعار المنازل في ملبورن ارتفاعًا بنسبة 1.7% في الربع الأخير، مما يُشير إلى أن السوق في حالة صحية نسبياً. تُضاف هذه الزيادات إلى مزيد من الثقة لدى المستثمرين والمشترين، مما يشجعهم على دخول السوق. الأسابيع المقبلة تعد بالكثير من النشاط، حيث يتطلع المشترون إلى الاستفادة من العروض الجديدة المتاحة. وبوجود وفرة من الخيارات على الطاولة، يمكن أن يكون السوق موقعًا للمنافسة الشديدة بين المشترين البشريين. إجمالاً، يبدو أن السوق العقاري على وشك دخول فصل ربيعي مفعم بالحياة. الأرقام التي نشاهدها تضع الأساس لفرص جديدة للمستثمرين والمشترين على حد سواء. الأمل هو أن يستمر هذا الزخم ليحقق نتائج إيجابية لكل من طرفي المعادلة – المشترين والبائعين. في النهاية، إذا كنت تفكر في الدخول إلى السوق في الربيع المقبل، فقد تكون هذه فرصتك الذهبية. وبتزايد العروض وارتفاع الطلب، يمكن أن يشهد السوق عقودًا إيجابية مع توقعات لنمو مستمر. الفصول الربيعية دائمًا ما تحمل الجديد، وهذا العام يبدو واعدًا بشكل خاص.。
الخطوة التالية