في عام 2017، اتخذت عائلة هولندية قرارًا جريئًا غير مسار حياتهم بشكل جذري. قامت الأسرة ببيع جميع أصولها، بما في ذلك منزلها وممتلكاتها الشخصية، للاستثمار في عملة البيتكوين التي كانت تتجه نحو الصعود في ذلك الوقت. لم يكن هذا القرار مجرد مقامرة، بل كان تعبيرًا عن إيمان قوي بمستقبل العملات المشفرة. وقد أدى هذا الإيمان إلى تخزين معظم حيازاتهم في ستة مواقع سرية حول العالم. تتكون هذه العائلة من أب، يُدعى ديدي تايهوتو، وزوجته وأبنائهم الثلاثة. يروي ديدي أن العائلة قد استثمرت أموالها في فترة كانت فيها البيتكوين تساوي حوالي 3500 دولار. ومع ارتفاع الأسعار، أصبح هذا الاستثمار يتحول إلى فرصة كبيرة. اليوم، تقدر قيمة البيتكوين بأكثر من 45000 دولار، مما جعلهم أحد العائلات القليلة التي جربت أسلوب حياة مختلف تمامًا يعتمد على الاستثمار في العملات الرقمية. يقول ديدي إنه قام بتخزين حوالي 74% من حيازاتهم من العملات الرقمية على شكل "محافظ باردة"، وهي أجهزة تخزين بيانات خاصة غير متصلة بالإنترنت. هذا النوع من التخزين يوفر حماية أكبر من القرصنة والسرقة. وقد وضع هذه المحافظ في ستة مواقع جغرافية مختلفة، تشمل اثنين في أوروبا، واثنين في آسيا، وواحد في أستراليا، وآخر في أمريكا الجنوبية. يؤكد ديدي أن هذا التوزيع الجغرافي يساعده على تجنب الحاجة للسفر لمسافات طويلة في حال أراد الوصول إلى صندوقه. العائلة ليست فقط مستثمرين في البيتكوين، بل أيضًا تحتفظ بعملات رقمية أخرى مثل الإيثيريوم والليتكوين. ولا يقتصر الأمر على التخزين في المواقع السرية، بل يتم أيضًا الاحتفاظ بجزء من الاستثمارات في "محافظ ساخنة"، وهي أجهزة متصلة بالإنترنت تتيح لهم التداول بسهولة ويسر. ومع مرور السنوات، تغيرت حياتهم بشكل جذري، حيث اتخذوا من المخيم القريب من مدينة فينلو الهولندية موطنًا لهم. في الوقت الذي يعتقد فيه كثير من الناس أن الاستثمار في العملات الرقمية هو مجرد لعبة قمار، ترفض العائلة الهولندية هذا الرأي، حيث يرون أن هذه الخطوة كانت ضرورة لمستقبلهم. فعندما قاموا ببيع منزلهم وممتلكاتهم مقابل 350,000 دولار، كانوا مستعدين لتحمل المخاطر. يقول ديدي: "لقد كان ذلك قرارًا صعبًا، لكننا كنا نؤمن بالعالم الرقمي الجديد". على الرغم من النجاح الذي حققوه حتى الآن، إلا أن لديهم مخاوفهم الخاصة. إن تقلبات سوق العملات الرقمية تُعتبر من أكبر التحديات التي تواجههم. فقد شهدت البيتكوين تقلبات حادة على مر السنين، مما يجعل من الصعب التنبؤ بمسارها. يقول ديدي: "نحن نعيش في حالة من عدم اليقين، لكننا مؤمنون بأن المستقبل سيكون مشرقًا للعملات الرقمية". يتابع ديدي قصة العائلة ويتحدث عن رحلاتهم حول العالم. منذ أن قرروا العيش بهذه الطريقة، قاموا بزيارة 40 دولة. في كل مكان ذهبوا إليه، بحثوا عن فرص استثمارية جديدة، وتواصلوا مع المجتمعات المحلية التي تهتم بالتكنولوجيا والعملات الرقمية. رحلتهم لم تكن مجرد زيارة، بل كانت فرصة للتعلم والتطوير الشخصي. أما بالنسبة للأبناء، فقد وجدت الأسرة طرقًا لتعليمهم عن عالم المالية والاستثمار. حيث يعتبر ديدي أن التعليم المالي هو أداة ضرورية لتمكين جيل المستقبل. "نريدهم أن يفهموا قيمة المال وكيفية استثماره، خاصة في عالم اليوم الذي يجري فيه كل شيء بسرعة"، هكذا يقول ديدي. بدأت قصتهم أيضًا تلهم بعض العائلات الأخرى للتفكير في الاستثمار في العملات الرقمية، حيث أطلقوا مدونة لمشاركة تجاربهم ونصائحهم مع الآخرين. يعرضون من خلالها تجاربهم الإيجابية والسلبية، مما يساعد الآخرين على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن استثماراتهم. تواجه العائلة أيضًا تحديات التكيف مع نمط الحياة الجديد. فقد تركوا وراءهم حياة مستقرة ومألوفة، وعليهم التكيف مع التنقل المستمر وعدم وجود منزل ثابت. لكنهم يرون أن هذه التجربة قد أعطتهم حرية لم يسبق لهم أن اختبروها، وأن كل تحدٍ هو فرصة للنمو والتعلم. وبينما يتطلع ديدي وعائلته إلى المستقبل، يدركون تمامًا أن النجاح في عالم العملات الرقمية يتطلب المزيد من التعلم والابتكار. فهم يتابعون دائمًا أحدث التطورات في السوق، ويسعون للبحث عن طرق جديدة لتعزيز استثماراتهم. في النهاية، تأمل هذه العائلة الهولندية أن تظل مصدر إلهام للآخرين، ليس فقط في مجال الاستثمار، ولكن في كيفية اتخاذ قرارات جريئة والعيش بحياة تعكس قيمهم ومعتقداتهم. ويؤكد ديدي: "لقد كان رحلة مثيرة، ونحن مستعدون لمواجهة كل ما يأتي في طريقنا".。
الخطوة التالية