سوق الثور هنا: أسهم ذات إمكانيات عالية انخفضت أكثر من 50% لتشتريها الآن في عالم التداول والأسواق المالية، تعتبر تفاصيل التحولات الكبرى في السوق بمثابة الفرص الذهبية للمستثمرين. مع عودة سوق الثور بعد فترة من الانخفاضات، يبرز السؤال: أين يمكن أن يجد المستثمرون فرصًا مناسبة لتحقيق العوائد الجيدة؟ في هذا السياق، تُعتبر أسهم شركتين بارزتين، وهما "موديرنا" و"فايزر"، من الخيارات المثيرة للاهتمام. على الرغم من انكماش أسعار أسهمهما لأكثر من 50% مقارنة بأعلى مستوياتها، فإن المستقبل يبدو مشجعًا لهاتين الشركتين. تعتبر شركة "موديرنا" واحدة من أبرز الشركات في عالم الأدوية واللقاحات، حيث نجحت في تقديم لقاح كورونا بسرعة قياسية ساهمت في إنقاذ أرواح الملايين. لكن، مع تراجع الطلب على اللقاحات، تعرضت أسهم موديرنا لانخفاضات كبيرة، حيث انخفضت بمعدل 80% عن ذروتها في عام 2021. ويتساءل الكثيرون: هل ما زالت هناك فرصة للاستثمار في موديرنا؟ إجابة هذا السؤال تكمن في قوة خططها المستقبلية. تسعى موديرنا لإطلاق مجموعة من المنتجات الجديدة خلال السنوات القليلة القادمة. بعد نجاح لقاحها ضد فيروس كورونا، قامت الشركة بتطوير لقاح يجمع بين لقاح كورونا ولقاح الأنفلونزا. وقد أظهرت التجارب السريرية نتائج مشجعة، مما يعني أن المنتج قد يكون جاهزًا قريبًا. علاوة على ذلك، حصلت موديرنا مؤخرًا على موافقة لإنتاج لقاح ضد فيروس RSV، كما تواصل تطوير لقاح خاص بفيروس سيتيوميجالو. إن وجود الكثير من المنتجات المعلقة في مجالات الأبحاث المختلفة يُمثل مصدراً محتملاً للإيرادات في المستقبل، ويُمكن أن يكون محركًا لنمو الشركة. لكن يجب أن نتذكر أن الاستثمار في الأسهم دائمًا يتطلب الحذر. فالمستثمر يجب أن يتابع أداء الشركة في الأسواق هل يمكن إنجاز هذه المنتجات على أكمل وجه، وإلى أي مدى ستُحقق مبيعات جيدة عند الإطلاق. يتطلب النجاح الكثير من الصبر، لكن العديد من المحللين يرون أن الفرصة الحالية لشراء أسهم موديرنا فرصة رائعة بالنظر لمعدل انخفاض الأسهم. أما بالنسبة لشركة "فايزر"، فهي واحدة من الشركات الرائدة في صناعة الأدوية، ورغم تراجع أسعار أسهمها بشكل كبير، فإنها لا تزال تتمتع بأساسيات قوية. تراجع سهم فايزر بنسبة تقترب من 50% عن ذروته في نهاية عام 2021، ويرجع ذلك إلى انخفاض مبيعات المنتجات الخاصة بكوفيد-19، وكذلك انتهاء براءات اختراع بعض الأدوية. مع ذلك، تبدي "فايزر" تفاؤلاً بشأن مستقبلها. تتوقع الإدارة نموًا جيدًا في النصف الثاني من هذا العقد. على الرغم من أن مبيعاتها المرتبطة بكوفيد-19 لن تعود إلى المستويات السابقة، إلا أن التدابير التي اتخذتها الشركة مثل الاستحواذات الاستراتيجية وجهود البحث والتطوير أظهرت أنها تعد بأجيال جديدة من الأدوية ستعوض عن النقص الذي سيحدث نتيجة انتهاء براءات الاختراع. من المتوقع أن تصل إيرادات "فايزر" من الأدوية الجديدة نتيجةً لتلك الاستحواذات والمشاريع البحثية إلى مستويات لتعويض الخسائر الناتجة عن الأدوية التي ستخرج من السوق. وقد أبدت الشركة أيضًا استدامة مستقبلها من خلال تطوير دواء جديد لعلاج السمنة يُعتبر واعدًا في السوق. يُعتبر سعر السهم الحالي لفايزر جذابًا جداً بالمقارنة مع العوائد المحتملة. تُعد عوائد الأرباح التي يأتي بها السهم، والتي تقترب من 5.87%، فرصة مغرية للمستثمرين الذين يبحثون عن تأمين استثماراتهم في ظل التقلبات الحالية في السوق. لكل من شركتي موديرنا وفايزر تاريخهما الحيوي ودورهما في مكافحة جائحة كوفيد-19، إلا أن المزايا الممكنة في المستقبل تجعل استثمار الأموال فيهما موضوعًا جادًا. تسليط الضوء على الابتكارات الجديدة في كلا الشركتين ونجاحهم في إدارة الأزمات يعطي رسالة إيجابية للمستثمرين. كذلك، تُعزز الظروف الحالية الجيدة في سوق الأسهم فكرة الشراء. مع وجود مؤشر S&P 500 في حالة صعود بنسبة 17% منذ بداية العام، يعتبر الوقت الحالي مناسبًا لاستكشاف الفرص الخاصة بكيفية تنويع المحفظة. تجدر الإشارة إلى أن التوجه نحو هذه الأسهم القابلة للنمو يتطلب من المستثمرين البقاء على اطلاع دائم باستراتيجيات الشركات وأخبار تطورات الأدوية التي تطرحها. إن الاستثمارات الناجحة تعتمد على التقييم الجيد للمخاطر والفرص، وعدم التسرع في اتخاذ قرارات الشراء. بالختام، يمكن القول إن هناك فرصة حقيقية للنظر في أسهم "موديرنا" و"فايزر" في ظل انخفاض الأسعار الحالي وظهور علامات على التعافي في السوق. الاستثمار في الأساسيات القوية والابتكارات الجديدة يمكن أن يجلب فوائد طويلة الأمد، مما يجعل الاستثمار في هذه الشركات خيارًا جذابًا في الوقت الحاضر.。
الخطوة التالية