في عالم العملات المشفرة الذي يتميز بالابتكار والمتغيرات السريعة، ينضم اسم غير مألوف إلى الساحة: تشايس هيرو. هذا الرجل، الذي يقدم نفسه كـ"عاهرة الإنترنت"، هو الآن وراء مشروع العملة المشفرة الجديد الذي يروج له عائلة ترامب، المسمى "العالم الحر المالي". تروج العائلة لهذا المشروع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقد أثار هذا المشروع الكثير من الاستغراب والقلق في مجتمع الكريبتو. تشايس هيرو، الذي يعرض حياته الفاخرة وزيارة الطائرات الخاصة عبر منصات التواصل الاجتماعي، ليس غريبًا عن عالم التجارة، ولكنه غالبًا ما كان مرتبطًا بمنتجات مثيرة للجدل، مثل المنظفات القولونية ودروس الثراء السريع. حتى الآن، لم يكن له تأثير ملحوظ في عالم العملات المشفرة، حيث أن جميع مشاريع الكريبتو التي شارك فيها عانت من مصاعب كبيرة. على سبيل المثال، واجه مشروع "دو فينانس" التابع له اختراقًا devastating، بينما تراجعت قيمة أحد الرموز الأخرى التي روج لها بنسبة 96%. يأتي مشروع "العالم الحر المالي" في وقت يعود فيه ترامب لعالم العملات المشفرة بعد أن كان قد وصف البيتكوين سابقًا بأنه "احتيال ضد الدولار". بعد ترخيص صورته لسلسلة من الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs)، يبدو أن الرئيس السابق يأخذ خطوة نحو embracing العالم الرقمي الجديد. ويعد ترامب ابنائه إريك ودونالد جونيور بمثابة "سفراء الويب 3". في فيديو تم نشره، قال ترامب إنه سيعلن المزيد من التفاصيل في 16 سبتمبر، مما أثار فضول الكثيرين حول ما سيقدمه هذا المشروع. ومع ذلك، لا تزال التفاصيل حول "العالم الحر المالي" غامضة. المشروع يدعي أنه يسعى لتعزيز "الاستقلال المالي"، ولكن من المعروف أن الكثير من مشاريع العملات المشفرة تمثل فخاخًا تسويقية تهدف إلى جمع الأموال دون تقديم قيمة حقيقية. التقرير الذي نشرته بلومبرغ يشير إلى أن هيرو، على الرغم من تصريحاته بكونه مليارديرًا، لم يحقق نجاحات تعكس هذه الصورة في مجال الكريبتو. عملته الأخيرة، "WLFI"، ستحجز 70% من التوكنات للمديرين، فيما يبقى 30% للاكتتاب العام. الكثير من الخبراء في مجال الكريبتو يرون في هذا النوع من المشاريع مجرد محاولة لتحقيق الربح السريع. على سبيل المثال، وصف تارون شيترا، الشريك العام في شركة Robot Ventures، مشروع " العالم الحر المالي" بأنه يبدو كأنه "يعتمد على تحقيق الربح السريع فقط". وهذا يعكس تخوفًا حقيقيًا من أن المشروعات المماثلة تنشأ فقط لجمع الأموال دون تقديم أي فائدة حقيقية للمستثمرين. الأمر يُعتبر أكثر تباينًا نظرًا لأن بارون ترامب، ابن الرئيس السابق، تم عرضه أيضًا كـ "الرؤية القائد للتكنولوجيا المالية"، على الرغم من كونه طالبًا جامعيًا بدون خبرة ملحوظة في هذا المجال. هذا يثير الكثير من الأسئلة حول ما إذا كان للترامب، بما في ذلك بارون، أي دور حقيقي في المشروع، أم أنه مجرد استخدام لاسم العائلة لجذب الانتباه. المخاوف لا تتوقف عند هذا الحد. فبالإضافة إلى قضايا الشفافية، هناك انعكاسات قانونية محتملة لهذا النوع من المشاريع. استغلال ترامب لموقعه السياسي في الترويج لمشاريع خاصة به يمكن أن يؤدي إلى تداخل المصالح، مما قد يحول السياسات العامة لصالح مصالح عائلته بدلاً من مصلحة الشعب. هذا يجعلنا نتساءل عن مستقبل المشروع إذا استمر في جذب استثمارات. تشير التقارير إلى أن مؤيدي ترامب مستعدون للاستثمار في مشاريعه، بغض النظر عن أدائها. هذه الظاهرة تتكرر في مشروعات سابقة، حيث يظهر أن المستثمرين على استعداد لدعم شركات ترامب حتى لو كانت غير ناجحة. في النهاية، يبقى السؤال قائمًا: ما مدى نجاح مشروع "العالم الحر المالي" وما إذا كان سيكون مجرد فقاعة أخرى في عالم العملات المشفرة؟ بالنظر إلى الخلفية المثيرة للجدل لمؤسسي المشروع، وإلى عدم وضوح الخطط المستقبلية، فقد يكون هذا مشروعًا آخر يغرق في غياهب النسيان قبل أن يحقق نجاحًا حقيقيًا. مع استمرار ترامب وعائلته في استكشاف الفرص الجديدة في العالم الرقمي، تظل تفاصيل هذا المشروع غير واضحة، مما يترك المستثمرين والمراقبين في حالة من الترقب والقلق. سيكون من المثير للاهتمام متابعة كيف ستتطور الأحداث في الأسابيع المقبلة، وما إذا كانت ستظهر مزيد من المعلومات حول مشروع "العالم الحر المالي"، الذي يجمع بين عالم السياسة والعملات المشفرة، ويثير العديد من التساؤلات حول مستقبل الاستثمار في هذا المجال.。
الخطوة التالية