في 22 سبتمبر 2024، خلال فعالية لجمع التبرعات في مدينة نيويورك، أثارت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس اهتمام المهتمين بالتكنولوجيا الحديثة عندما أعلنت عن دعمها للتقنيات الناشئة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية. هذه التصريحات تأتي في وقت حساس، حيث تحتاج هاريس إلى كسب تأييد المشاركين في سوق العملات الرقمية، ولا سيما الجيل الشاب الذي أصبح جزءًا متزايد الأهمية من القاعدة الانتخابية. كلمات هاريس خلال الحدث، التي أُقيمت في Cipriani Wall Street، كانت واضحة: "سندعم تقنيات مبتكرة مثل الذكاء الاصطناعي والأصول الرقمية، بينما نحمي مستهلكينا ومُستثمِرينا." هذه الكلمات تأتي بعد فترة من الانتقادات الموجهة للإدارة الحالية بشأن نهجها تجاه العملات الرقمية، وهو ما جعل العديد من الناخبين المحتملين يشعرون بعدم الرضا وسوء التقدير تجاه سياسات الإدارة. يشعر الكثير من هؤلاء الناخبين، خاصةً من هم ينتمون إلى فئة الشباب، بالحاجة الملحة للحكم على أطر قانونية شاملة لجميع الأصول الرقمية. هم على علم بأن سلفها، الرئيس السابق دونالد ترامب، قام بخطوات كبيرة تجاه مجتمع العملات الرقمية، مما جعله يتمتع بشعبية خاصة بين مؤيدي بيتكوين. ومع ذلك، فإن خطط ترامب الأخيرة، والتي تتعلق بمشروع تمويل لامركزي يهدف إلى استقطاب المستثمرين المعتمدين، أثارت الشكوك حول نواياه، مما يفتح المجال لهاريس لتقديم خيار بديل. في ضوء تهميش فئة الشباب من قِبل الإدارة الحالية، وحيثما يكون الهامش الانتخابي ضيقًا للغاية، فإن حتى 10,000 صوت يمكن أن تؤثر بشكل كبير على نتائج الانتخابات في الولايات المتأرجحة. وبالتالي، تصبح مجتمع العملات الرقمية عنصرًا مهمًا يستدعي الانتباه. لإظهار جدية دعمها للعملات الرقمية، تحتاج هاريس إلى تبني مجموعة من الرسائل الواضحة. أولاً، يجب عليها أن تعد بتقديم الوضوح التنظيمي الذي طالما سعى إليه قطاع العملات الرقمية، وخصوصًا من خلال التصدي للاختلافات في السياسات بين وكالات مثل هيئة الأوراق المالية والبورصات (SEC) و لجنة تداول العقود الآجلة للسلع (CFTC). من المهم أن تكون هناك إشارة واضحة إلى أن هاريس تفهم أهمية وجود إطار تنظيمي يوفر الحماية للمستهلكين في الوقت الذي يدعم فيه الابتكار. رغم الفكرة السائدة أن التنظيم يمكن أن يكون عائقًا أمام الابتكار، إلا أن الواقع يُظهر أنه يمكن تحقيق التوازن بين الاثنين. في شهادتي أمام اللجنة الفرعية للخدمات المالية في مجلس النواب المعنية بالأصول الرقمية، قمت بإبراز المخاطر الناتجة عن الاستمرار في الوضع الراهن، حيث إن عدم وجود إرشادات واضحة قد يدفع الشركات الأمريكية إلى الانتقال إلى خارج البلاد، مما قد يؤدي إلى فقدان الابتكار والوظائف. من خلال تأكيدها على "قواعد الطريق المتسقة والشفافة"، يمكن أن تمثل هاريس خطوة في الاتجاه الصحيح. دعمها لأطر مثل قانون الابتكار المالي والتكنولوجيا للقرن الحادي والعشرين (FIT21) يمكن أن يحقق الوضوح اللازم لهذا القطاع، ويضع الولايات المتحدة في مقدمة التمويل الرقمي. علاوة على ذلك، يمكن أن تتخذ هاريس خطوة أخرى من خلال إنشاء حوار مفتوح مع قادة الصناعة والمبتكرين في مجال العملات الرقمية. Inclusion of blockchain firms in policy discussions would not only empower the voices of those directly involved, but would also facilitate a more proactive approach to regulation that addresses the needs and concerns of all stakeholders involved. بالإضافة إلى ذلك، يجب على هاريس أن تدعو إلى التعاون بين الوكالات المختلفة وتوحيد الجهود لضمان عدم وجود اتخاذ قرارات متضاربة تؤثر سلبًا على هذا القطاع. يعد التنسيق بين الهيئة الوطنية للأمن السيبراني وغيرها من المؤسسات الحكومية أمرًا حيويًا للحفاظ على أمن وأمان منصات الأصول الرقمية. ختامًا، إن رؤية هاريس لدعم المجتمع الرقمي والعملات المشفرة يمكن أن تعبر عن تحول نحو استقبال الابتكار، ولكن ذلك يتطلب خطوات فعالة وجادة. بينما تفكر في كيفية المضي قدمًا في حملتها الانتخابية، يجب أن تسعى لتعزيز قاعدة ناخبيها من خلال توفير الإشارات الواضحة والدعم الذي يحتاجونه خلال هذه الفترة الحساسة. إن دعم التقنيات الجديدة مثل العملات الرقمية ليس مجرد مسألة سياسية بل هو أيضًا مسألة اقتصادية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على مستقبل البلاد. من خلال اتباع هذه الخطوات وإدراك الأهمية المتزايدة لمجتمع العملات الرقمية، يمكن لكامالا هاريس أن تُظهر أنها ليست فقط تدعم الابتكار، بل تستمع أيضًا إلى احتياجات الناخبين، مما سيكون له تأثير بعيد المدى ليس فقط على مسيرتها السياسية، ولكن أيضًا على مستقبل الولايات المتحدة في عالم التكنولوجيا المالية.。
الخطوة التالية