ترامب يمكنه قريبًا الاستفادة من ثروته التي تقدر بملياري دولار من منصة "Truth Social" ، ولكن الأمر لن يكون سهلاً تشهد الساحة السياسية الأمريكية، والتي تتسم دائمًا بالتعقيد والإثارة، تغييرًا كبيرًا يتعلق بالرئيس السابق دونالد ترامب. كما هو معروف، يمتلك ترامب حصة تقدر بقيمة 2.3 مليار دولار في شركة "Trump Media & Technology Group"، المالكة لمنصة "Truth Social". ومع اقتراب موعد انتهاء فترة عدم البيع التي كانت تمنعه من الوصول إلى أمواله، يتساءل الكثيرون عن كيفية استغلاله لهذه الثروة. تقول التقارير أنه من المقرر انتهاء فترة الحظر عن بيع أسهم ترامب في 25 سبتمبر 2024. هذا يعني أنه سيتمكن من الوصول إلى أمواله واستخدامها في دفع الرسوم القانونية المرتفعة أو حتى تمويل حملته الانتخابية الرئاسية المقبلة. رغم ذلك، فالأمور لن تكون بسيطة كما يظن البعض، فهناك العديد من العقبات التي قد تعترض طريقه. إحدى هذه العقبات تكمن في حقيقة أن ترامب هو الشريك المسيطر في الشركة. فنظرًا لأن لديه نسبة أسهم تتجاوز 50%، فإن أي محاولة منه لبيع جزء كبير من حصته ستقود حتمًا إلى انهيار سعر السهم. يتفق الخبراء على أن بيع كميات كبيرة من الأسهم من قبل شخصيات بارزة مثل ترامب ومن الممكن أن يجعل المستثمرين يشعرون بعدم الثقة، مما يدفعهم إلى الخروج من الاستثمار. في الآونة الأخيرة، شهدت أسهم "Trump Media" تراجعًا كبيرًا حيث انخفضت قيمتها بنسبة 70% منذ شهر مارس. في هذا السياق، يتضح أن ترامب يمتلك 114.75 مليون سهم في الشركة، حيث كانت قيمتها تتجاوز 6.2 مليار دولار في مايو الفائت. لكن بسبب فترة الحظر، لم يستطع ترامب الاستفادة من هذه الثروة. تشير التقديرات إلى أن الأسهم يجب أن تصل إلى سعر 12 دولارًا لمدة 20 يوم تداول خلال فترة 30 يومًا بدءًا من 22 أغسطس، حتى ينتهي الحظر بشكل أسرع. إذا استمر تراجع قيمة السهم، فإن ترامب قد يواجه صعوبة إضافية في البيع، مما يهدد استقراره المالي والانتخابي. أحد الجوانب المثيرة للاهتمام هو ما يحدث داخليًا في شركة "Trump Media". فقد قام عدد من كبار المسؤولين في الشركة، بما في ذلك المدير المالي، ببيع كميات من الأسهم مؤخرًا. وقد يشير ذلك إلى أن القلق يسود بين ملاك الأسهم حول مستقبل الشركة، مما يرفع من مستويات عدم الثقة فيما يتعلق باستقرارها المالي وثمن أسهمها. من ناحية أخرى، فإن النقد الموجه للشركة يتزايد بشكل مستمر. يعتقد العديد من الخبراء أن قيمة "Trump Media" مبالغ فيها. فعلى سبيل المثال، بالرغم من خسائرها الكبيرة، إلا أنها لا تزال تُقدر بحوالي 4 مليارات دولار، وهو أمر يبدو مثيرًا للاستغراب بالنظر إلى الإيرادات المنخفضة التي حققتها، حيث بلغت 837 ألف دولار فقط في الربع الأخير. بالإضافة إلى هذه العقبات المالية، يمكن أن تتسبب تدخلات سياسية في تعقيد الأمور أكثر. فإذا قرر ترامب بيع كمية كبيرة من الأسهم وأدى ذلك إلى تدهور قيمة السهم، فقد يواجه رد فعل سلبي من مؤيديه الذين استثمروا في الشركة. وبهذا، سينعكس ذلك سلبًا على سمعة ترامب السياسية وقد يؤثر أيضًا على مستقبله كرئيس محتمل للولايات المتحدة مرة أخرى. رغم كل هذه التحديات، هناك طرق أخرى متاحة لترامب للاستفادة من حصته في "Truth Social". فبدلاً من بيع الأسهم، يمكنه اقتراض المال باستخدام الأسهم كضمان. ومع ذلك، تعد هذه الفكرة محفوفة بالمخاطر، لأن العديد من البنوك قد تتردد في التعامل معه نظرًا لتاريخه المالي المتقلب. لكن المخاطر لا تقف عند هذا الحد. فعلى الرغم من أن ترامب قد يواجه صعوبات في العثور على بنك مستعد لمنحه قرضًا، إلا أن هناك احتمالًا بأن يتمكن من العثور على مؤيدين أثرياء مستعدين لمساعدته ماليًا، إما كاستثمار أو كوسيلة لتأمين علاقتهم معه في حال نجاحه المحتمل في الانتخابات المقبلة. في الوقت الذي تقترب فيه فترة الحظر من الانتهاء، تتزايد التوقعات حول كيفية تصرف ترامب في ظل هذه الظروف المعقدة. فهل سيستفيد من الثروة الضخمة التي يمكن أن يحققها من استثماره في "Truth Social"؟ أم سيواجه عقبات تحول دون تمويل أهدافه السياسية والشخصية؟ بغض النظر عن النتائج المحتملة، تبقى حقيقة واحدة واضحة؛ إن ترامب هو شخصية لا يمكن تجاهلها في الساحة السياسية الأمريكية. ومع التغيرات المتوقعة في قيم أسهم "Truth Social"، سيكون من المثير للاهتمام متابعة كيف سيؤثر هذا التوجه على استراتيجياته السياسية والمالية في الأيام القادمة. يتطلع الجميع إلى رؤية ما سيحدث بعد انتهاء فترة الحظر، وما إذا كان ترامب سيحقق أهدافه المالية والسياسية معًا.。
الخطوة التالية