في عالم السينما، حيث تتنافس استوديوهات الأفلام على تحقيق أعلى الإيرادات في شباك التذاكر، برزت حرب شرسة بين اثنين من أكبر الأسماء في صناعة الترفيه: ديزني ويونيفرسال. مع اقتراب عام 2024 من نهايته، حققت كل من ديزني ويونيفرسال إنجازًا بارزًا بتجاوز عوائد شباك التذاكر 2 مليار دولار، لكن ديزني تركت بصمة واضحة بفضل أفلامها الناجحة التي تبوأت المراتب الأولى. في السنوات الأخيرة، شهدت ديزني تحديات كبيرة، حيث اختبرت صدمات في عائداتها بسبب بعض الأفلام التي لم تحقق النجاح المتوقع. لكن في عام 2024، أثبت استوديو ديزني أنه يستطيع العودة بقوة. يعود الفضل في هذه العودة إلى فيلم "Inside Out 2" و"Deadpool and Wolverine"، اللذين استقطبا الكثير من المشاهدين وجذبوا انتباه النقاد. لقد تمكنت ديزني من تحقيق إيرادات تتجاوز 3 مليار دولار، مما يجعلها الاستوديو الأكثر تحقيقا للإيرادات هذا العام. تتفاوت الإيرادات بين كل من ديزني ويونيفرسال. على الرغم من أن يونيفرسال كان هو الاستوديو الأكثر نجاحًا في العام السابق بفضل أفلام ضخمة مثل "Oppenheimer" و"Super Mario Bros"، إلا أن الأمور تغيرت بشكل جذري في عام 2024. لقد تمكنت يونيفرسال من جمع حوالي 2 مليار دولار من إيراداتها حتى الآن، لكن ديزني حققت 1.5 مرة أكثر من ذلك، مما يبرز مدى قوة أفلامها هذا العام. من بين مجموعة الأفلام التي أصدرتها ديزني هذا العام، يأتي فيلم "Inside Out 2" في صدارة القائمة، حيث حقق حوالي 1.6 مليار دولار. إضافة إلى ذلك، لا يزال فيلم "Deadpool and Wolverine" يجذب الجماهير ويستمر في تحقيق الإيرادات، حيث وصلت إيراداته إلى حوالي 1.2 مليار دولار. وأفلام مثل "Kingdom of the Planet of the Apes" و"Alien: Romulus" أضافت أيضًا إلى نجاح ديزني، مما ساهم في تعزيز مكانتها في السوق. على الجانب الآخر، لم يتمكن استوديو يونيفرسال من تحقيق أفلام تلامس عتبة المليار دولار، على الرغم من أنها أصدرت ستة أفلام هذا العام. كانت أفلام مثل "Despicable Me 4" و"Kung Fu Panda 4" هي الأكثر نجاحًا، لكنه كان من الواضح أنها لم تحقق الإيرادات المتوقعة. "Despicable Me 4" جمع حوالي 887.7 مليون دولار، بينما حقق "Kung Fu Panda 4" 548.1 مليون دولار، مما يظهر الحاجة إلى تحقيق إنجازات أكبر لتفعيل المنافسة مع ديزني. إن تأثير الأحداث العالمية، وتأثير جائحة كورونا على السينما لم يعد خافياً على أحد. فقد ساهمت هذه الأحداث في تباطؤ السوق وزيادة الضغط على الاستوديوهات لإنتاج أفلام ذات جودة عالية تجذب الجمهور. في هذا السياق، حققت ديزني من خلال استراتيجيتها الجديدة نجاحًا مبهراً، مما أعاد الأمل للمشاهدين ولصناعة السينما بشكل عام. من الجدير بالذكر أن ديزني لم تكن تستند فقط إلى الأفلام الكبرى، بل حاولت توسيع قاعدة جماهيرها من خلال الأخذ بعين الاعتبار تنوع المحتوى وجودة الإنتاج. أفلام مثل "Kingdom of the Planet of the Apes" و"First Omen" ظهرت لتسليط الضوء على مفهوم التوسيع في جمع الإيرادات. ومع ذلك، لم تسجل هذه الأفلام أرقامًا مهولة، لكن كل ما كان في صالح ديزني ساهم في تحقيق النجاح في النهاية. بينما تفوق ديزني بشكل كبير هذا العام، نجد أن يونيفرسال واصلت عمليات الإنتاج، محاولا أن تجد صيغة جديدة تعيد لها الريادة. يعتبر النجاح الذي حققته ديزني بمثابة تحدٍ كبير بالنسبة ليونيفرسال، حيث عليها التفكير في كيفية التكيف مع هذا الواقع الجديد. في النهاية، يمكن القول إن عام 2024 حتى الآن كان حكراً على ديزني، حيث تمكنت من وضع جذورها في سوق السينما والأفلام العالمية. بينما وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها يونيفرسال لتحقيق النجاح، إلا أنها تحتاج إلى الابتكار والتجديد لإعادة ثقة الجمهور وتحقيق الإيرادات المطلوبة. في عالم تتغير فيه توجهات الجمهور وحيل السينما بشكل متواصل، يبقى السؤال: ما هي الخطوات المقبلة لكل من ديزني ويونيفرسال في رسم مستقبل السينما؟ الزمن هو كفيل بالإجابة.。
الخطوة التالية