في مقبرة هار هامنuchos في القدس، احتشد الأصدقاء والعائلة للمشاركة في جنازة هيرش غولبرغ-بولين، الشاب الإسرائيلي الأمريكي الذي كان ضحية لأحداث مأساوية خلال هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر. قُتل هيرش، الذي لم يتجاوز الثالثة والعشرين من عمره، في الأسر بعد أن تم خطفه من مهرجان نوفا، حيث كان يحتفل مع الآلاف في الساعات الأولى من اليوم المأساوي. تجمع المُعزّين في الشوارع المحيطة بالمقبرة، يعكسون الحزن والشعور بالفقد على شاب كان يتمتع بالحياة وبطموح كبير. في جنازته، حيث كان والديه، جون بولين وراشيل غولبرغ، حاضرين، أُلقيت كلمات مؤثرة تتحدث عن شخصية وابنهم ورحيله المفجع. في كلمته المؤثرة، أشار والد هيرش إلى ذكرياته معه، موضحًا كيف كان ابنه يتمتع بعقل مميز وقدرة على التواصل مع الآخرين. ولفت بولين إلى محادثات عديدة دارت بينهم حول مواضيع مهمة مثل أخلاقيات استهلاك اللحوم، والسياسات الوطنية، وقضايا مجتمعية، دائمًا ما كان يسعى لفهم الآخرين بعقل مفتوح. وقد قال بولين جملة مؤثرة للغاية: "لقد فشلنا في حمايتك، نحن جميعًا فشلنا." كان والد هيرش يعبّر عن مشاعر عميقة من الفشل والخسارة، مشددًا على أنه كان يتمنى أن يُستخدم موت ابنه كدافع لتغيير الأمور نحو الأفضل. بينما تحدث عن كيفية أن مأساته تتطلب من الجميع العمل نحو تحقيق العدالة، ومنع تكرار مثل هذه الانتهاكات في المستقبل. لقد برزت كلمات والدته راشيل أيضًا، حيث عبّرت عن حبها العميق لابنها، قائلة: "لم يكن هيرش مثاليًا، لكنه كان ابنًا مثاليًا بالنسبة لي." كانت هذه العبارة تجسد الفخر الذي كانت تشعر به كأم، رغم الألم والخسارة الذي عاشته. تحدثت راشيل عن آمالها الكثيرة في أن يُعاد ابنها إليهم، وقد كانت تشعر بأن هذه الآمال حقيقية جدًا، ولكنها، مثلما قالت، لم تكن كافية لتجنب الكارثة. أسدى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ برقية تعزية، معبرًا عن أسفه الشديد للظروف التي أدت إلى وفاة هيرش. أضاف هرتزوغ: "نحن شهود على هذه المأساة، ولن ننسى أبدًا." وقد جاءت كلماته لتعكس شعور الدولة بكاملها، وتعكس حزنًا عميقًا واعترافًا بالفشل في حماية مواطنيها. لقد تم التعرف على هيرش كواحد من بين ستة رهائن تم العثور عليهم بواسطة القوات الإسرائيلية بعد تأكيد وفاة جميعهم. وقد تم استعادة جثثهم بعد فترة من الأسر الصعبة، حيث قُتل هؤلاء الأشخاص في ظروف صعبة ومعقدة. والأسوأ من ذلك، كانت التقارير تشير إلى أنهم قُتلوا قبل فترة قصيرة من استعادة جثثهم، مما زاد من حدة الألم لفقدان هؤلاء الشبان. الحكومة الإسرائيلية، من جانبها، كانت في حالة من التأهب الشديد بعد الحادثة، حيث واجهت انتقادات حول كيفية إدارة الأمنية والتحصين ضد تصعيدات مشابهة. فقد أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى أنه يتحمل المسؤولية ويطلب المغفرة لعدم قدرته على إعادة الرهائن أحياء. في أجزاء أخرى من الجنازة، كانت هناك مشاعر مختلطة من الحزن والغضب، حيث تساءل الكثيرون عن كيف يمكنك حماية الشعب من هذه الكوارث المتكررة. بينما قال والد هيرش: "ربما يكون موتك هو الشرارة التي ستحفز الناس على العمل من أجل من تبقى من الرهائن." كما عبّر أفراد العائلة عن نظرتهم إلى الوضع المعقد الذي تمر به المنطقة، مشددين على أهمية الوحدة والصمود. وفي حديثه، ذكرهم كيف يمكن عبر التغيير والتحول التوصل لما يحتاجه الشعب من أمان وحرية معًا. بينما كانت الكلمات تتردد في أرجاء المقبرة، كانت القلوب مثقلة بالهموم. كان هناك شعور عام بأن الأحداث الأخيرة قد وضعت عبئًا كبيرًا على الشعب الإسرائيلي، وأصبحت الخسائر البشرية تجسد مأساة أكبر من مجرد فقدان فرد. بعد مرور فترة على الأقوال والمشاعر، كانت الآمال معقودة على التحول الذي يمكن أن يحاكي عذابات هؤلاء الضحايا. فقد أمل والدا هيرش في أن تصبح ذكراهم رمزًا للسلام وللعمل من أجل العدالة، وليس مجرد أرقام في قائمة الفقد. الجنازة كانت تعبيرًا عن الخسارة، لكنها في نفس الوقت كانت دعوة للتغيير. كما أن كلمات والد هيرش تظل تردد صداها في قلوب كل من حضر، محذرة من خطر الفشل في حماية الأبرياء، ومستذكرة أهمية الرحمة والتفاهم في العالم المعقد الذي نعيش فيه اليوم. إن ذكراه ستبقى حية، وتحمل الأمل في أن المستقبل قد يكون أفضل، وأن الفشل الذي شعر به الأهل لن يُنسى بل سيقود إلى إشعال حركة تستهدف فهم الآخر، وتعزيز العدالة، والعمل لتحقيق مستقبل آمن للجميع.。
الخطوة التالية