تزايدت فرص كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، في مواجهة دونالد ترامب، الرئيس السابق، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية. تشير أحدث الاستطلاعات في الولايات المتأرجحة إلى منافسة شديدة وقريبة بين هاريس وترامب، مما يطرح تساؤلات حول قدرة هاريس على تحقيق الفوز في الانتخابات المقبلة. تظهر البيانات المستخلصة من استطلاعات الرأي التي جرت في سبع ولايات حاسمة، أن هاريس، المرشحة الرئاسية للحزب الديمقراطي، تقترب من هزيمة ترامب في هذه الولايات، بما في ذلك أريزونا وجورجيا وميشيغان ونفادا وكارولاينا الشمالية وبنسلفانيا وويسكونسن. في الواقع، تشير بعض الاستطلاعات إلى أن هاريس تتقدم على ترامب أو لا تزال في نطاق الاحتمالية الإحصائية، مما يجعل الانتخابات القادمة أكثر تشويقًا. ومع ذلك، يجب أن نكون حذرين في تحليل هذه الاستطلاعات. فبعضها لا يزال عبارة عن استطلاعات سريعة ذات عينات صغيرة، بينما تم إجراء معظم الاستطلاعات بعد انسحاب الرئيس جو بايدن من سباق الانتخابات. هذا يعني أن تأثير حملة هاريس قد لا يظهر بشكل كامل حتى الأسابيع القادمة، وخاصة بعد إعلانها عن اختيار تيم والز، محافظ مينيسوتا، كمرشحها لمنصب نائب الرئيس. يعتبر الأداء في الولايات المتأرجحة أمرًا حيويًا للفوز في الانتخابات، حيث إن الانتخابات الأمريكية تعتمد على نظام الكلية الانتخابية، لذا تكتسب الاستطلاعات في هذه الولايات أهمية خاصة. في أحدث المتوسطات العامة للاستطلاعات، تقترب هاريس من ترامب بفارق نقطة واحدة، حيث تسجل هاريس 45% مقابل 44% لترامب على المستوى الوطني. في ولاية ويسكونسن، تظهر الاستطلاعات أن هاريس تساوي بايدن في معدلات التأييد، حيث سجل كل منهما 49%، ومع إدخال المرشح المستقل روبرت كينيدي جونيور، تبرز هاريس بتأييد 46% بينما يحصل ترامب على 45%. هذه الأرقام تعكس سباقًا ضيقًا، مما يشير إلى إمكانية حدوث تغييرات في الدعم مع اقتراب الانتخابات. وفي ولاية ميشيغان، تبدو الأمور أكثر تعقيدًا. تشير الاستطلاعات إلى أن هاريس وترامب في وضع متساوٍ بنسبة 49% لكل منهما، لكن ترامب أظهر تفوقًا في بعض الاستطلاعات التي أجريت في نهاية شهر يوليو. ذلك يعطي إشارات سلبية لديمقراطيين، خاصة أن ميشيغان كانت ولاية حاسمة في انتخابات 2016 و2020. أما في ولاية بنسلفانيا، فتظهر الأرقام تفوق ترامب بنسبة 49% مقابل 47% لهاريس، لكن الفارق يبدو ضيقًا مع الأخذ في الاعتبار وجود كينيدي الذي حصل على 4% من الأصوات. توضح التحليلات أن تحديد نائب هاريس قد يؤثر بشكل كبير على نتائج الانتخابات في ولاية بنسلفانيا، التي تعتبر من أكبر الولايات المتأرجحة. في الولايات الجنوبية مثل جورجيا وكارولاينا الشمالية، كانت تشير استطلاعات الرأي إلى بعض التفوق الطفيف لمصلحة ترامب. لكن هناك إشارات متزايدة تفيد بأن هاريس قد تضيق الفجوة هناك، حيث شهدت استطلاعات الرأي الأخيرة تقلص الفجوة بينهما. وفي ولاية نيفادا، بدأ نجاح هاريس في ملء الفجوة التي كانت بينهما، حيث أظهرت إحدى الاستطلاعات أنها تقترب من ترامب بفارق نقطة واحدة. فبعد أن كانت هاريس تعاني من ضعف التأييد في وقت سابق، فإن هذه الأرقام تدل على أنها بدأت في استعادة مصداقيتها في الولايات المتأرجحة. من المهم أن نأخذ في الاعتبار أن الاستطلاعات الحالية ليست نهاية القصة. لا تزال هناك العديد من العوامل التي قد تؤثر على النتائج النهائية، مثل تطورات الأحداث السياسية، الحملات الدعائية، والتوجهات الاقتصادية التي قد تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل آراء الناخبين. هناك أيضًا قلق لدى الديمقراطيين بشأن تأييدهم العام. على الرغم من أن بعض الأرقام تشير إلى زيادة تفاؤل الناخبين بشأن فرص هاريس، يجب أن يتذكروا أن الفجوة بين تأييدهم وضعف بايدن خلال الفترة السابقة قد تظل موجودة. لذا، يبقى التحدي الأكبر هو كيف ستتمكن هاريس من الاستفادة من هذه الديناميكيات لدفع الناخبين نحو صناديق الاقتراع. في النهاية، الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة تمثل معركة حقيقية بين هاريس وترامب، وستستمر الديناميكيات المعقدة في التغير. على الرغم من بعض الإشارات الإيجابية لهاريس، فإن نتائج الانتخابات ستعتمد على قدرتها على التواصل مع الناخبين في الولايات المحورية وعلى كيفية إدارتها لحملتها في الأسابيع والأشهر المقبلة. لكل من هاريس وترامب محادثات انتخابية مستمرة، والنتائج النهائية ستظهر بنفسها فقط يوم الانتخابات.。
الخطوة التالية