تظهر أحدث الاستطلاعات أن كمالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكية، تحقق دعمًا متزايدًا في الولايات المتأرجحة، مما يعزز موقفها في انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة. تكتسب هذه المعلومات أهمية خاصة في ظل دخولها كمرشحة رئاسية بعد انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق. وفي هذا الإطار، تركز الحملات الانتخابية على الولايات ذات التأثير الحاسم والتي تعزز فرص كل مرشح في الحصول على الأصوات الانتخابية اللازمة للظفر بالمنصب. تعتبر الولايات المتأرجحة، مثل فلوريدا، بنسلفانيا، ميتشيغان، ويسكونسن، أريزونا، كارولينا الشمالية وجورجيا، هي الحلبة التي يتنافس فيها كلا الحزبين الكبيرين، الديمقراطي والجمهوري، من أجل كسب الأصوات. تتميز هذه الولايات بعدم وجود أغلبية واضحة لأي من الحزبين، مما يجعلها محورية في أي انتخابات رئاسية. تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن هاريس تحظى بتأييد متزايد بين الناخبين في الولايات الاستراتيجية، وتظهر الأرقام وجود سباق متقارب بينها وبين خصمها الجمهوري، الرئيس السابق دونالد ترامب. على سبيل المثال، في استطلاعات الرأي التي أُجريت في ويسكونسن وميتشغان وبنسلفانيا، تتساوى شعبية هاريس مع ترامب بنسبة 49% في ويسكونسن وميتشغان، بينما تظهر فارقًا طفيفًا يتراوح بين 47% و49% في بنسلفانيا. في أعقاب تسجيلها للتأييد المطلوب من قبل الحزب الديمقراطي، تتجه الأنظار الآن إلى الاختيار المرتقب لشريكها في الترشح للرئاسة. تشير تقارير إلى أنها تجري مشاورات مع مجموعة من الأسماء المحتملة لشغل هذا المنصب، إذ يعتبر اختيار نائب الرئيس جزءًا أساسيًا من استراتيجية الحملة الانتخابية. تواجه هاريس تحديًا مزدوجًا، يتمثل في الحاجة إلى تقديم شريك قادر على التضامن معها وصياغة رؤية مشتركة، بالإضافة إلى ضمان جذب الناخبين المستقلين والمعتدلين. يمثل ترشيح هاريس تطورًا مهمًا للنساء والأقليات في السياسة الأمريكية، حيث أنها أول امرأة من أصول أفريقية وآسيوية تشغل منصب نائب الرئيس. وبهذا، تسعى هاريس إلى تعزيز هذه الرسالة خلال الحملة، من خلال الترويج لقيم الوحدة والتضامن. ومع زيادة التحديات القاسية مثل تطورات الاقتصاد العالمي والأمن القومي، تسعى هاريس إلى تقديم خطاب يركز على استعادة الثقة في الحكومة الأمريكية وتعزيز حقوق الأقليات. من المتوقع أن تسافر هاريس خلال الأسابيع القادمة إلى الولايات المتأرجحة لتوجيه رسائل انتخابية ومقابلات مع الناخبين. ويشير المراقبون إلى أن الحضور الشخصي والمشاركة الفعّالة في شدّ الانتباه في هذه الولايات قد يكون لها تأثير حاسم على النتائج النهائية. تشير التحليلات إلى أن السباقات الانتخابية القريبة تعكس حالة الانقسام العميق في المجتمع الأمريكي. تشهد الولايات المتأرجحة نقاشات حادة وشائكة حول قضايا الشأن المحلي، مثل الرعاية الصحية، والسياسة التعليمية، وقضايا الهجرة، مما يعكس اختلافات شديدة في وجهات النظر بين الناخبين. تسعى هاريس من خلال حملتها إلى تقديم حلول فعلية لهذه القضايا مع التركيز على الحديث مع الناخبين من خلفيات مختلفة. من جهة أخرى، قد يواجه ترامب تحديات كبيرة في إقناع الناخبين المستقلين. وبينما تمتلك قاعدة دعم صلبة من المتعاطفين معه، إلا أن هناك قلقًا متزايدًا بشأن التوجهات السياسية التي قد تؤثر على سمعتهم في أعين جمهور الناخبين الأوسع. لذا، فإنه يتعين عليه التركيز على قضايا مهمة تشغل بال الناخبين مثل الاقتصاد والحماية من الجرائم، لجذب تلك الفئات الضرورية. في الختام، تظهر الأرقام الأولية لصالح كمالا هاريس في الولايات المتأرجحة تزايدًا ملحوظًا في الدعم، مما يعطيها فرصة قوية للتنافس على منصب الرئيس. ومع هذه الديناميكيات، تبقى الأنظار مشدودة إلى كيفية تطور الأحداث في الأسابيع المقبلة، وإلى أي مدى ستتمكن هاريس من تعميق هذا الدعم واستقطاب المزيد من الناخبين. إن الانتخابات الأمريكية المقبلة، التي ستجري في عام 2024، ستكون بالتأكيد واحدة من أكثر الانتخابات تشويقًا في التاريخ الحديث، حيث يقف الجانبان على حافة المنافسة. يترتب على جميع هذه المعطيات أن مستقبل كمالا هاريس في السباق الرئاسي يتوقف على استراتيجيتها الانتخابية وقدرتها على الاستجابة لمتطلبات وتوجهات الناخبين في الوقت الحالي. تحتاج هاريس إلى التأكيد على التزامها بالقضايا الجوهرية، بينما تعمل على بناء تحالفات قادرة على دعمها في هذا المسعى. في هذا السياق، يبقى هناك الكثير على المحك في الأشهر المقبلة حيث تشتد المعركة من أجل البيت الأبيض.。
الخطوة التالية