مقال: أين ذهب جيل البومرز؟ ليس إلى صناديق استثمار بيتكوين! على مدى العقد الماضي، تحولت البتكوين – العملة الرقمية الأولى والأكثر شهرة – إلى رمز للتغيير والتحول في العالم المالي. شهد السوق مستويات غير مسبوقة من التضخم والاهتمام، مما دفع العديد من المستثمرين إلى البحث عن أدوات جديدة، مثل صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) التي تمثل البتكوين. ومع ذلك، تبقى سؤالاً حاضراً: أين ذهب جيل البومرز، هذا الجيل الذي يعد أحد أكبر المستثمرين في الأسواق التقليدية، ولماذا لا يبدو أنهم يقتربون من هذه الأدوات الجديدة؟ منذ انطلاق صناديق ETF للبتكوين، كانت الآمال عريضة. تم إطلاق هذه الصناديق كخطوة لجذب مستثمرين جدد، خاصة من الفئة العمرية الأكبر. ومع ذلك، تشير الإحصاءات الحديثة إلى أن 8٪ فقط من حاملي العملات الرقمية هم من فئة العمر 54 وما فوق. هذا يكشف عن حقيقة مؤلمة: يبدو أن جيل البومرز لم يدخل عالم البيتكوين بنفس الحماس الذي أظهرته الفئات العمرية الأكثر شبابًا. يعتبر الكثيرون أن وجود صناديق ETF يعني أنه تم فتح الأبواب أمام المستثمرين التقليديين. لكن لم يتأتَ هذا كما كان متوقعاً. على الرغم من وجود تدفقات كبيرة في صناديق ETF ذات الصلة بالبتكوين، إلا أن هذه التدفقات تعود أساسًا إلى المستثمرين الحاليين في العملات المشفرة، وليس إلى مستثمرين جدد. وبحسب التقرير، فإن 85٪ من الاستثمارات في صناديق ETF المرتبطة بالبتكوين ليست من مؤسسات تقليدية، مما يبرز أن معظم المشاركين الجدد في هذا السوق هم من الأشخاص الذين كانوا بالفعل مستثمرين في العملات المشفرة. تدفقات الأموال والتحولات في السوق ترسم صورة معقدة. على الرغم من توقعات تفاؤلية من بعض المحللين بشأن مستقبل صناديق ETF، إلا أن عددًا كبيرًا من المستثمرين التقليديين لا يزال متوجسًا. يجب أن نفهم لماذا يعتبر البومرز رافضين عن المدخلات الجديدة في عالم العملات الرقمية. التقليدية والمخاطر المرتبطة بالاستثمار في العملات المشفرة قد تكون الأسباب الرئيسية. في المحادثات الاقتصادية، يتردد صدى عبارات "التقلص" و"قدرة تحمل المخاطر". يعتبر الجيل الأكبر سناً أكثر حذرًا عندما يتعلق الأمر بالاستثمار. وحسب التقارير، فإن عدم الاستقرار السريع في أسعار العملات الرقمية وتقلباتها العنيفة يُخيف العديد من المستثمرين، مما يجعلهم يتجنبون المراهنة على مثل هذه الأدوات. بالإضافة إلى ذلك، تعاني صناديق ETF من مشكلة تتعلق بالاعتراف والقبول في المجتمع المالي التقليدي. على الرغم من أن البتكوين اكتسبت شهرة واسعة في السنوات الأخيرة، لا يزال هناك شعور بعدم الثقة حول قدرة هذه العملات الرقمية على توفير الأمان والثبات. وبالتالي، يتجنب العديد من المستثمرين في جيل البومرز الدخول في مجال يرونه غير مستقر. إضافة إلى ذلك، هناك أيضًا مستوى من القصور في التعليم والمعرفة حول كيفية عمل العملات الرقمية وصناديق ETF. فبينما تنمو موارد تعليم العملات المشفرة، لا يزال الكثير من الناس في الفئات العمرية الأكبر يشعرون بأن هذه المعلومات ليست متاحة بشكل كافٍ أو أنها معقدة للغاية لفهمها. لذا، فإن ما يحتاجه جيل البومرز هو المزيد من التوعية والشرح البسيط حول كيفية عمل المنتجات المالية الجديدة والرغبة في استثمار أموالهم فيها. الرهانات في عالم العملات الرقمية قد تكون عالية، ولكن بالنسبة للعديد من المستثمرين التقليديين، يُعتبر الاستثمار في البتكوين مثل ركوب أفعوانية دون معرفة مسارها. ولهذا، ليست هناك حاجة للاحتفال بموجة جديدة من الاستثمارات عند جيل البومرز حتى يتم قبول هذه الأدوات من قبل المجتمع المالي ككل. بينما تشير التقارير إلى أن صناديق ETF للبتكوين شهدت تدفقات تصل قيمتها إلى 20 مليار دولار، لا يزال هذا الرقم يبدو متواضعًا بالنسبة لحجم سوق الاستثمارات التقليدية. وبالرغم من تفاؤل بعض المحللين، إلا أن هناك قلقًا كبيرًا بشأن عدم حضور جيل البومرز الفاعل في هذه التحولات. المستقبل يحمل الكثير من الأسئلة حول كيف يمكن أن تتطور هذه الاستثمارات في عالم العملات الرقمية. من المتوقع أن تتغير الديناميكيات في السنوات القادمة. مع مرور الوقت، قد تجد الجيل الأكبر سناً الراحة في فكرة تبني هذه الفئة الجديدة من الأصول، خصوصًا إذا بدأت المؤسسات المالية الكبرى بتقديم خيارات تعليمية وموارد لهؤلاء المستثمرين. عندما نتحدث عن صغار المستثمرين، نحن نرى مستوى عالٍ من الابتكار والمرونة في المواد والخدمات المالية. هؤلاء المستثمرون أصغر سناً وأكثر تأقلمًا مع التكنولوجيا والتغييرات السريعة. لذا، يبدون أكثر انفتاحًا على المخاطر، وهذا هو الشيء الذي يميزهم عن أقرانهم الأكبر سناً. في النهاية، إجابتي على سؤال: أين ذهب جيل البومرز هو أن هذا الجيل، رغم أنه لم يتبنى بعد صناديق ETF للبتكوين، لكنه كان دائمًا متمسكًا باستثمارات أكثر أمانًا وتقاليد، تعطيه إحساسًا بالأمان والاستقرار. ولكل جيل طريقته في الاستثمار ووجهات نظره حول المخاطر، وتحتاج السوق إلى المزيد من الوقت والجهود لإحداث تغيير في عقلية المستثمرين التقليديين. بينما يسير سوق العملات الرقمية في طريقه نحو التطور، يبقى السؤال مفتوحًا: متى سينضم جيل البومرز إلى قافلة الثورة المالية الجديدة؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة على ذلك.。
الخطوة التالية