إيثيريوم وإيثيريوم كلاسيك: الفرق بينهما في عام 2022 تعتبر الإيثيريوم (ETH) والإيثيريوم كلاسيك (ETC) من أهم وأشهر العملات الرقمية في العالم، وقد حصلت كلاهما على اهتمام واسع من قبل المستثمرين والمهتمين بتكنولوجيا البلوكتشين. لكن رغم تشابه الأسماء، إلا أن هناك اختلافات كبيرة بينهما. في هذا المقال، سنتناول الفروق الرئيسية بين هذين النظامين من العملات الرقمية، بالإضافة إلى الأسباب التي أدت إلى انقسامهما. تأسست الإيثيريوم في عام 2015 على يد فيتاليك بوتيرين، وقد أحدثت ثورة في عالم العملات الرقمية من خلال تقديم تقنية العقود الذكية، التي سمحت بتطوير وتشغيل التطبيقات اللامركزية (DApps) على شبكة البلوكتشين. استطاعت الإيثيريوم جذب مجموعة كبيرة من المطورين والمستثمرين، وتوسعت شعبيتها بسرعة. من جهة أخرى، تأسست الإيثيريوم كلاسيك بعد الانقسام الذي حدث في الإيثيريوم في عام 2016. هذا الانقسام جاء نتيجة لهجوم شهير على "داو" (DAO) الذي كان عبارة عن مشروع تمويل جماعي يعتمد على البلوكتشين. تعرضت "داو" للاختراق، مما أدى إلى خسارة ملايين الدولارات. ردت الإيثيريوم على ذلك من خلال إجراء عملية "التصحيح"، حيث تم تعديل الكود لاستعادة الأموال المسروقة. لكن مجموعة من المطورين والمستثمرين اعترضوا على هذا القرار واعتبروا أن ذلك يتعارض مع مبادئ التمويل اللامركزي، وبالتالي قرروا الاستمرار في تطوير النسخة الأصلية من الإيثيريوم، وهي إيثيريوم كلاسيك. أحد أهم الفروقات بين الإيثيريوم والإيثيريوم كلاسيك هو كيفية إدارة التحديثات. تعتمد الإيثيريوم على نموذج تطوير مركزي، حيث يمكن لمجموعة من المطورين الرئيسيين اتخاذ قرارات بشأن تغييرات النظام. بينما تتميز الإيثيريوم كلاسيك بمبدأ اللامركزية، حيث يُعتبر أي تغيير في البروتوكول بمثابة تدخل في النظام، مما يجعل عملية التحديث صعبة. هذا يمكن أن يؤدي إلى بطء في الابتكار في إيثيريوم كلاسيك، ولكنه يعزز من فكرة عدم التدخل والتغيير الذي يميز هذا النظام. من ناحية الأداء، تستفيد الإيثيريوم من تحديثات متطورة مثل "تحويل الإيثيريوم إلى إثبات الحصة (Proof of Stake)"، الذي يهدف إلى تحسين كفاءة الشبكة وتقليل استهلاك الطاقة. بينما لا تزال إيثيريوم كلاسيك تستخدم نظام "الإثبات بالعمل (Proof of Work)"، مما يجعلها أقل كفاءة في استهلاك الطاقة مقارنة بالإيثيريوم. تتفاوت الأمور أيضًا عندما يتعلق الأمر بالسرعة والرسوم. تعتبر إيثيريوم أكثر قابلية للتوسع من إيثيريوم كلاسيك، حيث تتمتع بمعاملات أسرع ورسوم أقل بشكل عام بسبب استخدامها للابتكارات التكنولوجية المختلفة. ومع ذلك، يواجه كل من النظامين تحديات تتعلق بالازدحام وزيادة الرسوم عندما يزداد الطلب على الشبكة، لكن الإيثيريوم تعتبر أكثر مرونة في التعامل مع التحديات. من الناحية الاقتصادية، تختلف آلية العرض والطلب بين النظامين. باقتصاد الإيثيريوم، تتم عملية إصدار العملات الجديدة بشكل منتظم، مما يضمن استمرارية عمل الشبكة. بينما في إيثيريوم كلاسيك، يتم إصدار العملات بشكل ثابث، مما يمكن أن يؤثر على الرغبة في الاستثمار. يتوقع البعض أن ذلك سيؤدي إلى زيادة في السعر على المدى الطويل، بينما يرون آخرون أن نقص العرض سيقلل من قابلية الاستخدام على المدى القصير. على مستوى المجتمعات، تتمتع إيثيريوم كلاسيك بقاعدة جماهيرية ثابتة من المستثمرين والمطورين الذين يفضلون الحفاظ على القيم الأصلية للبلوكشين. بينما تلقت إيثيريوم دعمًا كبيرًا من شركات التكنولوجيا الكبيرة ومؤسسات التمويل، مما يعكس قدرًا أكبر من الابتكار والتطور. بغض النظر عن الاختلافات، يُعتبر كل من إيثيريوم وإيثيريوم كلاسيك جزءًا مهمًا من تاريخ العملات الرقمية وتكنولوجيا البلوكتشين. يمثل كل منهما نموذجًا مميزًا يقدم للمستثمرين والمطورين خيارات متعددة ومتنوعة. بينما تعمل الإيثيريوم على توسيع نطاق استخدامها في التطبيقات اللامركزية والتحول إلى نموذج إثبات الحصة، تركز إيثيريوم كلاسيك على الاستمرار في العمل كمنصة تمويل لامركزية, مؤمنة بأساسيات اللامركزية. في الختام، يمكن القول إن الاختلافات بين إيثيريوم وإيثيريوم كلاسيك تعكس التوجهات المختلفة في عالم تكنولوجيا البلوكتشين والعملات الرقمية. إذا كان اختيار واحد منهما يعتمد على أهدافك الشخصية والمهنية، فإن من المهم دائمًا إجراء بحث شامل وفهم الانعكاسات المختلفة للاستثمار في أي من النظامين. في عالم الديناميكية والابتكار، يظل كل من إيثيريوم وإيثيريوم كلاسيك في دائرة الضوء، مستمرين في تشكيل مستقبل عالم الكريبتو.。
الخطوة التالية