في عالم إشغال وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتجاوز التأثير الافتراضي الواقع المادي، ظهرت شخصية جديدة تميزت بإبداعها وطموحها. إنَّها عارضة الأزياء على إنستغرام، التي ليس فقط تسلط الضوء على جمالها، بل تحمل أيضًا رؤية مبتكرة لإعادة صياغة كيفية تفاعلنا عبر الإنترنت. في خطوة جريئة، أطلقت هذه العارضة نموذجًا تنظيميًا لامركزيًا، أو ما يعرف بالـ DAO، بهدف تشكيل مستقبل وسائل الإعلام الاجتماعية في ظل عصر الـ Web3. تعتبر هذه المبادرة ثورة في طريقة عمل وسائل التواصل الاجتماعي. في السنوات الأخيرة، أصبحت المنصات مثل إنستغرام مركزًا للنفوذ الثقافي والاقتصادي، ولكنها في الوقت نفسه، كانت محط انتقادات حادة نظرًا لتأثيرها السلبي على الصحة النفسية للمستخدمين، واحتكار بعض الشركات الكبرى للبيانات والمحتوى. في هذا السياق، ظهر مفهوم الـ Web3، الذي يعد بجعل الإنترنت أكثر ديموقراطية وشفافية. الـ DAO، أو المنظمة المستقلة اللامركزية، هي عبارة عن نظام تنظيمي يعتمد على تقنية البلوك تشين. يتيح هذا النظام للمستخدمين اتخاذ قرارات جماعية من خلال التصويت، مما يعزز من فكرة المشاركة والمساواة. وفي حالة هذه العارضة، فإنَّها تأمل من خلال تشكيل هذه المنظمة أن تستخدم تقنيات البلوك تشين لتأمين حقوق المستخدمين وتعزيز التحكم في البيانات الشخصية. يُعتقد أنَّ العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي يشعرون بفقدان السيطرة على بياناتهم، كما يشعرون بقلق متزايد حيال الخصوصية. هنا يأتي دور النموذج الذي اقترحته العارضة، حيث يسعى إلى إنشاء منصة تعتمد على مبادئ الشفافية والحرية. تعتقد أنَّ الـ DAO يقدم حلاً مثاليًا لتلك المشاكل من خلال السماح للأفراد بأن يكون لهم قول في كيفية إدارة المنصة. على سبيل المثال، إذا كان هناك اقتراح لتغيير في سياسة المنصة، يستطيع الأعضاء التصويت عليه، وبالتالي يتخذ القرار بناءً على رغبات المجتمع بأسره. وهذا النموذج لا يقتصر فقط على القرارات الإدارية، ولكن يمتد أيضًا إلى كيفية توزيع الأرباح والموارد داخل المنصة. من خلال استخدام الـ DAO، يمكن للأعضاء أن يكون لهم حصة في العائدات الناتجة عن الإعلانات أو المبيع الرقمي. يوفر ذلك حافزًا للمستخدمين للمشاركة وزيادة حرصهم على تقديم محتوى ذي جودة عالية، لأنهم يعرفون أنَّهم سيجنون ثمار جهودهم. لكن كيف يمكن لمبدأ الـ DAO أن يظهر في ممارسة وسائل التواصل الاجتماعي؟ يبدو أن العارضة تملك رؤيتها الخاصة التي تدمج بين تقنيات البلوك تشين والتفاعل الاجتماعي. على سبيل المثال، تخيل منصّة تتيح للمستخدمين إنشاء محتوى بطريقة تعاونية، حيث يمكن للأعضاء المشاركين التصويت على أفضل المحتويات، مما يضمن ظهور المحتوى الأكثر قيمة في المقدمة. علاوة على ذلك، فإنَّ هذا النظام قد يمكن المبدعين والمستخدمين من حماية أعمالهم بطريقة جديدة. في ظل النظام التقليدي، غالبًا ما يُستغل المبدعون من قبل المنصات الكبرى. ولكن مع وجود الـ DAO، يمكن للمحتوى أن يكون محميًا وكل مبتكر يحصل على الأجر المناسب لعمله. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض التحديات التي يجب التغلب عليها. على سبيل المثال، هناك حاجة لتحقيق التوازن بين الحرية والرقابة. في حين أن الـ DAO يشجع على الديمقراطية، إلا أنه قد يتطلب نوعًا من القرارات المركزية للحفاظ على انضباط الشبكة وضمان عدم إساءة استخدامها. كما أنَّ الوعي بموضوعات مثل الخصوصية وحقوق البيانات يجب أن يكون جزءًا من النقاش المستمر بين أعضاء الـ DAO. تحتاج المنصة لأن تتبنى نهجًا يتماشى مع تطلعات المستخدمين للحفاظ على معلوماتهم الخاصة، بينما تعزز أيضًا من تفاعلهم وتعاملهم مع الآخرين. من خلال هذه الرؤية، تأمل العارضة أن تثمر مجهوداتها بالنجاح، لتكون نموذجًا يحتذى به لمبادرات جديدة في عالم وسائل التواصل الاجتماعي. قد لا تكون هذه البدايات سهلة، لكن الحماس والطموح لتحقيق تغيير إيجابي يجسدان وعدًا لمستقبل يعتمد على تكنولوجيا البلوك تشين. وفي الوقت الذي يلوث فيه الفساد والاحتكار العلاقة بين المستخدمين ومنصات التواصل الاجتماعي، يبقى الأمل معلقًا على تجارب جديدة قد تعيد تشكيل التجربة الرقمية، مما يعود بالنفع على الجميع. باختصار، تقدم عارضة الأزياء هذه رؤية مبتكرة في شكل الـ DAO لإعادة صياغة مشهد وسائل الإعلام الاجتماعية في عصر الـ Web3. من خلال تمكين المستخدمين وزيادة وتحقيق الشفافية، يمكن أن تتحقق تجربة تفاعلية أرادها الجميع، وهو أمر قد يغير قواعد اللعبة في عالم بات معقدًا للغاية. إنَّ مستقبل وسائل الإعلام الاجتماعية يبدو مثيرًا ومليئًا بالاحتمالات، وعلينا أن نشاهد كيف ستتطور هذه التجربة في الأشهر والسنوات القادمة.。
الخطوة التالية