كشفت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، عن خططها المتعلقة بمجال العملات الرقمية، بعد فترة طويلة من الانتظار والترقب. جاء ذلك خلال حدث لجمع التبرعات في مدينة نيويورك، حيث أعلنت عن استراتيجيتها للابتكار المالي إذا فازت في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر 2024. ومن خلال تصريحاتها، أكدت هاريس على ضرورة جذب المزيد من الاستثمارات في مجالي الذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية. وقد جاءت هذه التصريحات في وقت يواجه فيه قطاع العملات الرقمية تحديات تنظيمية كبيرة، مما يجعل موقفها أكثر أهمية. وكما ذكرت هاريس: "سأعمل على جمع العمال ورجال الأعمال والمبتكرين والشركات الكبرى معًا. سنتعاون لاستثمار في تنافسية أمريكا ومستقبلها. سنشجع التقنيات المبتكرة مثل الذكاء الاصطناعي والأصول الرقمية، مع حماية مستهلكينا ومستثمرينا." هذا التركيز على تعزيز الابتكار لا يقتصر فقط على تعزيز القيم الاقتصادية، ولكنه أيضًا يشير إلى التزام هاريس بمسارات جديدة تتماشى مع تطورات العصر الرقمي. وتعد هذه المرة الأولى التي تتحدث فيها علنًا عن العملات الرقمية منذ ترشيحها، مما أثار تفاعلًا إيجابيًا من قبل العديد من قادة القطاع. وقد أثنى فاريار شيرزاد، رئيس السياسة في شركة Coinbase، على تصريحات هاريس، مشيرًا إلى أنها تعترف بأهمية الابتكار في الأصول الرقمية وتفهم أن هناك مسارًا يتيح تعزيز الابتكار مع حماية المستهلكين. في الوقت نفسه، أشاد هايدن آدامز، المدير التنفيذي لشركة Uniswap Labs، بتصريحات هاريس واعتبرها علامة إيجابية، مشيرًا إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تذكر فيها العملات الرقمية بشكل علني، وكانت الإشارة إيجابية. وينتظر المستثمرون في هذا القطاع ومع ذلك، فإن تصريح هاريس يضع حدًا لتوقعاتهم بأن موقفها قد يتماشى مع النزعة السلبية التي اتخذها الرئيس بايدن بشأن هذه الصناعة. وبالرغم من ذلك، فإن هاريس أوضحت أنها تسعى لإنشاء بيئة عمل آمنة من خلال وضع قواعد واضحة وشفافة، بالإضافة إلى استثمارها في القطاعات المستقبلية مثل أشباه الموصلات والطاقة النظيفة. وقد نجح عدد من اللاعبين البارزين في قطاع العملات الرقمية، بما في ذلك الملياردير مارك كيوبان والمالي أنطوني سكاراموتشي، في دعم هاريس، حيث دعاها الكثيرون إلى اتخاذ موقف أكثر ليونة تجاه التنظيم في هذا المجال. وتأتي هذه الدعم في وقت يتطلع فيه المستثمرون إلى رؤية ملامح تنظيمية تشجع على النمو والاستثمار في القطاع. لا تقتصر تصريحات هاريس على إطلاع الجمهور على استراتيجيتها فحسب، بل تأتي أيضًا في إطار تعزيز الثقة في السوق. فبالنسبة للعديد من المستثمرين والمهتمين بالعملات الرقمية، فإن وجود رؤية واضحة وقوية من حكومة الولايات المتحدة يمكن أن يكون له تأثير كبير على اتجاه السوق وثقة المستثمرين. في الوقت الذي تشهد فيه العملات الرقمية تقلبات كبيرة وتحديات تنظيمية، فإن تصريحات هاريس تحمل الأمل بأن الإدارة المقبلة قد تلعب دورًا نشطًا في تطور هذا القطاع. ومع الازدهار التكنولوجي المتسارع، يُتوقع أن تستمر المناقشات حول كيفية التعامل مع هذه الأصول الجديدة والابتكارات المصاحبة لها. وبالإضافة إلى ذلك، فقد ظهرت مجموعة جديدة من المطالبين بالدعم لهاريس، بما في ذلك مجموعة تتألف من مدراء تنفيذيين في مجال البلوكتشين، حيث نظمت هذه المجموعة حدثًا لجمع التبرعات لها. يُظهر هذا الدعم الجماعي كيف أن هناك ترقب كبير من قِبل صناعة العملات الرقمية في سبيل التأثير على السياسة. في النهاية، تعد تصريحات كامالا هاريس حول العملات الرقمية علامة على تحول إيجابي في التعامل مع هذه الصناعة من قبل القادة السياسيين. ومع ذلك، يظل السؤال المحوري: هل ستنجح هاريس في تطبيق هذه الخطط إذا ما انتخبت للرئاسة؟ ستظل الأشهر القادمة حاسمة، حيث سيتابع المستثمرون والمراقبون عن كثب التطورات في هذا السياق. إن القدرة على تبني الابتكار وحماية المستهلكين قد تكون المفتاح لنجاح إدارة هاريس المستقبلية وتأمين الاستثمارات اللازمة لتعزيز النمو في الاقتصاد الأمريكي.。
الخطوة التالية