في خطوة جديدة تجمع بين السياسة والتجارة، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن إطلاقه لمجموعة جديدة من الساعات الفاخرة المزودةdiamonds. تأتي هذه الخطوة في إطار حملته الانتخابية للعام 2024، حيث يسعى ترامب إلى تعزيز مواقعه كمرشح رئاسي بينما يواصل تنويع مصادر دخله. حملت المجموعة الجديدة اسم "مجموعة ساعات ترامب الرسمية" وأُطلقت يوم الخميس، وفقًا للخبراء، قبل حوالي 40 يومًا من موعد الانتخابات. بالنسبة للكثيرين، قد تعتبر هذه الخطوة مثيرة للجدل، لا سيما في ضوء الانتقادات التي قد يتلقاها ترامب بشأن استخدام حملته السياسية لتسويق المنتجات. الميزات الراقية لهذه الساعات تشمل طراز مُزخرف بـ 122 ماسة على الإطار، ويبلغ سعره 100,000 دولار، بالإضافة إلى طراز آخر يحمل اسم "Fight Fight Fight" بسعر 499 دولار. على الرغم من أن موقع بيع المنتجات يؤكد أن عائداتها لا تذهب مباشرةً إلى ترامب أو حملته، إلا أنه يُشير إلى وجود اتفاق ترخيص مدفوع. يعكس هذا الإجراء تاريخ ترامب الطويل في دمج اهتماماته السياسية مع نشاطاته التجارية. فقد قام ترامب سابقًا ببيع مجموعة متنوعة من المنتجات بما في ذلك الكتب والصور والرموز المشفرة، وهو ما يعكس استمراره في البحث عن طرق جديدة لتحقيق الربح. الإعلان عن مجموعة الساعات يأتي في وقت حساس بالنسبة لترامب، إذ أنه مُحصَّل أمام تحديات قانونية وأخرى تتعلق بالتمويل. فقد صدر ضده حكم قضائي مدني قيمته 489 مليون دولار، مما يثير تساؤلات حول كيفية تأثير ذلك على حملته وقدرته على تحقيق النجاح الانتخابي. بينما يسعى ترامب لتصوير نفسه كمدافع عن الطبقات العاملة، يمكن أن يؤدي إطلاق هذه المنتجات الفاخرة إلى انتقادات لاذعة. وقد صرح بعض النقاد بأن توقيت إطلاق الساعات يمكن أن يُظهر بعده عن مشاكل الأمريكيين اليومية، خاصةً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهها الكثير من المواطنين. وفي ذات السياق، أُشير إلى أن ترامب معروف منذ زمن طويل بالتحكم في صورته العامة وإعادة استخدام اسمه وشهرته لإنشاء روابط تجارية مربحة. فعلى سبيل المثال، تم إدراج مجموعة من المنتجات مثل العملات المعدنية، الحذاء الرياضي، وكتب دينية تحت شركة تُدعى "CIC Ventures LLC"، التي يملكها ترامب، مما يسمح له بتحقيق أرباح من مبيعات تلك المنتجات. بالإضافة إلى ساعات ترامب، تم الإعلان عن بيع عملات فضية بقيمة 100 دولار تحمل صورة ترامب، حيث تم الترويج لهذه العملات أيضًا كقطع تذكارية. كذلك للبيع، أُطلق حذاء رياضي جديد يحمل اسم "Never Surrender High-Tops"، وهو حذاء ذهبي لامع يُستَهدف به عشاق الموضة والتسويق الرياضي. على الرغم من كل هذه التحديات، يواصل ترامب استخدام منصاته الاجتماعية، مثل "Truth Social"، للإعلان عن منتجاته. فقد دعا أنصاره في سابق الأمر لشراء "الكتاب المقدس" المسمى "God Bless the USA Bible" في عرض غير تقليدي، حيث يعتبر الكتاب المقدس أحد السلع الرائجة والمقدّسة بالنسبة لكثير من الأمريكيين. رغم هشاشة الموقف السياسي والاقتصادي، يبدو أن ترامب لا يزال يحتفظ بقدرة على جذب الانتباه وتحقيق الدخل من تسويق صورته. فالإعلانات الخاصة بالصناعة الجديدة تسلط الضوء على استخدامه للجذب الجماهيري لتحقيق أهدافه التجارية. ولكن السؤال الذي يثيره الكثيرون هو إلى أي مدى يمكن لترامب أن يستمر في دمج أعماله مع أنشطته السياسية دون أن يتعرض لانتقادات حادة. في بداية الأمر، حاول ترامب توضيح أن الساعات ليست مصممة كاستثمار بل كقطع للتحصيل، مما يقلل من حدة النقاشات حول قيمتها المالية. من جهة أخرى، هناك قلق من أن تكون مثل هذه الأنشطة التجارية قد تؤثر على مصداقية الحملات الانتخابية، حيث يسعى المرشحون عادةً لإبراز انتمائهم وقربهم من الناخبين. ويجعل هذا الأمر ترامب عرضة للمزيد من التدقيق والتمحيص، خاصةً في أوقات التحولات السياسية الحادة. لقد نجح ترامب في جذب اهتمام وسائل الإعلام بشكل مستمر، مما يتيح له مزيدًا من الشفافية والوضوح حول استراتيجياته في تعزيز الأعمال خلال الحملات الانتخابية. لكن بالنظر إلى موقفه القبلي والمضطرب، يبقى أمام الجميع تساؤل كبير عن مدى تأثير هذه الأنشطة التجارية على مستقبل حياته السياسية. يتابع المراقبون بدقة تحركات ترامب، حيث يمتلك قدرة فريدة على دمج خطط أعماله مع نشاطه السياسي. قد تكون هذه الساعات مجرد خطوة أخرى في مسيرته المستمرة نحو النجاح أو الفشل، ولكن ما هو مؤكد هو أنه سيستمر في دفع الحدود ومواجهة التحديات، سواء في عالم السياسة أو التجارة، بينما يظل العالم مترقبًا.。
الخطوة التالية