تُعد مؤسسة "هيرتيدج" واحدة من أبرز مراكز الفكر المحافظة في الولايات المتحدة، حيث تساهم في تشكيل السياسات العامة عبر مجموعة من البحوث والتوصيات. ومن بين الشخصيات السياسية التي تربطها علاقات وثيقة بمؤسسة هيرتيدج، يبرز اسم السيناتور تيد كروز من ولاية تكساس. بمناسبة الحملة الانتخابية التي يقودها دونالد ترامب للعودة إلى البيت الأبيض، يبدو أن العلاقة بين كروز ومؤسسة هيرتيدج قد نالت مزيداً من الاهتمام. تُعد "مشروع 2025"، المعروف أيضاً باسم مشروع الانتقال الرئاسي، من أهم المبادرات التي تتبناها مؤسسة هيرتيدج. يتضمن المشروع مجموعة من التوصيات السياسية التي تتعلق بالوكالات الحكومية، ليكون بمثابة دليل لإدارة الحكومة في حال فوز ترامب مرة أخرى. رغم اهتمام ترامب بتحجيم علاقته بمشروع 2025، فإن الروابط بين كروز والمؤسسة لا تزال عميقة ومتينة. من خلال تعاملاته ومشاركته في الفعاليات المختلفة للمؤسسة، يُظهر كروز دعمه المستمر لسياسات هيرتيدج. حلمه في محاربة الأفكار التقدمية يظهر من خلال نشاطاته ومواقفه. يُشير درع كروز على قائمة "هيرتيدج أكشن" إلى توافقه الكبير مع الأهداف والتوجهات التي تدافع عنها المؤسسة، حيث حصل على تقييم مدى الحياة بلغ 92%. بالمقارنة، يُظهر المعدل العام لسيناتورات الحزب الجمهوري 62%. عُرف كروز بمشاركته في العديد من الفعاليات البارزة الموجهة من قبل هيرتيدج، ومن بينها افتتاح المبنى الجديد للمؤسسة في واشنطن عام 2018. كما قدم كروز خطاباً في هيرتيدج عشية محاكمة العزل للرئيس السابق ترامب في عام 2019. هذا الارتباط الطويل الأمد مع هيرتيدج يتجاوز الحدود السياسية، ليصبح رمزاً للنهج الذي يتبناه كروز تجاه القضايا المختلفة. في سياق مشروع 2025، تتجلى علاقة كروز القوية بالسياسات المعتمدة، حيث يمكن رؤية تأثير مستشاره السابق برنارد مك نامي، الذي كتب أحد فصول المشروع، في توجيه السياسات المتعلقة بوزارة الطاقة. تتضمن الفصول مقترحات للتراجع عن مشاريع قانونية هامة بما في ذلك قانون الاستثمار في البنية التحتية وقانون خفض التضخم. هذه الأساليب تُظهر انسجام كروز مع الأيديولوجية المحافظة التي تتبناها هيرتيدج. على الرغم من سعي كروز لاستمالة الناخبين المعتدلين والمستقلين في تكساس، تظل ارتباطاته مع هيرتيدج ومشروع 2025 كبيرة، مما يثير علامات التساؤل حول مدى تأثير هذه العلاقة على مستقبله السياسي. مقدرته على إدارة هذه الروابط مع الحاجة إلى كسب تأييد قاعدته الشعبية تظهر التحديات التي يواجهها في الانتخابات المقبلة، لا سيما في ظل المنافسة المتزايدة على مقعده في مجلس الشيوخ. في الوقت الذي تبذل فيه المؤسسات المختلفة جهوداً لتغيير ملامح السياسة الأمريكية، يبقى السؤال معلقاً: هل ستنجح استراتيجية كروز في استقطاب الناخبين الجدد بينما يحافظ في نفس الوقت على ولاء قاعدته الصلبة من الناخبين المحافظين؟ يُعتبر كروز شخصية مثيرة للجدل في الساحة السياسية الأمريكية، حيث يعتبره البعض من المدافعين الأقوياء عن القيم التقليدية، بينما يرى فيه آخرون رمزاً للسيطرة الجمهورية. استمراره في العمل مع هيرتيدج ويعكس إنشاء جسر بين السياسة التقليدية وأفكار جديدة تحاول الصمود في أوقات التغيرات الاجتماعية. ختاماً، تظل العلاقة بين كruz ومؤسسة هيرتيدج علامة على التحولات السياسية والاجتماعية في الولايات المتحدة، وتفتح الأبواب أمام النقاش حول كيفية تأثير تلك الروابط على صناع القرار والمستقبل السياسي للدولة. ستكون وجهة نظر كروز حول المستقبل وتأثير التوجهات السياسات المحافظة على الناخبين الأمريكيين محور اهتمام كبير خلال الأشهر المقبلة، حيث ملامح الانتخابات الرئاسية تقترب ببطء ولكن بثبات.。
الخطوة التالية